قادة الحرس الثوري الإيراني يلومون بعضهم البعض، بسبب سقوط بشار الأسد في سوريا
قال مسؤولون في الحرس الثوري الإيراني، إن قادة الحرس يلومون بعضهم البعض بعبارات غاضبة، على إنهيار نظام بشار الأسد في سوريا، وفقدان النفوذ الإيراني في المنطقة، بحسب مصادر صحيفة التلغراف البريطانية
قال مسؤول من العاصمة الإيرانية طهران، لصحيفة التلغراف:
“الأجواء أشبه بضرب بعضهم البعض، ضرب الجدران، الصراخ على بعضهم البعض، وركل سلات المهملات، و إنهم يلومون بعضهم البعض، ولا أحد يتحمل المسؤولية، لم يتخيل أحد قط أن الأسد يفر، حيث كان التركيز لمدة 10 سنوات على إبقائه في السلطة فقط، ولم يكن ذلك لأننا كنا نحبه، بل لأننا أردنا الحفاظ على القرب من إسرائيل و حزب الله”.
أنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم نظام الأسد بعد التدخل في الحرب الأهلية السورية في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ( منذ بداية الثورة السورية في عام 2011 وما تلاها من تدخل روسي في عام 2015، حيث تم إقناع روسيا بالتدخل بواسطة إيران).
كانت حكومة بشار الأسد في سوريا بمثابة العمود الفقري لمحور يدعى (محور المقاومة) الممتد في دولة عدة، و الذي خَطط له مرشد إيران علي خامنئي، وقاسم سليماني، القائد السابق لقوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني (المصنفة بشكل رسمي كمنظمة إرهابية)، والذي قُتل في غارة جوية أمريكية في عام ، 2020، في عهد رئاسة دونالد ترامب الأولى.
لقد تعرض هذا (المحور) أو الشبكة، بالفعل لضربة شديدة على مدى الأشهر الأربعة عشر الماضية بسبب حروب إسرائيل ضد حماس في غزة و حزب الله في جنوب لبنان، و الغارات الجوية البريطانية والأمريكية ضد الحوثيين في اليمن.
لكن خسارة سوريا قد تكون قاتلة بالنسبة لهم، لأنها كانت الطريق الرئيسي لإمداد حزب الله في لبنان، عبر العراق، الذي كانت ترسانته في جنوب لبنان قد وجهت القوة العسكرية الإيرانية مباشرة إلى حدود إسرائيل.
قال مسؤول ثانٍ في الحرس الثوري الإيراني لصحيفة التلغراف:
“نحن بحاجة إلى شخص هناك، لإرسال الأسلحة إليه [لكن] إما يُقتل أو يهرب، والآن يتركز الموضوع على كيفية المضي قدمًا من هذا المأزق، في الوقت الحالي، لا توجد مناقشات حول الأسلحة، حيث يحاول الجميع فهم ما يحدث حقًا ومدى خطورته على إيران”.
“إن البعض يلوم العميد إسماعيل قاآني، القائد الحالي لفيلق القدس، على السماح لجيش الأسد بالتفرق، لا أحد يجرؤ على إخباره وجهاً لوجه، لكن… هو من يتحمل اللوم وضرورة محاسبته”.
“لم يفعل شيئًا لمنع انهيار مصالح إيران. سَقط الحلفاء واحدًا تلو الآخر، وكان يراقب من إيران، ربما تأتي أيام أسوأ”.
من المقرر أن يلقي المرشد الأعلى الإيراني كلمة للأمة غداً الأربعاء حول “التطورات الإقليمية الأخيرة”.
في بيانها الرسمي، أعربت “الجمهورية الإسلامية” عن توقعاتها بإستمرار العلاقات “الودية” مع سوريا.
قالت وزارة الخارجية الإيرانية، إن العلاقات التأريخية بين إيران و سوريا ستستمر.
لكن وراء الكواليس، تعيش إيران أزمة.
أشار المسؤول الأول في الحرس الثوري الإيراني للصحيفة، إلى شائعات تشير إلى أن اللواء اسماعيل قاآني قد يحل محله شخص أخر، يعين بواسطة المرشد الأعلى، لأن “كثيرون يطالبون بذلك الآن”.
وقال، إن المرشد الأعلى علي خامنئي أستدعى القادة عدة مرات في الأيام الأخيرة، بينما كان المتمردون السوريون يتقدمون نحو دمشق.
وأضاف:
“الوضع غريب وتدور مناقشات ساخنة و غاضبة – والقلق الآخر هو ما يجب أن نقوله للمؤيدين في إيران”.
عندما سُئل بواسطة الصحيفة عن وجهة نظر الجيش بشأن (يحيى السنوار)، زعيم حماس، الذي أشعل هجومه على إسرائيل في السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023، حربا مستمرة للأن، رد بالقول:
“أستطيع أن أخبركم فقط أنه لم يعد ذا قيمة هنا”.
قضى قاسم سليماني، قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني، سنوات في سوريا، وكان يُنسب إليه في إيران إنقاذ النظام (نظام بشار الأسد) و إستعادة الأراضي من المتمردين.
في ذلك الوقت، أصدر مرشد إيران تعليمات للحرس الثوري الإيراني “بإنقاذ الأسد” ووصف فيلق القدس بأنه “جنود بلا حدود”.
أشاد وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، الذي يشغل الأن منصب مستشار الرئيس الإيراني مسعود پزشكيان، بقاسم سليماني باعتباره “قائدًا في الحرب ضد الإرهاب”، وزعم أن الولايات المتحدة وأوروبا مدينون له لمساعدته في هزيمة داعش في العراق وسوريا.
قال المسؤول في الحرس الثوري الإيراني للصحيفة:
“لكنها ذكرى بالأبيض والأسود الآن ومشروع المقاومة لم يعد موجودًا تقريبًا، و لا تحتاج إلى أن تكون خبيرًا لترى أننا في أضعف موقف وأكثرها ضعفًا منذ عقود، ويعترف الكثيرون بذلك هنا”.
لا تزال إيران لديها بعض الخيارات لتزويد وكلائها، بما في ذلك عن طريق البحر، ومن غير المرجح أن تتخلى ببساطة عن شبكتها.
قالت سنام فاكيل Sanam Vakil، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مركز البحث في تشاتام هاوس Chatham House، لصحيفة تلغراف:
“تتوقع إيران وصول إدارة ترامب والضغوط القصوى للعقوبات، و إنها ترى شركاءها في جميع أنحاء المنطقة ضعفاء بشكل كبير، لكنني أعتقد أن إيران ستجد طرقًا جديدة لتقديم هذا الدعم، و ما فعلته إيران بنجاح أكبر في الماضي هو الإستفادة من ضعف الدولة وكذلك الفرص في المنطقة، وستبحث عن لحظات الضعف والفرص هذه”.
“لكنها غير موجودة الآن”.
قال آراش عزيزي Arash Azizi، المؤرخ الإيراني ومؤلف كتاب عن قاسم سليماني، لصحيفة تلغراف، إن آخرين في القيادة الإيرانية قد ينتهزون الفرصة لإعادة ضبط السياسة الخارجية بشكل أساسي.
وأضاف:
“هناك شريحة كبيرة من المؤسسة الإيرانية تدرك أن الأمر قد أنتهى: إن الإسلاموية الثورية المُكرسة لمواجهة أميركا لن توصلهم إلى أي مكان، و هذا لا يعني أنهم يريدون أن يكونوا ديمقراطية ليبرالية، لكنهم يريدون أن يكونوا أكثر شبهاً بتركيا أو الهند، قوة عظمى تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة”.
مع ذلك، يحتفل بعض المواطنين الإيرانيين العاديين بسقوط بشار الأسد، وقالوا لصحيفة التلغراف، إنهم يأملون أن يسير مرشد إيران على نفس الطريق.
وقال أحد سكان طهران:
“أحتفلتُ بزجاجة من العرق، والأمل في سقوط الملالي، و المنطقة تستحق السلام، ولن يحدث ذلك إلا بعد رحيلهم، أكثر من 90 % من الناس سُعداء، ويحتفلون بذلك”
“يجب أن يعلم الملالي أن هذا هو ما سيحدث إذا لم يحظوا بدعم الشعب، إن قمع الناس يؤدي إلى سقوط الدكتاتوريين، وسوف يندم الملالي قريباً على أفعالهم”






