الصين مُستعدة لمواجهة أي حرب مُحتملة مع الولايات المتحدة

قالت الحكومة الصينية إنها مُستعدة للحرب مع أمريكا، أي نوع من الحروب، سواء كان تجارية أو عسكرية، من خلال زيادة الإنفاق على الدفاع وفرض رسوم تجارية مضادة على الواردات الأمريكية، في رد مباشر على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
فرضت الولايات المتحدة تعريفات تجارية بنسبة 20% على الصين ردًا على التقاعس الصيني بشأن تدفق عقار الفنتانيل، وهو مادة أفيونية صناعية قاتلة، إلى أمريكا.
ردت الحكومة الصينية بالإعلان عن خُطط لزيادة الإنفاق الدفاعي بنسبة 7.2%، مع فرض رسوم تجارية، بنسبة 10 إلى 15%، على بعض الواردات من الولايات المتحدة، إعتبارًا من 10 أذار/مارس 2025.
في تصريحات عبر موقع الخارجية الصينية على الإنترنت، حذرت الوزارة، والسفارة الصينية في الولايات المتحدة، حذروا من أن الترهيب لا يخيف الصين، حيث أنتقد البيان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب ربطه لموضوع التعرفات التجارية بأزمة عقار الفنتانيل.
في الوقت الذي أجتمعت فيه أعلى هيئة تشريعية في الصين للدورتين السنويتين، حيث تم الكشف عن خُطط لتعزيز الإنفاق الدفاعي على الجيش وتقوية القدرات القتالية.
الزيادة في الإنفاق الدفاعي، تعادل الزيادة في العام الماضي، وترفع الميزانية الرسمية إلى نحو 1.78 تريليون يوان، في حين تسعى الصين إلى تحقيق هدف الرئيس الصيني شي جين بينغ، لبناء جيش حديث بحلول عام 2027.
اليوم الأربعاء، تعهد لي تشيانغ، رئيس الوزراء الصيني، ببذل “كل الجهود” لتحقيق الهدف في خطابه السنوي أمام الهيئة التشريعية، وقال إن الحكومة الصينية ستكثف التدريب العسكري و الإستعداد القتالي من أجل حماية سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية بحزم.
أثارت الحكومة الصينية حالة من الذعر بخطواتها العدوانية المُتزايدة في آسيا والمحيط الهادئ ــ بما في ذلك التدريبات الأخيرة بالذخيرة الحية قبالة الساحل الأسترالي، والتدريبات العسكرية بالقرب من تايوان وفيتنام، والمواجهات مع خفر السواحل الفلبيني في بحر الصين الجنوبي.
أنتقدت اليابان، كوريا الجنوبية والهند بشأن التدريبات العسكرية والمطالبات من قبل الحكومة الصينية في بحر الصين الجنوبي.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، تم الكشف عن قيام الصين بتطوير حاملة طائرات جديدة تعمل بالطاقة النووية، والتي ستكون أكبر وأكثر تقدمًا من أي سفينة في أسطولها، في محاولة لمنافسة الولايات المتحدة.
على الرغم من أن الحكومة الصينية لديها ثاني أكبر ميزانية عسكرية في العالم، إلا أنها لا تزال صغيرة جدا مقارنة بالإنفاق الأمريكي – حتى مع الأخذ في الإعتبار خُطط السيد دونالد ترامب لخفض الميزانية الأمريكية بنسبة 8% على مدى السنوات الخمس المُقبلة.
تبلغ الميزانية العسكرية الأمريكية لعام 2025 حوالي 850 مليار دولار، و على الرغم من أن وزارة الدفاع الأمريكية تقول بأن الصين تُنفق أكثر مما تعلنه علنًا – تصل إلى 450 مليار دولار سنويا، عندما يتم تضمين العناصر المُدرجة في الميزانيات الأخرى – فإن المبلغ الرسمي لا يزال يمثل أقل من 2% من الناتج المحلي الإجمالي للصين.
قال محللون إنه على الرغم من الخطاب القوي، فإن الصين لم تستعد بعد بنشاط للحرب.
كان رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانغ، متُفائلاً بشأن التأثير الإقتصادي المُحتمل خلال خطابه يوم الأربعاء، حيث حدد هدف نمو بنسبة 5% في الناتج المحلي الاجمالي، للعام الثالث على التوالي.
مع ذلك، تواجه الصين وضع إقتصادي صعب في الداخل، في حين قد تؤثر التعريفات التجارية الأمريكية على صناعة التصدير الحيوية القوية، بشدة.

قدمت الحكومة الصينية شكاوى إلى منظمة التجارة العالمية، لكنها ردت كذلك على الولايات المتحدة بتعريفات تجارية إضافية، بالإضافة إلى قيود تصدير جديدة للكيانات الأمريكية المُعينة.
في المنشورات على منصة X، أنتقدت وزارة الخارجية الصينية، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لربطه التعرفيات التجارية بأزمة عقار الفنتانيل، قائلة، بأن قضية عقار الفنتانيل هي ذريعة واهية لرفع التعريفات التجارية الأمريكية على الواردات الصينية، وأن تدابيرنا المُضادة للدفاع عن حقوقنا ومصالحنا مشروعة و ضرورية تمامًا، حيث إن الترهيب لا يخيفنا، ولا التنمر طريق للتعامل معنا، الضغط أو الإكراه أو التهديدات ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين.
قال البروفيسور جيمس شار تزي سيانغ، الأستاذ المُساعد في برنامج الصين في كلية إس راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، إن هذه التصريحات تتفق مع دبلوماسية الذئب المحارب القتالية التي أستخدمتها الحكومة الصينية سابقًا (*خلال فترة إنتشار فيروس كورونا).
وقال، بأنه من المُعتاد أن تتحدث حكومة الحزب الشيوعي الصيني بقوة ضد ما تراه مُحاولات من جانب الدول الأجنبية للضغط عليها لوقف صعودها أو التأثير على سياساتها، و هذه ليست سوى حلقة أخرى في العلاقات الصينية الأمريكية المُتقلبة منذ تقاربهما في عام 1972.
قال فيليب شيتلر جونز، زميل أبحاث أول في أمن المحيطين الهندي والهادئ في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، بأن اللغة ليست جديدة، لكن السياق جديد، و في هذه الحالة، يبدو أن المنشورات في سياق التعريفات التجارية، لذلك لا أجدها مُثيرة للقلق بشكل خاص، ولكن ربما يكشف التغيير في اللهجة عن قلق الجانب الصيني من أن دونالد ترامب يعمل على تطبيع العلاقات مع روسيا لتطهير الساحة إستعدادا لتركيز كل إنتباهه على المنافسة مع الصين.
(مقتبس من مقال لصحيفة تلغراف)






