يعاني عُمال ڤيتناميون لدى شركة صينية في مشروع ( أول مصنع صيني لإطارات السيارات في أوربا ) في صربيا، من إنتهاك لحقوق الإنسان في أماكن العمل من قبل المشغل الصيني، حيث لاتوجد تدفئة، لا علاجات خاصة بفيروس كورونا، بعد إصابة قسم منهم، كذلك بلا أكل ولا أموال، ولا مساعدة من السلطات المحلية في صربيا، إضافة إلى قيام صاحب العمل الصيني بأخذ جوازات سفرهم، حيث يطالبون بالعودة لديارهم.

زارت وكالة الأسوشييتد پرس موقع البناء في شمال صربيا، بلغراد، حيث يعيش حوالي ( ٥٠٠ عامل ) في ظروف قاسية حيث تقوم شركة ( Shandong Linglong Tire Co ) الصينية، بأنشاء هذا المصنع الضخم.
المشروع، الذي يروّج له المسؤولون ( الصربيون والصينيون ) بإعتباره تطبيقاً لـ ” الشراكة الإستراتيجية ” بين البلدين.
واجه المشروع تدقيقًا من دعاة حماية البيئة بشأن التلوث الخطير المُحتمل من إنتاج الإطارات.
الآن، لفتت الإنتباه جماعات حقوق الإنسان في صربيا، والتي حذرت : من أن العمال قد يكونوا ضحايا للإتجار بالبشر أو حتى العبودية.
قال الناشط الصربي ميسو زيڤانوف Miso Zivanov، من منظمة ( Zrenjaninska Akcija – Zrenjanin Action)، غير الحكومية، لوكالة الأسوشييتد پرس: نشهد إنتهاكًا لحقوق الإنسان لأن الفيتناميين ( العمال ) يعيشون و يعملون في ظروف مروعة.
” لقد أخذ أرباب العمل الصينيون جوازات سفرهم ووثائقهم الثبوتية، إنهم موجودون هنا منذ أيار / مايو ، ولم يتلقوا سوى راتب واحد، إنهم يحاولون العودة إلى فيتنام لكنهم بحاجة أولاً إلى إستعادة هذه الوثائق “.
الناشط الصربي ميسو زيڤانوف Miso Zivanov
من منظمة ( Zrenjaninska Akcija – Zrenjanin Action)
غير الحكومية، لوكالة الأسوشييتد پرس
ينام العمال على أسرّة بطابقين بدون فرشات في ثكنات بدون تدفئة أو ماء دافئ.
أخبر العمال وكالة الأسوشييتد پرس : أنهم لم يتلقوا أي رعاية طبية، حتى عندما ظهرت عليهم أعراض شبيهة بالإصابة بـفيروس كورونا، حيث أخبرهم مشغلهم ( الصيني ) ببساطة بالبقاء في غرفهم.
قال نغوين ڤان تري Nguyen Van Tri، أحد العمال، لوكالة الأسوشييتد پرس : إنه لم يتم الوفاء بأي شيء من عقد العمل الذي وقعه في فيتنام، قبل الشروع في الرحلة الطويلة إلى صربيا.
” منذ أن وصلنا إلى هنا، لا شيء جيد، كل شيء يختلف عن المستندات التي وقعناها في فيتنام، المعيشة رديئة، طعام، دواء، ماء … كل شيء سيء “
نغوين ڤان تري Nguyen Van Tri، أحد العمال، لوكالة الأسوشييتد پرس
وقال، وهو يرتجف : إن نحو ١٠٠ من زملائه العمال الذين يعيشون في نفس الثكنات، أضربوا عن العمل إحتجاجاً على محنتهم وأن بعضهم طرد بسبب ذلك.
أنكرت الشركة الصينية ( Shandong Linglong Tire Co ) علاقتها بالمصنع، وأنكرت مسؤوليتها عن العمال في الموقع، لوسائل الإعلام الصربية، وألقت باللوم على المقاولين بالباطن ووكالات التوظيف في فيتنام.
وقالت : إن الشركة لم توظف العمال الفيتناميين.
ووعدت بإعادة الوثائق للعمال، والتي تقول بإنها أُخذت منهم لختم تصاريح العمل والإقامة.
نفت الشركة أن يكون العمال الفيتناميون يعيشون في ظروف سيئة، وإن رواتبهم الشهرية تُدفع حسب عدد ساعات العمل.
في صربيا التي يسيطر عليها ( المناوئون للغرب وأوربا ) هي نقطة رئيسية لسياسات التوسع والإستثمار الصينية في أوروبا، وقد أبقت الشركات الصينية مشاريعها ( غير معلنة )، وسط تقارير عن تعارضها مع قوانين مكافحة التلوث وأنظمة العمل في دولة البلقان.
منحت البنوك الصينية قروضا بمليارات الدولارات لصربيا لتمويل الشركات الصينية التي تبني الطرق السريعة، السكك الحديدية، المصانع وتوظف عمال البناء لديها، كجزء من مبادرة الحزام والطريق BRI، الصينية، والتي أطلقها الرئيس الصيني ( شي جن بنغ ) في عام ٢٠١٣، والتي تحاكي طرق التجارة التأريخية ( طريق الحرير ) بين الشرق والغرب.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تشير فيها جماعات حقوقية إلى إنتهاكات مُحتملة لحقوق العمال، بما في ذلك حقوق عمال المناجم الصينيين في منجم نحاس في شرق صربيا.


بعد أيام من الصمت، تحدث المسؤولون الصرب ضد الظروف ” غير الإنسانية ” في موقع البناء، ولكنهم سارعوا إلى التقليل من أهمية المسؤولية الصينية عن محنة العُمال.
قالت رئيسة الوزراء الصربية ( آنا برنابيتش Ana Brnabic ) : إنها لن تستبعد أن يكون الهجوم على مصنع شركة Linglong من تنظيم أولئك الذين يقفون بالضد من الإستثمارات الصينية في صربيا. ( في إشارة إلى الإنتقادات المتكررة من الغرب بأن المشروعات الصينية هناك، تنتهك حقوق الأنسان والإضرار بالبيئة ).
” في البداية، موضوع البيئة، الآن نسوا ذلك، وركزوا على العمال هناك، بعدها سيكون هنالك شيء آخر “.
رئيسة الوزراء الصربية – آنا برنابيتش Ana Brnabic
قال رئيس صربيا، ألكسندر فوسيتش Aleksandar Vucic، يوم الجمعة : إنه تم إرسال مُفتش عمل صربي إلى موقع البناء.
على الرغم من ذلك، كان صريحًا بشأن النتيجة المتوقعة لزيارة مفتش العمل الصربي !
” ماذا يريدون؟
الرئيس الصربي الكسندر ڤوسيتش
هل يريدون منا غلق موقع الإستثمار بقيمة ٩٠٠ مليون دولار؟ ”
( الحكومة في صربيا تكون فيها السلطات بيد رئيسة / رئيس الوزراء، الرئيس سلطات هامشية )





