ماذا يَحدث في كازاخستان ؟

أندلعت أعمال عنف جديدة في المدينة الرئيسية في كازاخستان اليوم الخميس، بعد أن سارعت روسيا بإرسال جنود خلال الليل، لإخماد إنتفاضة كبيرة في أنحاء البلاد، وقرر الرئيس ( قاسم جومارت توكاييڤ Kassym-Jomart Tokayev ) فرض حالة الطواريء لمدة أسبوعين، وقطع الأنترنت عن البلاد، في أول تظاهرات من نوعها منذ تفكك الإتحاد السوڤيتي السابق.
( مطالبة الولايات المتحدة بتوضيحات حول التدخل الروسي في كازاخستان، اليوم الأحد )
قالت الشرطة في كازاخستان في مدينة ألماتي الرئيسية، إنها قتلت العشرات من مثيري الشغب خلال الليل.
وقالت السلطات الحكومية :-
” إن ١٨ فرداً على الأقل من قوات الأمن لقوا حتفهم، من بينهم إثنان عُثر عليهما مقطوعي الرأس، وتم إعتقال أكثر من ٢,٠٠٠ شخص “
صحفيون من وكالة رويترز قالوا:-
بعد ليلة من المواجهات المستمرة بين المحتجين والقوات في الشوارع، أشتعلت النيران في مقر رئاسي في المدينة، مكتب رئيس البلدية، وتناثرت السيارات المحترقة في المدينة.

إستعاد العسكريون السيطرة على المطار الرئيسي الذي أستولى عليه المتظاهرون في وقت سابق.
وشهد مساء اليوم الخميس تجدد المعارك في ساحة ألماتي الرئيسية ( ساحة الجمهورية )، التي أحتلتها القوات الحكومية ومئات المتظاهرين، بالتناوب، طوال معظم اليوم.





كان نشر القوات الروسية مُقامرة من قبل الحكومة الروسية، حيث القوة العسكرية السريعة يمكن أن تؤمن مصالحها في الدولة الواقعة في آسيا الوسطى المنتجة للنفط واليورانيوم، عن طريق إخماد أسوأ أعمال عنف في كازاخستان على مدى ٣٠ عامًا من إستقلالها.

سمع مراسلو وكالة رويترز دوي إنفجارات وإطلاق نار مع تقدم المركبات العسكرية وعشرات الجنود رغم توقف إطلاق النار مرة أخرى بعد حلول الظلام.
نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن شهود عيان قولهم :-
” إن أشخاصا قتلوا وجرحوا في إطلاق النار الجديد “
قالت شركة شيڤرون الأمريكية المشغلة لمشاريع النفط في كازاخستان :-
” إن إنتاج النفط في حقل تنغيز Tengiz الأكبر في كازاخستان أنخفض يوم الخميس، حيث عطل بعض المقاولين خطوط القطارات دعماً للإحتجاجات “
تم تعطيل الإنترنت في جميع أنحاء البلاد، مما جعل من المستحيل قياس مدى الإضطرابات الداخلية.
لكن العنف كان غير مسبوق في دولة حكمها بقوة منذ الحقبة السوفيتية الزعيم ( نور سلطان نزارباييف ( ٨١ عاما))، الذي أحتفظ بزمام الأمور على الرغم من تنحيه عن منصب الرئيس قبل ثلاث سنوات.
أستدعى خليفة نزارباييف الذي أختاره الرئيس السابق، وهو ( قاسم جومارت توكاييف ) القوات الروسية بسرعة، كجزء من تحالف عسكري تقوده روسيا، مع دول سوڤيتية سابقة.
ألقى الرئيس ( قاسم توكاييڤ ) باللوم كسبب للإضطرابات على إرهابيين تلقوا تدريبًا في الخارج، وقال إنهم أستولوا على مبان وأسلحة.

وقال :-
” إنه تقويض لسلامة الدولة، والأهم هو هجوم على مواطنينا الذين يطلبون مني … مساعدتهم بشكل عاجل “.
وقالت الحكومة الروسية، إنها ستتشاور مع كازاخستان وحلفائها بشأن خطوات دعم عملية مكافحة الإرهاب، وكررت تأكيد الرئيس قاسم توكاييف، على أن التظاهرات كانت مستوحاة من الخارج.
( لم تقدم كازاخستان ولا روسيا أدلة تدعم ذلك، بحسب وكالة رويترز ).
لم تكشف الحكومة الروسية، عن عدد القوات التي أرسلتها أو الدور الذي تلعبه، ولم يكن من الممكن تحديد مدى تورط الجنود الروس في تظاهرات يوم الخميس.

بدأت الإحتجاجات على رفع أسعار الوقود في رأس السنة الجديدة، يوم الأربعاء، وتضخمت الإنتفاضة، حيث هاجم محتجون، بهتافات ضد ( نور سلطان نزارباييف )، المباني العامة في مدينة ألماتي، ومدن أخرى وأضرموا فيها النيران.
رد الرئيس قاسم توكاييف في البداية بإقالة حكومتهِ، وعكس قرار رفع أسعار الوقود، ونأى بنفسه عن سلفه ( نور سلطان نزارباييف )، بما في ذلك من خلال تولي منصب أمني قوي أحتفظ الرئيس السابق به.
لكن تلك التحركات فشلت في تهدئة المتظاهرين، الذين يتهمون عائلة ( نور سلطان نزارباييف )، وحلفاءه، بتكديس ثروة طائلة، بينما ظلت الدولة التي يبلغ عدد سكانها ١٩ مليون نسمة فقيرة.

تنحى ( نور سلطان نزارباييف ) عن الرئاسة في عام ٢٠١٩، بإعتباره آخر زعيم للحزب الشيوعي في الحقبة السوڤيتية لا يزال يحكم دولة سوفيتية سابقة.
لكنه أحتفظ هو وعائلته بمناصب الإشراف على قوات الأمن والجهاز السياسي في العاصمة ( نور سلطان)، المشيدة لهذا الغرض، والتي تحمل أسمه.
لم يسمع عنه شيء منذ بدء الإضطرابات.

أظهر الوصول السريع للقوات الروسية، رغبة الحكومة الروسية، في حماية نفوذها في دول الإتحاد السوڤيتي السابق بالقوة.
منذ أواخر عام ٢٠٢٠، عززت الحكومة الروسية، الدعم لزعيم بيلاروسيا، ضد إنتفاضة شعبية بعد إنتخابات، وتدخلت لوقف الحرب بين أذربيجان وأرمينيا، ودافع الغرب عن حشد القوات مرة أخرى بالقرب من أوكرانيا، التي غزتها روسيا قبل ثماني سنوات وضمت شبه جزيرة القرم في عام ٢٠١٤.

ينطوي نشر القوات الروسية في كازاخستان على مخاطر، فمن خلال كشف أن السلطات الكازاخستانية تعتمد على القوة الروسية، يمكن أن يزيد تدخل روسيا، من تأجيج المحتجين.
قال الاقتصادي تيم آش Tim Ash، المُتخصص في منطقة أسيا الوسطى، في تغريدة على موقع تويتر :-
” إنهم كازخيين، وسيحاول الرئيس قاسم توكاييف وقف تظاهراتهم بإستخدام القوات الروسية، لن يبدو ذلك رائعا بالنسبة للحكومة الروسية “.
لكن من الصعب تحديد مدى الدعم الواسع الذي يمكن أن يحصل عليه للإحتجاجات في بلد ليس لديه سوى القليل من المعارضة المنظمة، خاصة إذا تم إلقاء اللوم على المتظاهرين في أعمال العنف.

قال أحد مدراء الفنادق ( فندق هوليداي إن )، بالقرب من الساحة الرئيسية في مدينة الماتي، لوكالة رويترز، عبر الهاتف:-
” الحمد لله، الجيش وصل أخيراً، دخل لصوص الليلة الماضية، وحطموا نوافذ السيارات القريبة منا “.
بالنسبة للغرب، حتى الآن بشكل أساسي أعلن عن دعوات للتهدئة.
تحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلنكن مع وزير الخارجية الكازاخستاني، ودعا إلى حل سلمي يحترم الحقوق في الأزمة الحالية.
قال مسؤول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي – جوزيب بوريل :-
” إن التدخل العسكري الروسي أعاد ذكريات المواقف التي يتعين تجنبها “.
تراجعت السندات السيادية المقومة بالدولار في كازاخستان طويلة الأجل، حيث خسرت حوالي ( ٧ سنتات )، منذ بداية الأسبوع.
كازاخستان هي أكبر منتج عالمي لليورانيوم، حيث قفز سعره بنسبة ٨ ٪ بعد الإضطرابات.

الدولة هي أيضًا ثاني أكبر ( مُعدِّن ) لعملة البتكوين المشفرة في العالم.
أنخفض ( معدل تجزئة Hasrate ) لعملة Bitcoin – القوة الحاسوبية للآلات في شبكتها – بأكثر من ١٠٪ يوم الأربعاء، بعد إغلاق الإنترنت في كازاخستان، وفقًا لشركة التعدين المشفرة BTC.com
تعد كازاخستان، الواقعة بين روسيا والصين، والتي تشترك كذلك في الحدود مع ثلاث جمهوريات سوڤيتية سابقة أخرى، أكبر إقتصاد في آسيا الوسطى، حيث يوجد فيها مخزون غني من الهيدروكربونات والمعادن.
أجتذبت مئات المليارات من الدولارات من الإستثمارات الأجنبية، منذ أن أصبحت مستقلة في عام ١٩٩١، بعد سقوط الإتحاد السوڤيتي USSR.
من الناحية الإستراتيجية، تربط كازاخستان الأسواق الكبيرة سريعة النمو في الصين وجنوب آسيا بأسواق روسيا وأوروبا عن طريق البر والسكك الحديدية وميناء على بحر قزوين.
لقد وصفت كازخستان نفسها، بأنها مَشبك مشروع التجارة الصيني الضخم الحزام والطريق BRI، الذي أطلقه الرئيس الصيني – شي جن بنغ في عام ٢٠١٣، لإحياء طرق التجارة التأريخية.

كازخستان تاسع أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، حيث أنتجت حوالي ( ٨٥.٧ مليون طن في عام ٢٠٢١ / أو ٥٤٧.٦٢٣ مليون برميل سنوياً / أو أكثر من ١.٥ مليون برميل / اليوم ) ، وعاشر أكبر منتج للفحم.
بدأت الإنتفاضة على شكل إحتجاجات في المناطق الغربية الغنية بالنفط ضد رفع سقف أسعار الدولة في يوم رأس السنة الجديدة لغاز الطبخ ( البيوتان والبروبان )، والتي غالبًا ما يشار إليها باسم ” وقود الفقراء Road fuels for the poor ” ، بسبب إنخفاض سعرها.
سرعان ما أدت الإصلاحات الجديدة، التي كانت تهدف إلى التخفيف من نقص النفط، إلى نتائج عكسية، حيث أرتفعت الأسعار إلى أكثر من الضعف.
أنتشرت الإحتجاجات، مستفيدة من إحساس أوسع بالإستياء من فساد الدولة المستشري، وعدم المساواة في الدخل، والمصاعب الإقتصادية التي تفاقمت جميعها بسبب وباء فيروس كورونا.
على الرغم من أن جمهوريات آسيا الوسطى أغنى من حيث الدخل الفردي، إلا أن نصف السكان في كازاخستان – وهي تاسع أكبر دولة في العالم من حيث المساحة – يعيشون في مجتمعات ريفية، وغالبًا ما تكون معزولة، مع ضعف فرص الحصول على الخدمات العامة.
في حين أن الموارد الطبيعية الهائلة للبلاد جعلت نخبة صغيرة ثرية بشكل لا يصدق، يشعر العديد من الكازاخستانيين العاديين بأنهم مهملين.
يقدر أن حوالي مليون شخص من إجمالي عدد السكان البالغ ١٩ مليونًا يعيشون تحت خط الفقر.
يقترب معدل التضخم السنوي من ٩ ٪ ، وهو أعلى مُعدل منذ أكثر من خمس سنوات، مما دفع البنك المركزي إلى رفع أسعار الفائدة إلى ٩.٧٥ ٪.
تم إنتخاب الدبلوماسي ( قاسم جومارت توكاييف )، ٦٨ عامًا، رئيسًا للبلاد في عام ٢٠١٩، بناءً على وعود بمواصلة السياسات المؤيدة للأعمال على نطاق واسع لسلفه الذي خدم لفترة طويلة، نور سلطان نزارباييف.
لكن الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف، عضو المكتب السياسي السوڤيتي السابق، الذي قاد كازاخستان لما يقرب من ثلاثة عقود، كان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه القوة الحقيقية وراء المنصب.
أستخدم الرئيس الجديد قاسم توكاييف الإحتجاجات – التي أستهدفت أحيانًا ( رموز حقبة نور سلطان نزارباييف بما في ذلك التماثيل) – لإقالة الرئيس السابق البالغ من العمر ٨١ عامًا من منصبه كرئيس لمجلس أمن البلاد.
لم يبد نور سلطان نزارباييف أي تعليقات عامة أو ظهور منذ إندلاع الإحتجاجات، ولا يزال من غير الواضح إلى أي مدى ستضعف الإنتفاضة، التأثير الكبير له، الذي أستمر هو وعائلته في ممارسة السياسة والأعمال.
كما أقال قاسم توكاييف، ابن شقيق نور سلطان نزارباييف، سامات أبيش Samat Abish، من منصب الرجل الثاني في قيادة الشرطة الأمنية.
تم الحديث عن ( ابنة نور سلطان نزارباييف الكبرى داريغا Dariga )، وهي رئيسة سابقة لمجلس الشيوخ ولا تزال نائبة، في الماضي، كانت مرشحة محتملة للرئاسة في المستقبل.
أظهرت بيانات البنك الدولي، أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في كازاخستان في عام ٢٠٢٠ بلغ ( ٩,١٢٢ دولارًا )، وهو أعلى قليلاً من نصيب الفرد في تركيا والمكسيك، ولكنه أقل من ذروته السنوية البالغة ( ١٤,٠٠٠ ) دولار في عام ٢٠١٣.
( ** نصيب الفرد من الناتج المحلي، هو مجرد رقم يشير لحصة الفرد الواحد من الناتج المحلي الإجمالي، لو تم توزيع هذه الأموال عليهم بشكل مباشر، في الحقيقة، الأموال تذهب للمشاريع، عمل الحكومة، الرواتب للموظفين، ولن يستلم الجميع بشكل عادل حصته ! …لذلك هو مجرد رقم لايعني شيئا ).

الناتج المحلي الإجمالي يعرف بالمعادلة التالية
GDP = private consumption + gross private investment + government investment + government spending + (exports – imports)
ناتج محلي إجمالي = الإستهلاك المحلي + الإستثمارات الخاصة الكلية + إستثمارات الحكومة + مصاريف الحكومة + ( الصادرات – الواردات )

في الحقيقة، يصدر العراق النفط يوميا أكثر من ضعف صادرات كازخستان، معدل البطالة وصل لـ ( ١٢.٧ ٪ ) في عام ٢٠٢١، ونسبة الفقر في العراق وصلت لـ ( ٢٧ ٪ )، بينما في كازخستان فقط ( مليون شخص من أصل ١٩ مليون تحت خط الفقر )

قدمت حكومة قاسم توكاييف حزمة تحفيز بقيمة ٦ ٪ من الناتج القومي، لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم على مواجهة وباء فيروس كورونا.
توقع البنك الدولي نموًا إقتصاديًا بنسبة ٣.٥ ٪ في عام ٢٠٢١، ويرتفع إلى ٣.٧ ٪ ٢٠٢٢، و ٤.٨ ٪ في عام ٢٠٢٣.
لطالما أنتقدت الدول الغربية والجماعات الحقوقية كازاخستان بسبب نظامها السياسي الإستبدادي ، وعدم تسامحها مع المعارضة، والقيود المفروضة على الحريات الإعلامية، والإفتقار إلى إنتخابات حرة ونزيهة، على الرغم من أنه يُنظر إليها كذلك، على أنها أقل قمعًا وتقلبًا من جيرانها.
قالت منظمة العفو الدولية :-
” إن إحتجاجات هذا الأسبوع كانت نتيجة قمع السلطات واسع النطاق لحقوق الإنسان الأساسية “، ودعت إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين تعسفيا، وإجراء تحقيقات في إنتهاكات الدولة، السابقة.
قالت ماري ستروثرز Marie Struthers، مديرة منظمة العفو – لأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى:-
” على مدى سنوات، أضطهدت الحكومة بلا هوادة المعارضة السلمية، وتركت الشعب الكازاخستاني في حالة من الهياج واليأس “.

يبدو أن قوات الأمن تسيطر على شوارع مدينة ألماتي الرئيسية، صباح اليوم الجمعة، وقال الرئيس قاسم توكاييف :-
” إن النظام قد أُعيد إلى حد كبير “، بعد يوم من إرسال روسيا قوات لقمع إنتفاضة في أنحاء البلاد.
ومع ذل ، سُمع دوي طلقات نارية جديدة في الصباح بالقرب من الساحة المركزية بالمدينة، حيث أشتبكت القوات والمتظاهرون في معظم اليوم السابق.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية، عن وزارة الدفاع الروسية، قولها :-
” إن أكثر من ٧٠ طائرة تحلق على مدار الساعة لجلب القوات الروسية إلى كازاخستان وإنهم يساعدون الآن في السيطرة على مطار الماتي الرئيسي الذي أحتله المحتجون يوم الخميس “
وقال الرئيس قاسم توكاييف في بيان :-
” أنطلقت عملية لمكافحة الإرهاب، قوى القانون والنظام تعمل جاهدة، وأعيد النظام الدستوري إلى حد كبير في جميع مناطق البلاد “.
” السلطات المحلية تسيطر على الوضع، لكن الإرهابيين ما زالوا يستخدمون السلاح ويلحقون الضرر بممتلكات المواطنين، لذلك يجب الإستمرار في مكافحة الإرهاب حتى القضاء التام على المسلحين “.

وقالت وزارة الداخلية في كازخستان، إنه تم تصفية ٢٦ مجرماً مسلحا، وإعتقال أكثر من ٣,٠٠٠ ، بينما قتل ١٨ من أفراد الشرطة والحرس الوطني منذ بدء الإحتجاجات.
وشاهد مراسلو وكالة رويترز صباح الجمعة، ناقلات عسكرية مدرعة وقوات في الساحة الرئيسية في ألماتي.
على بعد بضع مئات الأمتار، سقطت جثة في سيارة مدنية أصيبت بأضرار جسيمة.
وفي جزء آخر من المدينة تم نهب متجر ذخيرة عسكرية.
كما أتخذت مركبات عسكرية، ونحو ١٠٠ شخص يرتدون زيا عسكريا مواقع في ميدان آخر في ألماتي.
تم الإبلاغ عن إضطرابات واسعة النطاق في عدد من المدن الأخرى في جميع أنحاء الدولة الشاسعة المساحة.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر جروشكو Alexander Grushko :-
” إن الحكومة الروسية تدافع عن كازاخستان وتعمل كما ينبغي للحلفاء “.
وقالت إدارة الرئيس قاسم توكاييف :-
” إن القوات ما زالت تصل، ولم تشارك في القتال أو القضاء على المسلحين “.
قالت إدارة الرئيس قاسم توكاييف :-
” إنه يجري التحقق من هوية المسلحين المحتجزين، وأنه يجري التحقيق في إحتمالية إنتمائهم إلى منظمة متطرفة “
وقالت إدارته :-
” إن الرئيس سيلقي كلمة أمام الأمة يوم الجمعة، ويطلب من الناس في مدينة ألماتي تقييد سفرهم في جميع أنحاء المدينة بينما يجري البحث عن اللصوص المختبئين الباقين “.

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلنكين، يوم الأحد ٩ كانون الثاني / يناير ٢٠٢٢ :-
” إن الولايات المتحدة تسعى للحصول على إجابات من المسؤولين في كازخستان، حول سبب حاجتهم لإستدعاء قوات الأمن التي تقودها روسيا لحل الإضطرابات الداخلية “، مندداً بأمر إطلاق النار بهدف القتل، الذي أصدرته الحكومة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي – أنتوني بلنكين في مقابلة مع برنامج ” حالة الإتحاد” على شبكة سي إن إن – CNN الأمريكية الأخبارية :-
” لدينا أسئلة حقيقية حول سبب شعورهم بالحاجة إلى إستدعاء هذه المنظمة التي تهيمن عليها روسيا؟
أن كازاخستان يجب أن تكون قادرة على التعامل مع الإحتجاجات بشكل سلمي.
نحن نطلب توضيحا بشأن ذلك “
قالت السلطات في كازخستان، اليوم الأحد، إنها أعادت الإستقرار للوضع في جميع أنحاء البلاد، بعد إندلاع العنف الأكثر دموية خلال ٣٠ عامًا، وإن قوات التحالف العسكري الذي تقوده روسيا تحرس المنشآت الإستراتيجية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي – أنتوني بلنكين خلال برنامج ” هذا الأسبوع ” على شبكة أي بي سي ABC الأمريكية الأخبارية :-
” أمر إطلاق النار بهدف القتل، هو أمر خاطئ ويجب إلغاؤه “.
أثار تصريح وزير الخارجية الأمريكي حول التدخل الروسي، غضب روسيا، بالقول :-
” أحد الدروس المُستفادة من التأريخ الحديث، هو أنه بمجرد دخول الروس إلى منزلكم، يصعب أحيانًا إقناعهم بالمغادرة “.
ردت روسيا بغضب كبير، يوم السبت، قائلة :-
” إن على الولايات المتحدة التفكير في تدخلاتها في دول مثل فيتنام والعراق “
قالت وزارة الخارجية الروسية على موقع تليغرام Telegram للتواصل الإجتماعي:-
” إذا كان أنتوني بلنكين يحب دروس التاريخ كثيرًا، فعليه أن يأخذ ما يلي في الإعتبار: عندما يكون الأمريكيون في منزلكم، قد يكون من الصعب البقاء على قيد الحياة، وعدم التعرض للسرقة أو الإغتصاب“
وقالت وزارة الخارجية الروسية :-
” إن نشر القوات في كازاخستان كان إستجابة مشروعة لطلبها للحصول على دعم من منظمة معاهدة الأمن الجماعي “، وهو تحالف من دول الإتحاد السوڤيتي السابق الذي يضم روسيا.
قالت الحكومة في كازاخستان، اليوم الإثنين ١٠ كانون الثاني / يناير ٢٠٢٢ :-
” إن متطرفين إسلاميين تدربوا في الخارج، كانوا من بين أولئك الذين هاجموا مبانٍ حكومية، وقوات الأمن الأسبوع الماضي وإن الشرطة أعتقلت الآن نحو ثمانية آلاف شخص للسيطرة على الوضع “
كان من المقرر أن يشارك الرئيس قاسم توكاييف في مؤتمر بالفيديو لزعماء الكتلة الساعة ( ٧ صباحاً – بتوقيت غرينتش )، يوم الإثنين.
اليوم الإثنين لأول مرة تربط السلطات الحكومية في أفغانستان، أعمال العنف، بمن قالت إنهم أعضاء في ( جماعات إسلامية ).
قالت وزارة الخارجية في كازاخستان، في بيان :-
” كما أظهرت الأحداث في مدينة ألماتي والعديد من المناطق الأخرى في البلاد، تعرضنا لعدوان مسلح من قبل مجموعات إرهابية منسقة، ومدربة جيداً في الخارج “.
” وبحسب معطيات أولية، فإن من بين المهاجمين أفرادا لديهم خبرة في مجال القتال العسكري في صفوف الجماعات الإسلامية المتطرفة “
ولم تذكر وزارة الخارجية في كازخستان أسم أي مجموعات محددة.
قالت لجنة الأمن الوطني في كازاخستان، يوم الإثنين، وهو يوم حداد رسمي :-
” إن الوضع أستقر وإن قوات الأمن أعادت السيطرة “
كريم مسيموڤ Karim Masimov، الرئيس السابق للجنة ( لجنة الأمن الوطني )، أُعتقل للإشتباه بإرتكابه الخيانة، الأسبوع الماضي، بعد أيام من إقالته بواسطة الرئيس قاسم توكاييف.
ذكرت وسائل الإعلام الروسية والحكومية، نقلاً عن منشور حكومي على وسائل التواصل الإجتماعي، مقتل ١٦٤ شخصًا ( ولم تؤكد سلطات الصحة والشرطة هذا العدد، وتم حذف المنشور الأصلي على مواقع التواصل الإجتماعي ).
قال وزير الخارجية يرلان كارين Yerlan Karin، للتلفزيون الرسمي يوم الإثنين:-
” أعتقد أنه كان هنالك نوع من المؤامرة بين قوى مدمرة محلية وأجنبية معينة “، دون أن يذكر أسماء أي مشتبه بهم.
قال رئيس الوزراء الكازاخستاني السابق لوكالة رويترز، يوم الأحد :-
” إن توكاييف يجب أن يتحرك بسرعة لتعزيز قبضته بعد الإنفصال على ما يبدو عن ( الرئيس السابق ) نور سلطان نزارباييف، سلفه القوي “

مع إعتقال حوالي ( ١٢,٠٠٠ ) شخص بعد إحتجاجات مناهضة للحكومة في كازاخستان الأسبوع الماضي، انتظر أصدقاء وأقارب من احتجزتهم الشرطة خارج أحد السجون يوم الأربعاء، على أمل معرفة مصيرهم.
حتى أن البعض ذهب إلى ( أماكن حفظ الجثث المتوفاة قبل دفنها ) لمعرفة ما إذا كان أحد أفراد أسرته من بين العشرات الذين قتلوا في أعمال العنف غير المسبوقة في الدولة الواقعة في آسيا الوسطى.
رفضت السلطات السماح للأقارب أو المحامين بمقابلة المحتجزين، ولم تقدم سوى القليل من المعلومات عنهم، بحسب نشطاء حقوقيين.
تم إعتقال ١,٦٧٨ شخصًا آخر، خلال الـ ٢٤ ساعة الماضية في مدينة ألماتي، وتم فتح أكثر من ٣٠٠ تحقيق جنائي.
منعت الحواجز العسكرية الإقتراب من السجن.
قال غليم أغيليوڤ Galym Ageleuov، رئيس جماعة ليبرتي لحقوق الإنسان، الذي كان ينتظر عند الحاجز
” لا محامون ولا أقارب – لا يُسمح لأحد بالدخول، يجب أن يكون المحامون حاضرين أثناء الإستجواب، لكن كما ترون، لا يسمح لأحد بالمرور “.
” الحاجز يمنع وصول المحامين والأقارب لمعرفة ما يجري هناك، ليس لدينا حتى قائمة المعتقلين “.
تجمع أكثر من عشرة رجال ونساء يرتدون ملابس شتوية داكنة خارج إحدى ( مشارح ) مدينة ألماتي ، وكان بعضهم ينتظرون لجمع جثث أقاربهم، الذين قتلوا في الإضطرابات.
تجمعوا معًا في مجموعات صغيرة، ووقفوا عند بوابة المنشأة، ويتحدثون بهدوء مع بعضهم البعض لكنهم رفضوا التحدث إلى أحد المراسلين.

وعلى الرغم من الإعلان عن العدد الرسمي للقتلى بـ ١٦٤، قال الرئيس قاسم توكاييف :-
” إن مئات المدنيين وقوات الأمن قتلوا وجرحوا “
بدأت الحياة في ألماتي تعود إلى طبيعتها بعد أيام من الإضطرابات.

أستؤنفت وسائل النقل العام وأعيد فتح مراكز التسوق، وكان التذكير الوحيد بالعنف هو حواجز الطرق العسكرية العرضية والجزء الخارجي المحترق من مبنى البلدية، الذي أشتعلت فيه النيران في ذروة أعمال الشغب.
سعت السلطات إلى تهدئة الغضب من خلال عدم رفع أسعار الوقود لمدة ١٨٠ يومًا.

تيمور كولباييڤ
قال مكتب رئيس كازاخستان، اليوم الإثنين ١٧ كانون الثاني / يناير ٢٠٢٢ :-
” إن سامات أبيش، ابن شقيق الرئيس الكازاخستاني السابق نور سلطان نزارباييڤ، أُقيل من منصب نائب رئيس لجنة الأمن القومي “
كما أستقال تيمور كوليباييڤ، صهر الرئيس السابق نور سلطان نزارباييڤ، الملياردير، اليوم الإثنين من منصب رئيس مجموعة الضغط ـ Lobby، التجارية الرئيسية في كازاخستان.

في الأسبوع الماضي، قال الرئيس قاسم توكاييڤ :-
” إن أولئك الذين حققوا ثروات خلال حكم نور سلطان نزارباييڤ – الذي أستمر لثلاثة عقود، يجب عليهم الآن مشاركتها مع الشعب “.
أقال الصندوق السيادي الكازاخستاني يوم السبت الماضي، إثنين من أصهار الرئيس السابق، من مناصب عليا في شركات أنابيب النفط والغاز الحكومية.
لم يشرح تيمور كوليباييڤ، الذي يمتلك مع زوجته أكبر بنك في كازاخستان ، Halyk ، سبب تركه وظيفته في Atameken، وهي مجموعة ضغط تجارية مؤثرة.

أحتجزت السلطات في كازاخستان كريم مسيموڤ، الرئيس السابق للجنة الأمن الوطني، وأثنين من نوابهِ، بتهمة الخيان.
قالت السلطات في كازاخستان :-
” إن نوبة التظاهرات والعنف الشديد – كانت محاولة إنقلاب “





