
بحسب ما نشره موقع (SpaceNews)، بأن وزارة الدفاع الأمريكية سوف تزيد إنفاقها المتوقع على خدمات الإنترنت عبر الأقمار الإصطناعية في المدار الأرضي المُنخفض أو (LEO) بأكثر من عشرة أضعاف، إستجابة للطلب المتزايد من جميع أنحاء المؤسسة العسكرية الحكومية
أكد مُتحدث باسم برنامج خدمات الأقمار الصناعية المُنتشرة في المدار الأرضي المنخفض (PLEO) التابع للجيش الأمريكي، والذي تم إطلاقه العام الماضي بسقف 900 مليون دولار، أنه تم توسيعه إلى 13 مليار دولار من قبل وكالة أنظمة المعلومات الدفاعية (DISA) – Defense Information Systems Agency، و قيادة أنظمة الفضاء Space Systems Command.
تؤكد القفزة الكبيرة في التمويل مدى أهمية الإنترنت عبر الأقمار الإصطناعية عالي السرعة للعمليات العسكرية، حيث تطالب جميع الفروع بالقدرات التي توفرها خدمات مثل Starlink من SpaceX، وكذلك يتم توسيع عقد PLEO تحسبًا لدخول مشروع Kuiper من شركة Amazon إلى سوق الإنترنت في المدار الأرضي المنخفض LEO، في السنوات القادمة.
برنامج PLEO هو عقد تسليم غير مُحدد الكمية، و غير مُحدد المدة (IDIQ) – Indefinite Delivery Indefinite Quantity، تديره وكالة أنظمة المعلومات الدفاعية ومكتب إتصالات الأقمار الإصطناعية التجارية التابع لقيادة أنظمة الفضاء.
حتى الآن، أختار البرنامج 20 مزوداً للخدمة للتنافس على طلبات مُحددة على مدى فترة أساسية مدتها خمس سنوات مع خيار لمدة خمس سنوات إضافية.
قبل هذه الزيادة، أنفق عقد PLEO بالفعل حوالي 660 مليون دولار من سقفه الأصلي البالغ 900 مليون دولار، حيث كانت معظم الطلبات لـ Starshield، النسخة العسكرية من خدمة Starlink.
قال كيفن سيبرت Kevin Seybert، قائد تطوير الأعمال في شركة سبيس أكس SpaceX لـ Starlink وStarshield:
“إن الطلب المتزايد من وزارة الدفاع الأمريكية على خدمة Starshield يؤكد على قدرة شبكة ستارلنك Starlink على التكيف مع العمليات الميدانية العسكرية، وتوفير إنترنت عالي السرعة يسهل إعداده وموثوق به في ظل ظروف صعبة”
وقال الأسبوع الماضي في مؤتمر AFCEA Space Industry Days في مدينة لوس أنجلوس، الولايات المتحدة، إن نهج شركة سبيس أكس SpaceX المتمثل في توفير مُنتج تجاري و عسكري مزدوج هو “جوهر ما تفعله شركة سبيس SpaceX” في سوق الإطلاق (إطلاق الأقمار).
وأشار إلى أن عقد PLEO يمنح البائعين المرونة لتحديد الخدمات بدلاً من إملاء مواصفات المُنتج، وقد سمح هذا النموذج الذي يحركه السوق للمزودين بتحديد أكثر الطرق فعالية من حيث التكلفة لتقديم القدرات، والإبتعاد عن مقاييس التسعير مثل معدلات الميغا هرتز أو الميغابت ودعم خيارات تسعير أكثر مرونة.
يعمل عقد PLEO على توحيد الطلب عبر جميع فروع الجيش، مما يمكن الحكومة من تأمين أسعار أكثر ملاءمة مما قد تحصل عليه من خلال العقود التقليدية لمرة واحدة.
و أضاف كيفن سيبرت، إن طلب تقديم العرض المبكر للعطاءات لعقد PLEO تضمن تدريبًا شخصيًا إلزاميًا لتركيب المحطات المُستقبلة، حيث ردت شركة سبيس أكس SpaceX، مؤكدة على بساطة تركيب أجهزة Starlink، والذي يتطلب الحد الأدنى من الخبرة الفنية، و يتكون عادةً من “التوصيل والتوجيه نحو السماء فقط”.
وردًا على ذلك، جعلت وكالة أنظمة الدفاع الخاصة بوزارة الدفاع الأمريكية خدمات التثبيت إختيارية للمزودين الذين تتطلب معداتهم إعدادًا مُتخصصًا، مما يقلل من الحواجز أمام النشر في الميدان.
وقال كيفن سيبرت، إن قدرة نظام ستارلنك Starlink على التكيف مُتجذرة في تصميمه التجاري، حيث يجب أن يتعامل مع العوائق مثل الأشجار أو المباني القريبة.
وقد أصبحت هذه المرونة، المُصممة لسوق المُستهلك، أصلًا قيمًا في العمليات العسكرية، حيث يمكن للعوائق أو التدخل أو حتى التأثيرات المعادية أن تعيق الإتصال، و إن قدرة خدمات وأجهزة ستارلينك على إعادة الإتصال تلقائيًا بالأقمار الإصطناعية الجديدة في حالة حدوث إنقطاعات عززت من جاذبيتها للخدمات العسكرية.
قامت وكالة أنظمة الدفاع في وزارة الدفاع الأمريكية ببناء عقد PLEO لإستيعاب الترقيات التقنية، وهي الميزة التي أبرزها كيفن سيبرت باعتبارها “مهمة للغاية”، حيث قال بإن المرونة في دمج القدرات الجديدة عند توفرها تمكن وزارة الدفاع الأمريكية من مواكبة الإبتكار التجاري.
قال جيف روليسون Jeff Rowlison، مُستشار الصناعة في شركة أميركان ديفينس إنترناشيونال American Defense International، إنه يرى عقد PLEO بمثابة تقدم كبير في الإستفادة من التقنية التجارية للتطبيقات العسكرية، وقال:
“إنه معيار للوصول إلى القدرات التجارية بسرعة القطاع التجاري”،
مشيرًا إلى أن البرنامج يمثل تحولًا كبيرًا في نهج وزارة الدفاع الأمريكية في دمج الحلول التجارية.
وأشار كذلك إلى أنه في حين أن تركيز وزارة الدفاع الأمريكية على إتصالات المدار الأرضي المٌنخفض LEO، يعد أمرًا واعدًا، فإن توسيع نماذج مماثلة لمجالات مثل صور الأقمار الإصطناعية يمكن أن يؤدي إلى فوائد أوسع، مما قد يؤدي إلى تسريع التكامل التقني عبر العمليات العسكرية.






