ترامب أعطى الضوء ألاخضر لبومبيو: انطلق في أستخدام أقصى ضغط ضد إيران ، فقط لا تخاطر بـأشعال الحرب العالمية الثالثة

قد يتبقى أمام الرئيس دونالد ترامب سبعة أسابيع فقط في منصبه, لكنه أعطى كبار وزراءه الضوء الأخضر في أستخدام الضغط ألاقصى ضد النظام الإيراني
أي شيء, لكن بدون أن يجازف في أشعال حرب شاملة قبل تنصيب جو بايدن
وفقًا للعديد من المسؤولين الأمريكيين المطلعين على الأمر
قام ترامب في الأسابيع الأخيرة بدور بعيد عن ألاضواء في الإشراف شخصيًا على سياسة إيران للأشهر الأخيرة الحاسمة حتى يوم التنصيب لبايدن في ٢٠ كانون الثاني / يناير ٢٠٢١
وصف أحد مسؤولي البيت الأبيض الأسبوع الماضي ترمب
بأنه ” متيقظ جيدا للوضع الايراني ” في الغالب بشأن هذه القضية الرئيسية المتعلقة بالسياسة الخارجية, بعد أن استنزف جهوده القانونية المتعثرة لتغيير نتائج انتخابات عام ٢٠٢٠, وسط أنتشار وباء فيروس كورونا, بالإضافة إلى أمور أخرى سببها الفيروس في الوقت الحالي
لكن ترامب أعطى ضوء أخضر لأكثر مسؤولي إدارته تشددًا, ولا سيما كبير دبلوماسييه مايك بومبيو
تفويضًا مطلقًا للضغط على ايران ومعاقبتهم بقوة في الأسابيع المقبلة
كل ما طلبه ترامب هو أنهم لا يخاطرون بـ بدء الحرب العالمية الثالثة
كما قال الرئيس تحديدًا في عدة محادثات خاصة مع بومبيو وآخرين, وفقًا لاثنين من كبار المسؤولين في الإدارة
وقد ترك ذلك مجموعة من الخيارات تحت تصرف الإدارة المنتهية ولايتها, من بينها نظام عقوبات خانق وصمت مدروس في مواجهة اغتيال المواطنين الإيرانيين
قال مسؤولان تحدثا إلى ديلي بيست
إن الإدارة من المقرر أن تعلن عن عقوبات جديدة على الشركات والأفراد المرتبطين بالنظام في الأسابيع المقبلة لتعزيز الجهود المستمرة منذ سنوات لشل اقتصاد طهران
وتقول مصادر مطلعة إن هذه الإجراءات مصممة للمساعدة في تلبية رغبة العديد من مسؤولي ترامب, التي طال أمدها, لجعل الأمر أكثر صعوبة على الرئيس الديمقراطي المنتخب لإحياء المفاوضات مع طهران والدخول في اتفاق نووي جديد أو أحياء أتفاق ٢٠١٥
وهو وضع أعد له حلفاء بايدن منذ فترة طويلة, بعد أن أخذوا في الاعتبار بالفعل في استراتيجيتهم تجاه إيران
أن المسؤولين الأمريكيين الحاليين سيفعلون كل ما في وسعهم لتقويض إحياء العلاقات في عهد أوباما
كثيرًا ما يشير مسؤولو إدارة ترامب الذين تحدثوا إلى ديلي بيست
إلى بومبيو وإليوت أبرامز, الممثل الخاص لإيران, بصفتهما قادة لجهود ترامب الأخيرة لمعاقبة النظام الايراني بشدة

كان الوزير بومبيو بشكل خاص يركز جهود الإدارة لإلحاق الضرر بالنظام الايراني
في رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط, التقى بومبيو بقادة من إسرائيل والإمارات والبحرين حول السبل التي يمكن أن تعمل بها الدول الثلاث معًا لمواجهة ايران
وجاءت الرحلة في أعقاب إعلان وزارة الخارجية أنها وافقت مؤخرًا على بيع ضخم لطائرات أف-٣٥ إلى الإمارات العربية المتحدة
يُنظر إلى الصفقة على نطاق واسع على أنها وسيلة لحمل ألامارات على التعاون مع اسرائيل لردع إيران
وأعلن بومبيو, الجمعة, عقوبات إضافية مرتبطة بإيران, تستهدف هذه المرة كيانات صينية وروسية لنقلها التكنولوجيا والمواد الحساسة إلى برنامج الصواريخ الإيراني
يقول المسؤولون
إن بومبيو وأبرامز يدعمان الإجراءات القاسية, بما في ذلك الدعم الهادئ للأعمال السرية التي تنفذها جهات فاعلة أخرى
وأشار مسؤول كبير آخر في الإدارة
إلى أن مديرة وكالة المخابرات المركزية جينا هاسبل متورطة بشكل وثيق في استراتيجية الإدارة السرية فيما يتعلق بإيران
لقد أخبر الرئيس مرارًا وتكرارًا مستشاريه
أن إحدى أولوياته هي تجنب المواجهة مع إيران التي يموت فيها عسكريون أمريكيون
لكن مسؤولين قالوا
إن ترامب مرتاح للسماح لإسرائيل بأخذ زمام المبادرة في استهداف أو حتى قتل شخصيات النظام الإيراني في الأسابيع الأخيرة من رئاسته
ومن بينهم محسن فخري زاده, كبير علماء الأسلحة النووية في البلاد, الذي قُتل في ٢٧ تشرين الثاني / نوڤمبر ٢٠٢٠, أثناء سفره شرق طهران

قال مسؤولان كبيران في إدارة ترامب
إن إسرائيل تقف وراء الهجوم, مما يؤكد الشكوك العالمية
أحد هؤلاء المسؤولين, في حين أنهم لم يذكروا بالتفصيل مستوى المشاركة من قبل الولايات المتحدة, أشار إلى
أن وكالات الاستخبارات الأمريكية غالبًا ما تشارك المعلومات مع إسرائيل بشأن الأمور المتعلقة بإيران
قال مارك دوبويتز, الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات, وهي مؤسسة فكرية ذات توجه يميني تقدم النصح لإدارة ترامب بشأن إيران

من الواضح أن هناك علاقة عمل وثيقة بين رئيس الموساد يوسي كوهين و ورئيسة وكالة ألاستخبارات المركزية جينا هاسبل
وقد حث بعض المقربين من الرئيس ترامب, على عدم لفت الانتباه إلى القتل
اختارت الإدارة أن تظل متكتمة إلى حد كبير فيما يتعلق بوفاة العالم النووي الايراني
قال مصدر مقرب من ترامب
إنهم نصحوا الرئيس في الأيام القليلة الماضية بتجنب التغريد عن الاغتيال
لن تكون هذه ” نظرة سيئة ” فحسب, وفقًا لهذا المصدر, بل من المرجح أن تقوض الموقف العام للإدارة المتمثل في إبقاء العملية سرية
قال المسؤولان الكبيران في الإدارة
إن المناقشات حول اتخاذ المزيد من الإجراءات النشطة للحد من إدارة بايدن بشأن التفاوض على صفقة جديدة مع إيران تكثفت هذا الصيف وتزامنت مع العديد من العمليات السرية الإسرائيلية, بما في ذلك مقتل نائب زعيم القاعدة أبو محمد في إيران, و زرع إسرائيل قنبلة في أحد منشآت الطرد المركزي الإيرانية

وقال دوبويتز
يفهم الإسرائيليون أنه من الآن وحتى ٢٠ كانون الثاني / يناير ٢٠٢١, سيقومون بألحاق أكبر قدر من الضرر بالنظام الايراني
قال أحد كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية إن استراتيجية ترامب خلال الأسابيع القليلة المقبلة واضحة
استمروا في استخدام العقوبات كأداة ردع مع توفير معلومات استخبارية للحلفاء الإقليميين مثل إسرائيل الذين لديهم هدف مشترك يتمثل في إلحاق الضرر بالنظام الإيراني
هذه الخطة لا تختلف كثيرا عن تلك التي وضعتها إدارة ترامب موضع التنفيذ على مدى السنوات الأربع الماضية
منذ أن تولى ترامب منصبه في عام ٢٠١٧
ساعدت مجموعة من كبار المسؤولين والمستشارين وجماعات المناصرة الخارجية في صياغة وتنفيذ حملة ” الضغط الأقصى ” على إيران التي اعتمدت بشكل أساسي على تنفيذ أكثر من ١,٠٠٠ عقوبة على المسؤولين المرتبطين بالنظام
بينما تستهدف سرا أصول طهران في الخارج
يقول المسؤولون
إن الاختلاف الوحيد الآن هو أن الإدارة لا تريد فقط معاقبة إيران, بل تريد أيضًا أن تضيق على الرئيس المنتخب بايدن
يعتقد الأفراد المشاركون في صياغة سياسة إدارة ترامب تجاه إيران أن حملة الضغط الأقصى ستحد من قدرة بايدن على العودة إلى المسار الصحيح مع طهران
وذلك بسبب صعوبة رفع بعض العقوبات, خاصة تلك التي تركز على حقوق الإنسان والإرهاب
قال مسؤولو مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات وترامب المطلعين على العقوبات الإيرانية
إن الشركات متعددة الجنسيات قد تنفر بشدة من التعامل مع إيران الآن, بعد آلاف من العقوبات المالية على ايران, حتى لو رفع بايدن العقوبات, فلن تنخرط هذه الشركات في علاقات تجارية طبيعية مع طهران
يقول الأفراد المطلعون على تفكير فريق بايدن
إن الرئيس المنتخب لديه استراتيجية واضحة للتعامل مع إيران والعقوبات, بعد التنصيب في ٢٠ كانون الثاني / يناير ٢٠٢١
تعتمد هذه الخطة بشكل كبير على رغبة بايدن في العودة إلى الاتفاق النووي الذي تم التفاوض عليه خلال إدارة أوباما, إذا عادت إيران إلى الامتثال
قال جاريت بلانك, المنسق السابق للتنفيذ النووي الإيراني في وزارة الخارجية في زمن أوباما
إذا أخذت إيران الطُعم, وهو النية الواضحة وراء [ اغتيال محسن زاده ], فمن المحتمل أن تجعل من المستحيل العودة إلى ألاتفاق والدبلوماسية
إذا لم تأخذ إيران الطُعم
لا أعلم أنها تغير بالفعل الخيارات التي ستواجه فريق بايدن أو إيران في كانون الثاني / يناير ٢٠٢١
قال شخصان مطلعان على تفكير فريق بايدن بشأن إيران
إن أي مفاوضات بين إدارة بايدن وإيران ستشمل محادثات حول رفع بعض العقوبات
لكن من المرجح أن تُرفع تلك العقوبات فقط إذا امتثلت طهران لبنود ألاتفاق الذي تخرقه حاليا
إيران تقول إنها مستعدة للعودة في حالة امتثال وإلغاء بعض القرارات التي اتخذتها ألادارة ألامريكية
قال مسؤول كبير سابق في إدارة أوباما
لقد تم فرض الكثير من العقوبات لأسباب سياسية, من المحتمل أن يكون نهجًا من خطوتين لبايدن, العودة ثم, ربما, إعادة التفاوض بشأن صفقة مختلفة أفضل
المصدر / ديلي بيست ١ كانون أول / ديسمبر ٢٠٢٠






