
دخلت الرسوم التجارية التي هدد بفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الواردات من المكسيك وكندا، حيز التنفيذ اليوم الثلاثاء، إلى جانب مضاعفة الرسوم على السلع الصينية إلى 20٪، ومعها بدأت الحرب التجارية و صراعات جديدة مع أكبر ثلاثة شُركاء تجاريين للولايات المتحدة.
بدأت إجراءات التعريفات التجارية، التي يمكن أن تقلب ما يقرب من 2.2 تريليون دولار من التجارة الأمريكية السنوية مع البلدان الثلاث، اليوم الثلاثاء، بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الدول الثلاث فشلت في بذل ما يكفي لوقف تدفق عقار (الفنتانيل الأفيونية القاتلة) والمواد الكيميائية التي تستخدم في صناعتها إلى الولايات المتحدة.
كانت كندا والمكسيك، اللتان تمتعتا بعلاقة تجارية خالية من الرسوم التجارية تقريبًا مع الولايات المُتحدة لمدة ثلاثة عقود، على إستعداد للرد فورًا على التعرفات التجارية الأمريكية!
قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن حكومته سترد بفرض رسوم تجارية فورية بنسبة 25% على واردات أمريكية بقيمة 30 مليار دولار كندي (20.7 مليار دولار أمريكي)، و125 مليار دولار كندي (86.2 مليار دولار أمريكي) أخرى إذا ظلت رسوم الولايات المتحدة سارية المفعول، خلال 21 يومًا، وكذلك قال في وقت سابق، بأن بلاده ستستهدف البيرة الأمريكية، النبيذ، البوربون، الأجهزة المنزلية وعصير البرتقال في فلوريدا.
و صرح الرئيس الكندي بالقول بأن الرسوم التجارية ستؤدي إلى تعطيل علاقة تجارية ناجحة بشكل لا يصدق، و أنها ستنتهك إتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا التي وقعها دونالد ترامب خلال ولايته الأولى ( 2017-2021).
قال رئيس وزراء ولاية أونتاريو الكندية، دوج فورد لشبكة إن بي سي إنه مُستعد لقطع شحنات النيكل ونقل الكهرباء إلى الولايات المتحدة ردًا على ذلك.
قال وزير الإقتصاد المكسيكي، إن من المتوقع أن تعلن الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم ردها خلال مؤتمر صحفي صباحي اليوم الثلاثاء.
سوف تضيف الرسوم التجارية الإضافية بنسبة 10% على السلع الصينية إلى رسوم تجارية بنسبة 10% فرضها الرئيس دونالد ترامب في الرابع من فبراير/شباط 2025، لمعاقبة الصين على أزمة عقار (الفنتانيل) في الولايات المتحدة.
كما تأتي الرسوم التجارية التراكمية بنسبة 20% بالإضافة إلى الرسوم التي تصل إلى 25% التي فرضها دونالد ترامب خلال ولايته الأولى على واردات صينية بقيمة 370 مليار دولار تقريبًا.
شهدت بعض هذه المُنتجات زيادة حادة في الرسوم التجارية الأمريكية في عهد الرئيس السابق جو بايدن العام الماضي، بما في ذلك مُضاعفة الرسوم التجارية على أشباه الموصلات الصينية إلى 50% ومضاعفتها على المركبات الكهربائية الصينية إلى أكثر من 100%.
ستطبق الرسوم بنسبة 20% على العديد من واردات الإلكترونيات الإستهلاكية الأمريكية الرئيسية من الصين والتي لم تتأثر سابقًا، بما في ذلك (الهواتف الذكية، أجهزة الكمبيوتر المحمولة، أجهزة ألعاب الفيديو، الساعات الذكية، مكبرات الصوت وأجهزة البلوتوث).
تعهدت وزارة التجارة الصينية اليوم الثلاثاء باتخاذ تدابير مُضادة، بدون تفصيل…ولكنها قالت إن الولايات المتحدة حَولت اللوم عن طريق الخطأ عن أزمة الفنتانيل نحو الصين!
قالت صحيفة غلوبال تايمز المقربة/مدعومة من الحزب الشيوعي، وناطقة باسمه باللغة الانكليزية، يوم الإثنين إن رد الحكومة الصينية من المُرجح أن تستهدف المُنتجات الزراعية والغذائية الأمريكية.
تضرر المزارعون الأمريكيون بشدة من حروب دونالد ترامب التجارية في ولايته الأولى، والتي كلفتهم حوالي 27 مليار دولار من مبيعات التصدير المفقودة والتنازل عن حصة من السوق الصينية للبرازيل.
ولكن دونالد ترامب، خلال منشور له على منصة التواصل الإجتماعي – تروث سوشال، طلب من المزارعين الأمريكيين الاستعداد لبيع منتوجاتهم الزراعية داخل الولايات المتحدة، وليستمتعوا بذلك.
قد يكون للرسوم التجارية على المُنتجات المكسيكية والكندية تداعيات أعمق بكثير على إقتصاد أمريكا الشمالية المتكامل للغاية، والذي يعتمد على الشحنات عبر الحدود لبناء السيارات والآلات وتكرير الطاقة ومعالجة السلع الزراعية.
قالت الرئيسة التنفيذية لغرفة التجارة الكندية كانديس لينج في بيان، إن القرار المُتهور الذي أتخذته الإدارة الأمريكية اليوم يُجبر كندا والولايات المتحدة بدخول بدورة ركود وفقدان الوظائف والكوارث الإقتصادية، و إن الرسوم التجارية الأمريكية لن تبشر بـ “العصر الذهبي” الذي يتوق إليه الرئيس دونالد ترامب ولكنها سترفع التكاليف على المُستهلكين والمنتجين وتعطل سلاسل التوريد، حيث أن الرسوم هي ضريبة على الشعب الأمريكي!
دعا مات بلانت، رئيس مجلس سياسة السيارات الأمريكية الذي يمثل شركات صناعة السيارات في ولاية ديترويت، إلى إعفاء المركبات التي تلبي متطلبات المحتوى الإقليمي لإتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا من الرسوم الحالية.
حتى قبل إعلان دونالد ترامب عن الرسوم التجارية، أظهرت البيانات الأمريكية يوم الإثنين أن أسعار بيع المصنع قفزت إلى أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات تقريبًا، مما يشير إلى أن الموجة الجديدة من الرسوم التجارية قد تقوض الإنتاج قريبًا.
أدى تأكيد الرئيس دونالد ترامب على أن الرسوم ستستمر، إلى موجة في الأسواق المالية مع هبوط الأسهم العالمية و إرتفاع سندات الملاذ الآمن، حيث أنخفض كل من الدولار الكندي والبيزو المكسيكي مقابل الدولار الأمريكي.
حافظ الرئيس دونالد ترامب على وتيرة سريعة من إجراءات التعريفات التجارية منذ توليه منصبه، بما في ذلك إعادة فرض التعريفات بنسبة 25٪ بالكامل على واردات الصلب والألمنيوم والتي تدخل حيز التنفيذ في 12 أذار/مارس 2025، وإلغاء الإعفاءات السابقة.
من المتوقع أن تكون خطة الرئيس دونالد ترامب “أمريكا أولاً”، التي تهدف إلى إعادة رسم العلاقات التجارية لصالح الولايات المتحدة، محور خطابه مساء الثلاثاء أمام جلسة مُشتركة للكونغرس الأمريكي.
فتحت إدارة الرئيس دونالد ترامب يوم السبت تحقيقًا للأمن القومي في واردات الأخشاب ومنتجات الأخشاب والذي قد يؤدي إلى فرض تعريفات تجارية باهظة، حيث ستتضرر كندا، التي تواجه بالفعل تعريفات أمريكية بنسبة 14.5٪ على الأخشاب!
قبل أسبوع، أعاد الرئيس دونالد ترامب فتح تحقيق في الدول التي تفرض ضرائب على الخدمات الرقمية، و أقترح فرض رسوم تصل إلى 1.5 مليون دولار على كل سفينة صينية الصنع تدخل ميناء أميركيا، وأطلق تحقيقا في الرسوم التجارية على واردات النحاس.
وتضاف هذه الإجراءات إلى خُططه لفرض رسوم مُتبادلة أعلى لتتناسب مع الرسوم التي تفرضها دول أخرى وتعويض الحواجز التجارية الأخرى، وهي الخطوة التي قد تضرب الاتحاد الأوروبي بشدة.
(نقلاً عن تقرير لوكالة رويترز)






