عسكرية

الدول الأوربية مُستعدة لإرسال قوات لحفظ عملية السلام في أوكرانيا!

قالت بريطانيا إنها مُستعدة لإرسال قوات حفظ سلام لدعم أي اتفاق للسلام في أوكرانيا، بينما أجتمع القادة الأوروبيون اليوم الإثنين للإتفاق على إستراتيجية مُوحدة، في الوقت الذي يستعد فيه المسؤولون الروس و الأمريكيون للقاء في السعودية، لإجراء مُحادثات لإنهاء الصراع في أوكرانيا

أنعقدت القمة الأوروبية الطارئة في العاصمة الفرنسية باريس بعد أن أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنها ستسعى لحل الصراع بين روسيا و أوكرانيا، والذي وصل لعامه الثالث!

أستبعدت روسيا التنازل عن الأراضي، بينما رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المُحادثات الأمريكية الروسية التي تجري بدون مشاركة بلاده.

تعكس تعليقات رئيس الوزراء البريطاني يوم الأحد، إدراكًا بين الدول الأوروبية بأنها ستضطر إلى بذل المزيد من الجهد لضمان أمن أوكرانيا، حيث أوضحت الولايات المتحدة، أن أوروبا يجب أن تتوقف عن الإعتماد عليها في توفير الأمن!

لن يؤدي إنشاء قوة لحفظ السلام إلى زيادة خطر المواجهة المباشرة مع روسيا فحسب، التي شنت غزوها الكامل لأوكرانيا في عام 2022، بل سيؤدي كذلك إلى إرهاق الجيوش الأوروبية، التي أستنفدت ترساناتها من خلال إمداد أوكرانيا وعقود من السلام النسبي، و هناك أسئلة صعبة حول كيفية قيام بعض الدول الأوروبية، التي تعاني ماليتها العامة، بدفع ثمن مثل هذه الإلتزامات العسكرية الموسعة.

رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تحدث بالفعل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالزعماء الأوروبيين من ألمانيا، ورئيسة المفوضية الأوروبية والأمين العام لحلف شمال الأطلسي.

قالت ألمانيا إنها لن تخجل من المُساهمة بقوات برية في أوكرانيا، لكن لا يُتوقع التوصل إلى إتفاقيات ملموسة خلال الإجتماع.

NATO-Troops

قال رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، إن هناك إحتمالًا أكيد لإرسال قوات حفظ سلام سويدية، إذا كان هناك تفويض واضح، كما أشارت الحكومة الهولندية بدورها إلى أنها قد تساهم في هذه القوة، في ظل تفويض واضح وتَعهد بدعم من الولايات المُتحدة عند حدوث أي تصعيد.

مع ذلك، قالت بولندا (الجارة لأوكرانيا)، التي تمتلك ثالث أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، إنها لن تقدم قوات برية، في حين قالت إسبانيا إنه من السابق لأوانه تقديم مثل هذا العرض.

سيجتمع كبار المسؤولين الأميركيين والروس في المملكة العربية السعودية يوم غدٍ الثلاثاء، حيث من المفترض أن تسبق المُناقشات الشخصية الأعلى مستوى بين الدولتين منذ سنوات إجتماعا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتن.

التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم الإثنين مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في العاصمة السعودية، الرياض، وكذلك مُستشار الأمن القومي مايك والتز ومبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وهما جزء من فريق التفاوض الأميركي.

قالت الحكومة الروسية، بأنه من المُقرر أن يُشارك في الإجتماع من الجانب الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف ومُستشار الحكومة الروسية للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف.

NATO-Troops

قالت المُتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس، إن المحادثات ستحدد ما إذا كان الروس جادين بشأن محادثات السلام، و ربما حول ما إذا كانت هذه الخطوة الأولى ممكنة، و من جانبها، قالت الحكومة الروسية، إن المُحادثات ستركز على إستعادة العلاقات الروسية الأمريكية بالكامل.

مع إستمرار القتال، مع إحراز روسيا تقدمًا بطيئًا ولكن ثابتًا، أستبعد وزير الخارجية الروسي التنازل عن أي من الـ 20٪ من أوكرانيا التي تسيطر عليها روسيا الآن، و رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي زار الإمارات العربية المتحدة، المُحادثات التي تجري في السعودية، وقال للصحفيين، نعتبر أي مفاوضات بشأن أوكرانيا بدون أوكرانيا مفاوضات بلا نتيجة، ولا يمكننا الإعتراف … بأي إتفاقيات بشأننا، بدوننا!

قال مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أوكرانيا، كيث كيلوغ، يوم السبت، إن أوروبا لن يكون لها دور في المفاوضات، لكنه قال للصحفيين في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل يوم الاثنين، إن الأمر متروك للرئيس الأوكراني وشعب أوكرانيا ليقرروا ما إذا كانوا سيقبلون أي إتفاق.

الولايات المتحدة أرسلت بالفعل إستبيانا إلى العواصم الأوروبية لتسألها عن ما يمكنها أن تُساهم به في ضمانات الأمن لأوكرانيا، ومن هو المُستعد لنشر القوات هناك، وعندما سئل مبعوث دونالد ترامب، كيث كيلوغ، عما إذا كانت الولايات المتحدة ستوفر دعما للدعم الأوروبي، قال بأنه لا يستبعد أي خيار.

NATO-Troops

قالت الرئاسة الفرنسية، إن مُحادثات فرنسا ستنظر في الضمانات الأمنية التي يمكن أن يقدمها الأوروبيون والأميركيون، معا أو بشكل مُنفصل لأوكرانيا، مع كون قوات حفظ السلام مجرد عنصر واحد.

بريطانيا ليست عضوا في الإتحاد الأوروبي ولكنها كانت من أبرز المؤيدين لأوكرانيا، حيث يقول دبلوماسيون (إنها وفرنسا)، القوى العسكرية الرائدة في أوروبا، تُناقشان خيارات لدعم وقف إطلاق النار منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

قال رئيس الوزراء البريطاني، الذي من المتوقع أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع المقبل في الولايات المتحدة، بأن أوروبا تواجه لحظة لا تتكرر إلا مرة واحدة خلال جيل كامل، فيما يتعلق بأمنها، ويجب أن تعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة، و إن بريطانيا مُستعدة للعب دور قيادي في تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، بما في ذلك الاستعداد لوضع قواتها على الأرض إذا لزم الأمر.

وكتب رئيس الوزراء البريطاني في صحيفة ديلي تلغراف، بأنه لا يمكن أن تصبح نهاية هذه الحرب، عندما تأتي، مُجرد توقف مؤقت، قبل أن يهاجم فلاديمير بوتن مرة أخرى.

(نقلاً عن مقال لوكالة رويترز)

أقرأ المزيد

المقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

عذراً، لايمكن نسخ المحتويات