شكوك بقدرة فريق منظمة الصحة العالمية للكشف عن أصل فيروس كورونا في ووهان


في الأيام المقبلة, وبغض النظر عن أي عقبات في اللحظات الأخيرة, سيقوم ١٠ علماء دوليين مشهورين بالبقاء في غرف الفنادق الصينية لمدة أسبوعين من الحجر الصحي
ستبدأ منظمة الصحة العالمية مهمة ألتحقيق في أصل فيروس كورونا, بعد عام من ظهور التقارير الأولى عن مرض غامض يجتاح مدينة ووهان بوسط الصين
لا يمكن أن تكون المخاطر أكبر في البحث عن أصول أكبر تحدٍ للصحة العامة في عصرنا, وسط تحذيرات مستمرة من أن العالم بحاجة إلى الاستعداد للعديد من الأوبئة المميتة
لكن حل اللغز أصبح أكثر صعوبة
أرجأت بكين وصول فريق منظمة الصحة العالمية لعدة أشهر بسبب حزمة من المطالب والقواعد الخاصة بنقلهم ووصولهم للصين
سيعتمد الخبراء على تعاون الحكومة في الحصول على مقابلات, البيانات , العينات والمرافق, في وقت تصمم فيه الصين على الترويج لطريقة تعاملها مع فيروس كورونا على أنها نجاح باهر
حتى قبل ظهور دليل جديد الأسبوع الماضي على حجم الإخفاء والتستر من جانب الحكومة الصينية, كان بعض النقاد يتوقعون أن مهمة منظمة الصحة العالمية التي وافقت عليها الصين ستكون بمثابة تبرئة
لقد ركزوا على الدور البارز لفريق عالم الحيوان البريطاني ( بيتر داسزاك ), الذي يرأس ( أيكو هيلث أيلانس ), وهي منظمة خيرية عالمية لأبحاث الصحة, مقرها الولايات المتحدة
كخبير في الأمراض الحيوانية المنشأ, التي تنتشر من الحيوانات إلى البشر, ولديه خبرة طويلة في البحث عن فيروسات كورونا التي تنقلها الخفافيش في جنوب الصين, بدا أنه خيار طبيعي لمهمة منظمة الصحة العالمية
لكنه أصبح مصدر قلق لمنتقدي التحقيق
لمدة ١٥ عامًا, عمل الخبير المذكور عن كثب مع معهد ووهان لعلم الفيروسات على أبحاث الخفافيش والفيروسات التاجية
جادل البعض بضرورة التحقيق في المختبر باعتباره المصدر العرضي المحتمل, من خلال تسرب أو عدوى, لتفشي المرض على بعد بضعة كيلومترات فقط منه في سوق لبيع الحيوانات البرية والبحرية
كان زائراً متكرراً إلى ووهان ومستعمرات الخفافيش في محافظة يونان مع علماء معهد ووهان للفيروسات, في مشاريع ممولة من ( أيكو هيلث أيلانس ), بمنح أمريكية, حتى قطعت إدارة ترامب الدعم, مشيرة إلى مخاوف تتعلق بالأمن البيولوجي


مجموعة باحثين من معهد ووهان, و أيكو هيلث أيلانس, أثناء البحث عن الخفافيش لأخذ عينات منها في محافظة يونان


نفى العالم البريطاني المذكور, بقوة, قضية التسريب المختبري ووصفه بأنه ” هراء ” و ” نظرية مؤامرة “, وأشاد بعمل نظرائه الصينيين, ولا سيما العالمية الصينية شي زينغ لي
العالمة في معهد ووهان, التي تتبعت أصول الفيروس في الخفافيش في وقت سابق, عندما تفشي فيروس سارس التاجي ( الفيروس الحالي يسمى بـ فيروس سارس التاجي / ٢ ), إلى مستعمرة من الخفافيش في كهف في محافظة يونان الصينية
قال ريتشارد إبرايت, العالم الأمريكي وخبير السلامة الأحيائية
إنه يجب ” استبعاد ” داسزاك بسبب صلاته بـمعهد ووهان للفيروسات وآرائه ( المخالفة ) حول نظرية الحوادث في المختبرات
قال إبرايت
إن إدراجه ضمن الفريق يوضح أن دراسة منظمة الصحة العالمية لا يمكن اعتبارها تحقيقًا ذا مصداقية ويجب أن تُفهم بدلاً من ذلك على أنها تبييض صفحة الحكومة الصينية بشكل فظ
رفض العالم البريطاني الانتقادات, مشيرًا إلى أن عمله كان عامًا وأن تعاونه مع معهد ووهان أعطاه معرفة مهمة حول أصول فيروسات الخفافيش التاجية في الصين
لا تشير اختصاصات البعثة إلى معهد ووهان أو احتمال حدوث تسرب مختبري فيه
وقالت العالمية الصينية شي زونغ لي , لـ بي بي سي
إن فريق منظمة الصحة العالمية كان على اتصال بالفعل مع معهد ووهان وسيكون ” موضع ترحيب ” في المختبر
قال دومينيك دواير, عالم الفيروسات الأسترالي في الفريق
إنه تم إخبار الأعضاء أنه لا توجد مواقع, بما في ذلك المختبر في ووهان ستكون محظورة محظورة أمامهم
وقال
كل اقتراح وفرضية مفتوحة للتحقيق, نحن علماء وباحثون وهدفنا هو النظر إلى العلم ومحاولة تجاهل السياسة, مهما كانت حساسة
واعترف بأن وجود أي دليل سوف يكون محدود
هناك فرصة كبيرة في ألا نعثر على المصاب ألاول بالفيروس, ولكن نأمل أن نتعلم بشكل أفضل كيف نتعامل ونتخذ قرار عندما يحصل وباء أخر
ردد دواير تعليقات أعضاء الفريق الآخرين بأنهم لا ينوون إلقاء اللوم وهي لغة أثارت مخاوف بشأن أهداف المهمة

في البداية, حدد مسؤولو الصحة في ووهان سوقًا للمأكولات البحرية والحيونات البرية, باعتباره المكان الذي أنتقل فيه الفيروس من الحيوانات إلى البشر, بعد إصابة العديد من الباعة المتجولين بأعراض تشبه الالتهاب الرئوي
(AP Photo/Dake Kang)
لكن بعض الحالات المبكرة ليس لها صلة بالسوق
وقال مركز السيطرة على الأمراض الصيني في وقت لاحق
إن عينات من الموقع ( سوق ووهان ) تشير إلى أنه ليس المصدر
لم تشارك مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها التحقيقات / البيانات, وبالتالي فإن أساس هذا التأكيد غير واضح
لذا, ربما كان السوق هو أول حدث ” فائق الانتشار ” للوباء
وهذا يترك ألامر مجهولًا, أين ظهر العامل الممرض ( الفيروس ) ومدة انتشاره, وربما تطور لأشهر, غير معروف, وبعد ذلك تطور في شكل أكثر أنتشارا وأصابة للبشر
يُشتبه على نطاق واسع
في أن الخفافيش هي الخزان الأصلي للفيروس, لأسباب ليس أقلها أنها كانت مصدر وباء السارس ( أنتشر في الصين ٢٠٠٢-٢٠٠٣ ), و ( ميرس ) أنتشر في الشرق الأوسط ٢٠١٢
قال العديد من العلماء إن حيوانًا وسيطًا ” مضيف للفيروس “, مصابًا من خفاش, ربما أوصل الفيروس ألى البشر, لكن لا يوجد دليل على انتشار حيواني المنشأ
في محاولتهم للتحقيق في هذا اللغز
سيقوم خبراء منظمة الصحة العالمية بدراسة العينات البشرية والحيوانية التي جمعها الباحثون الصينيون والبيانات الطبية المقدمة من السلطات
تم تنظيف السوق بشكل كامل, وحرق العينات
بعد عام, ستكون المهمة صعبة للغاية حتى بدون السياسية الدولية والجدال حول منظمة الصحة العالمية وتبادل الإتهامات بين الصين والولايات المتحدة
أثارت سلسلة من التطورات الأسبوع الماضي أسئلة جديدة حول افتقار الصين للشفافية وأوضحت حجم التحدي الذي يواجه فريق منظمة الصحة العالمية
زعم وزير الخارجية وانغ يي في مقابلة
أن الوباء ظهر عبر عدة تفشيات حول العالم
إنه أكبر مسؤول يعبر عن الادعاء الشائع بشكل متزايد بأن الصين حددت الحالات الأولى لكنها لم تكن المصدر
وصف مايكل رايان, مدير برنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية
بأنه ” مجرد تخمين ” ليقول أحد ما, إن فيروس كورونا لم يظهر في الصين
كشفت الوثائق التي حصلت عليها وكالة أسوشيتيد برس
أن الرئيس شي جين بينغ منع الجامعات والوكالات الطبية والمختبرات من مشاركة بيانات فيروس كورونا بعد أن نشر عالمان صينيان بحثا يشير إلى احتمال تسرب الفيروس من المختبر

أمرت بكين جميع أبحاث فيروس كورونا, بالخضوع لعملية مراجعة وموافقة من قبل فريق عمل تابع لمجلس الدولة, مجلس الوزراء الصيني
لم يتم نشر أي بيانات مهمة من تلك الدراسات
تم إرسال رسالة ( بلغة خشنة ) إلى أي مواطن, يريد ألتشكيك في الرواية الرسمية ( التي تقول الحكومة الصينية بأنها شفافة و ناجحة )
سلط التلفزيون الحكومي الأسبوع الماضي الضوء على ” نهضة ” ووهان حيث ملأ الآلاف من المحتفلين الشوارع للاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة, وفي خطابه في الأول من كانون الثاني / يناير ٢٠٢١, دافع الرئيس الصيني عن تعامل البلاد مع الوباء

لكن زانغ زان, المحامية التي تحولت إلى كاتبة, حُكم عليها بالسجن لمدة أربع سنوات بتهمة ” أثارة الخلافات و المشاكل “, وهو اتهام شامل يستخدمه الحزب الشيوعي غالبًا لمقاضاة النشطاء والصحفيين
لقد سجلت ( المحامية ) محنة ووهان قبل أن تخضع للرقابة والاحتجاز
تم القبض على ثلاثة صحفيين مستقلين آخرين أثناء عملهم في ووهان أثناء الإغلاق, ولم يظهر اثنان منهم منذ شباط / فبراير ٢٠٢٠
تم إسكات الأطباء والعلماء المبلغين عن المخالفات الذين أثاروا مخاوف مبكرة بشأن المرض
كما طُلب من أقارب ضحايا ووهان الذين أعلنوا شكاوى بشأن التعامل مع الوباء التزام الصمت
كانت إحدى الشكاوى المستمرة من ووهان
الحكومة كانت تخفي حجم تفشي المرض
يبدو أن أرقام الجديدة تؤكد هذا الاعتقاد

عندما اختبر مركز مراقبة ألامراض والسيطرة عليها, الصيني, ٣٤,٠٠٠ شخص في ووهان بحثًا عن الأجسام المضادة لفيروس كورونا, وجدوا معدل ٤.٤٣ في المائة, في مدينة يبلغ عدد سكانها ١١ مليون نسمة, هذا يعني أن ما يقرب من نصف مليون شخص أصيبوا بالفيروس, وهو ما يقزم العدد الرسمي ( من قبل الحكومة الصينية ) البالغ ٥٠,٣٥٤ حالة
مع انتشار الوباء في جميع أنحاء العالم وظهور تفاصيل عن عمليات الإخفاق والتستر المبكرة في الصين, عارضت الصين بشدة الدعوات لإجراء تحقيق دولي مستقل
كانت أمريكا هي أشد المنتقدين صراحةً, واستهدفت أيضًا منظمة الصحة العالمية لكونها ( مجاملة ) للحكومة الصينية
لكن أستراليا وبريطانيا دعتا إلى إجراء تحقيقات أيضًا
ووافقت الحكومة الصينية في أيار / مايو, على إجراء تحقيق مشترك بقيادة منظمة الصحة العالمية, لكن المفاوضات بشأن الوصول للصين استمرت لعدة أشهر
لقد فرضت سلسلة من الشروط, بما في ذلك فحص الخبراء الأجانب, وأصرت على أن نطاق البحث عن أصل الفيروس يجب أن يكون عالميًا, وليس مقصورًا على الصين
حتى عندما حزم المحققون حقائبهم إلى الصين في نهاية هذا الأسبوع, كان مضيفوهم يصرون على أن تبحث منظمة الصحة العالمية في مكان آخر
اختار المسؤولون والإعلام والعلماء الصينيون أبحاثًا أجنبية وداهموا الإنترنت للقول بأن الفيروس ربما يكون قد نشأ في إسبانيا أو إيطاليا, أو تم تصميمه بيولوجيًا في أمريكا أو تم استيراده عن طريق تغليف أغذية مجمدة
المصدر
The Australian
٣ كانون الثاني / يناير ٢٠٢١





