سياسيةعسكرية

كيف يريد دونالد ترامب حل مُشكلة الحرب في أوكرانيا؟

في الآونة الأخيرة، بدأ مُستشارو الرئيس الأميركي المُنتخب دونالد ترمب في طرح مُقترحات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والتي بموجبها (تتنازل أوكرانيا عن أجزاء من البلاد لصالح روسيا)، وفقا لتحليل أجرته وكالة رويترز لتصريحات المُستشارين ومقابلات مع عدة أشخاص مُقربين من الرئيس الأميركي المُنتخب، أحدهم وصف الوكالة بـ(قمامة أخبار كاذبة)!

المُقترحات التي قدمها ثلاثة مُستشارين رئيسيين، بمن فيهم مبعوث دونالد ترمب الجديد إلى روسيا و أوكرانيا، الفريق المتقاعد كيث كيلوغ Keith Kellogg، تتضمن بعض العناصر، بما في ذلك التخلي عن موضوع (عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي)

سيحاول مُستشارو دونالد ترمب إجبار كل من (روسيا وأوكرانيا) على الدخول في مفاوضات ( بإستخدام الترغيب والترهيب، أو الجزرة والعصا)، بما في ذلك وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، ما لم توافق على إجراء المحادثات، ولكن زيادة المساعدات لأوكرانيا، إذا رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ذلك.

تعهد دونالد ترمب مرارا و تكرارا خلال حملته الإنتخابية بإنهاء الصراع المُستمر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات في غضون 24 ساعة، من تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير 2024، إن لم يكن قبل ذلك، لكنه لم يذكر بعد، كيف سيفعل ذلك؟.

أعرب محللون ومسؤولون سابقون في الأمن القومي عن شكوكهم الشديدة في قدرة دونالد ترامب على الوفاء بمثل هذا التعهد بسبب تعقيد الصراع.

ومع ذلك، تشير تصريحات مُستشاريه مُجتمعة إلى الخطوط العريضة المُحتملة لخطة دونالد ترامب للسلام بين أوكرانيا و روسيا.

أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يواجه نقصًا في عدد المقاتلين وخسائر إقليمية متزايدة، إلى أنه قد يكون مُنفتحًا على المفاوضات، بينما لا يزال عازمًا على موضوع (عضوية الناتو)، قال هذا الأسبوع، إن أوكرانيا يجب أن تجد حلولاً دبلوماسية لإستعادة بعض أراضيها المُحتلة (خصوصا جزيرة القرم المحتلة من قبل روسيا منذ عام 2014).

لكن المحللين والمسؤولين الأميركيين السابقين قالوا إن دونالد ترامب قد يجد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن غير راغب في المُشاركة في المباحثات، حيث يريد الإستيلاء على المزيد من الأراضي في أوكرانيا.

قال يوجين رومر Eugene Rumer، وهو مُحلل إستخبارات أميركي سابق كبير في مختص بشؤون روسيا، و يعمل الآن مع مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي:

“بوتين ليس في عجلة من أمره”.

وقال، إن الرئيس الروسي لا يظهر أي إستعداد للتخلي عن شروطه للهدنة و المحادثات، بما في ذلك تخلي أوكرانيا عن سعيها للإنضمام إلى حلف شمال الأطلسي، و التنازل عن المناطق الأربع التي يزعم الرئيس الروسي أنها جزء من روسيا ولكنها لا تسيطر عليها بالكامل، وهو المطلب الذي رفضته أوكرانيا.

و قال يوجين رومر لوكالة رويترز، إن الرئيس الروسية من المُرجح أن يستغل الوقت المناسب، ويأخذ المزيد من الأراضي في أوكرانيا، وينتظر ليرى ما إذا كان هناك أي تنازلات قد يقدمها دونالد ترامب لإغرائه بالجلوس إلى طاولة المفاوضات.

ذكرت وكالة رويترز في أيار/مايو 2024، أن الرئيس الروسي مُستعد لوقف الحرب (وقف إطلاق النار المتفاوض عليه) والذي يعترف بخطوط المواجهة الحالية، و لكنه مُستعد للقتال إذا لم تستجب أوكرانيا والغرب لتلك الشروط.

تسيطر روسيا بالفعل على شبه جزيرة القرم بالكامل، بعد أن أستولت عليها من جانب واحد من أوكرانيا في عام 2014 و أستولت منذ ذلك الحين على حوالي 80٪ من دونباس – والتي تتألف من دونيتسك و لوغانسك – بالإضافة إلى أكثر من 70٪ من زابوريزجيا و خيرسون، وأجزاء صغيرة من منطقتي ميكولايف و خاركيف.

حتى الأسبوع الماضي، لم يعقد دونالد ترامب مجموعة عمل مركزية لوضع خطة سلام، وفقًا لأربعة مُستشارين، تحدثت معهم وكالة رويترز، وبدلاً من ذلك، طرح العديد من المُستشارين أفكارًا فيما بينهم في المُنتديات العامة – وفي بعض الحالات – إلى دونالد ترامب، كما قالوا لوكالة رويترز.

في النهاية، من المُرجح أن يعتمد إتفاق السلام على المُشاركة الشخصية المُباشرة بين دونالد ترامب، فلاديمير بوتن و فولديمير زيلينسكي، كما قال المُستشارون.

قال المتحدث باسم الحكومة الروسية، دميتري بيسكوف، إنه من غير الممكن التعليق على تصريحات فردية دون الحصول على فكرة عن الخطة ككل!

أشارت المُتحدثة باسم دونالد ترامب كارولين ليفات، إلى أن دونالد ترامب قال إنه سيفعل ما هو ضروري لإستعادة السلام، وإعادة بناء القوة والردع الأمريكي على الساحة العالمية.

قال مسؤول سابق في الأمن القومي في إدارة دونالد ترامب شارك في عملية الإنتقال الرئاسية، إن هناك ثلاثة مُقترحات رئيسية: الخطوط العريضة التي وضعها كيث كيلوغ، و طرح لنائب الرئيس المُنتخب جيمس ديفيد فانس، وآخر تقدم به ريتشارد غرينيل، القائم بأعمال رئيس الإستخبارات في فترة دونالد ترامب الرئاسية الأولى.

بحسب خُطة كيث كيلوغ، التي شارك في وضعها مع المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي فريد فليتز Fred Fleitz، والتي عُرضت على دونالد ترامب في وقت سابق من هذا العام، (تدعو إلى تجميد خطوط المعركة الحالية).

DraftUkraineCoT December 3 2024

لن يزود دونالد ترامب، أوكرانيا، بمزيد من الأسلحة الأميركية، إلا إذا وافقت على مُحادثات السلام، وفي الوقت نفسه، ستحذر الولايات المتحدة، روسيا، من أنه ستزيد من المُساعدات الأميركية لأوكرانيا إذا رفضت المفاوضات، وكذلك سيتم تعليق موضوع طلب عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي.

كما سيتم تقديم ضمانات أمنية أميركية لأوكرانيا، والتي قد تشمل تعزيز إمدادات الأسلحة بعد التوصل إلى إتفاق.

خلال مُقابلة أجريت في حزيران/يونيو 2024، مع إذاعة تايمز، وهي محطة بريطانية، قال سيباستيان غوركا Sebastian Gorka، أحد نواب مُستشاري الأمن القومي الجدد لدونالد ترامب، إن الرئيس أخبره أنه سيجبر فلاديمير بوتن على المُحادثات من خلال التهديد بإرسال شُحنات أسلحة غير مسبوقة إلى أوكرانيا إذا رفض المفاوضات!

في إتصال هاتفي معه من قبل وكالة رويترز، وصف الوكالة (رويترز) بأنها “قمامة من الأخبار الكاذبة fake news garbage”!

نائب الرئيس المنُتخب، جيمس ديفيد فانس، الذي عارض بصفته عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي المساعدات لأوكرانيا، طرح فكرة مُنفصلة في أيلول/سبتمبر 2024.

أخبرَ المُذيع الأمريكي شون رايان Shawn Ryan، أن الصفقة من المُرجح أن تشمل منطقة منزوعة السلاح DMZ، على الخطوط الأمامية الحالية، والتي ستكون “مُحصنة بشدة” لمنع المزيد من التوغلات الروسية، ومن شأن اقتراحه أن يحرم أوكرانيا من عضوية الناتو.

دعا ريتشارد غرينيل، وهو سفير دونالد ترامب (خلال رئاسته الأولى) السابق في ألمانيا، إلى إنشاء “مناطق مُستقلة autonomous zones” في شرق أوكرانيا خلال لقاء مع وكالة بلومبرغ، في تموز/يوليو 2024، لكنه لم يفصل مقترحه، كما أقترح أن عضوية الناتو لأوكرانيا ليست في مصلحة أمريكا.

قال مُستشار كبير للسياسة الخارجية لدونالد ترامب، لوكالة رويترز، إن ريتشارد غرينيل، لم يحصل بعد على منصب في الإدارة الجديدة، رغم أنه لا يزال يحظى باهتمام دونالد ترامب بشأن القضايا الأوروبية.

وقال المصدر لوكالة رويترز، إن ريتشارد غرينيل كان أحد الأشخاص القلائل في إجتماع أيلول/سبتمبر 2024، في نيويورك بين دونالد ترامب والرئيس الأوكراني.

من المرجح أن تواجه المُقترحات رد فعل من الرئيس الأوكراني، الذي جعل دعوة عضوية الناتو لأوكرانيا، جزءًا من “خطة النصر” الخاصة به، و من الحلفاء الأوروبيين وبعض المشرعين الأمريكيين، كما يقول المُحللون و مسؤولو الأمن القومي السابقون.

في الأسبوع الماضي، أرسل وزير خارجية أوكرانيا رسالة إلى نظرائه في حلف شمال الاطلسي، يحثهم فيها على إصدار دعوة عضوية لأوكرانيا، في إجتماع وزراء الخارجية يوم الثلاثاء.

أعرب بعض الحلفاء الأوروبيين عن إستعدادهم لزيادة المُساعدات لأوكرانيا، ويواصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إرسال الأسلحة، وقد يكلف هذا دونالد ترامب بعض النفوذ لدفع أوكرانيا إلى طاولة المفاوضات.

وقد تواجه خطة كيث كيلوغ، التي تعتمد على زيادة المُساعدات لأوكرانيا إذا لم يقبل الرئيس الروسي بالمفاوضات، ردود فعل سلبية في الكونغرس، حيث يعارض بعض أقرب حلفاء دونالد ترامب تقديم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا!

أقرأ المزيد

المقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

عذراً، لايمكن نسخ المحتويات