سياسية

الحكومة الإيرانية تترقب قرارات دونالد ترامب حول العقوبات، مع توخي الحذر من 4 سنوات شديدة قادمة

بحسب مصادر لصحيفة التلغراف البريطانية، الحكومة الإيرانية أمرت قوات متحالفة معها في جميع أنحاء الشرق الأوسط بتوخي الحذر حيث تخشى الجمهورية الإسلامية تهديدًا وجوديًا في أعقاب عودة دونالد ترامب

بحسب مصادر الصحيفة، بأن الحكومة الإيرانية أبلغت المسؤولون قادة الميليشيات المدعومة من إيران بتجنب الأعمال الإستفزازية التي قد تؤدي إلى تصعيد التوترات الإقليمية، كما تم توجيه القادة للحفاظ على المواقف الدفاعية مع تجنب أي أعمال يمكن تفسيرها على أنها عدوانية من قبل القوات الأمريكية أو الحلفاء الإقليميين.

حتى أن آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني البالغ من العمر 85 عامًا، (بدا وكأنه يرتدي سترة واقية من الرصاص) في جنازة قاضيين قُتلا بالرصاص في العاصمة الإيرانية طهران في نهاية الأسبوع الماضي – ويقال إنه خوفًا من الهجمات.

قال أحد كبار المسؤوليين الإيرانيين من العاصمة الإيرانية طهران، لصحيفة التلغراف البريطانية بأنه صدرت تعليمات للقوات والحلفاء في المنطقة بالتصرف بحذر لأن النظام يشعر بتهديد وجودي مع عودة دونالد ترامب، و في العراق واليمن، أُمرت القوات بعدم إستهداف أي أصول أمريكية، وإذا فعلت ذلك، فقد تم تحذيرها صراحة من إستخدام الأسلحة الإيرانية، حيث أُمروا بالحفاظ على مواقع دفاعية لفترة من الوقت وتجنب أي أعمال قد تستفز الأميركيين.

لقد ضعف النظام في إيران بشكل كبير بسبب هجمات إسرائيل على حزب الله وسقوط الحليف الرئيسي بشار الأسد في سوريا في الأشهر الأخيرة من الحرب في الشرق الأوسط، و لقد تم قطع تهديده لإسرائيل من خلال حماس وحزب الله، كما فقد سوريا كطريق لتهريب الأسلحة لوكلائه.

وقال المسؤول الإيراني لصحيفة تلغراف، بأن سقوط الأسد أدى إلى تكثيف المخاوف داخل النظام، وهناك الآن مخاوف من أنهم قد لا يتمكنون من السيطرة على البلاد بعد أن شهدوا ما حدث للأسد، وهو ما لم يتوقعه أحد في داخل إيران، و إن عملية واسعة النطاق جارية لتحديد و إعتقال الجواسيس والمُتسللين الإسرائيليين (داخل إيران) وهناك مخاوف من أنهم ربما تسللوا إلى مكاتب رفيعة المستوى.

أعترف نائب الرئيس الإيراني بعمليات التسلل الإسرائيلية الناجحة الأسبوع الماضي وألقى باللوم على تأثير العقوبات الدولية في ضعف الجمهورية الإسلامية أمام إسرائيل.

كانت عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمثابة ضربة كبيرة أخرى للحكومة الإيرانية، حيث ناقش إعادة حملة الضغط الأقصى ضد إيران، وعندما سُئل عن الضربات العسكرية ضد إيران، قال دونالد ترامب، أي شيء يمكن أن يحدث.

وفي يوم تنصيبه قال الرئيس الأمريكي بأنه يتعين علينا أن نوقف بعض الحروب، هناك بعض الأشياء الغبية التي تحدث، و ما كانت إسرائيل لتتعرض لهجوم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، و لقد كانت إيران مُفلسة، أي شخص أشترى النفط من إيران … الصين تراجعت، وكل الأشخاص الأخرين تراجعوا!

من المتوقع أن يتخذ الفريق الذي أختاره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لولايته الثانية، بما في ذلك وزير خارجيته، إجراءات أكثر شدة ضد إيران.

كما حذرت إدارة جو بايدن، في أخر ايامها، الرئيس دونالد ترامب، من أن إيران قد تسعى إلى بناء قنبلة نووية بعد إضعافها بسبب الصراعات في الشرق الأوسط.

إيران أضعف بكثير محليًا مما كانت عليه قبل ثماني سنوات عندما تولى دونالد ترامب السلطة لأول مرة، حيث وصلت شرعيتها امام مواطنيها إلى أدنى مُستوياتها منذ الثورة الإسلامية عام 1979 في أعقاب إحتجاجات عام 2022.

قال المسؤول الإيراني لصحيفة تلغراف، بأنه كانت هناك مناقشات مكثفة حول دونالد ترامب والخيارات المُتاحة لمواجهة أي ضربة مُحتملة على إيران، حيث كان الموضوع الرئيسي للمناقشة هو كيفية تجنب بدء حرب معه وكيفية منعه من بدء حرب معنا، أنه يطلق التهديدات، ويتم أخذها على محمل الجد هنا، لأنهم يعرفونه بالفعل.

أوضح المسؤول الإيراني، أن المحادثات زادت كذلك حول الحصول على نظام الدفاع الجوي S-400 من روسيا.

علمت صحيفة التلغراف، أن مسعود پزشكيان، الرئيس الإيراني، دفع من أجل تسليم نظام الدفاع الجوي إلى إيران خلال إجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الأسبوع الماضي.

كما خفف مسؤولو الجمهورية الإسلامية من لهجتهم بشأن ضرب إسرائيل ردا على هجمات إسرائيلية في تشرين أول/أكتوبر 2024، على المواقع العسكرية الإيرانية منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات.

قالت وزارة الخارجية الإيرانية هذا الأسبوع إنها تأمل أن تتبنى إدارة دونالد ترامب الجديدة سياسة خارجية واقعية، و تستند إلى القانون الدولي و إحترام مصالح ورغبات دول المنطقة، بما في ذلك الأمة الإيرانية.

مع ذلك، أعرب كبار المسؤولين الإيرانيين عن إعتراضاتهم على الدخول في محادثات مع الولايات المتحدة، حيث حذر إسماعيل الخطيب، وزير الاستخبارات الإيراني، من المحادثات مع إدارة دونالد ترامب، بحجة أن مثل هذه المفاوضات قد تضر بإيران، وقال، خلال الأسبوع الحالي، إذا سيطرت علينا دعوات المفاوضات، فسوف نخسر، مُتهمًا الولايات المتحدة بالضغط على إيران بموجب مفاوضات مفروضة

وقال إن الولايات المتحدة من المُرجح أن تكثف الضغوط من خلال العروض الجذابة، الإغراءات والتهديدات.

ولا تزال وسائل الإعلام الإيرانية مُنقسمة كذلك، حيث تشير وسائل الإعلام الإصلاحية إلى إنفتاح دبلوماسي محتمل، في حين ترفض المنشورات المُتشددة المُشاركة، ولكن المسؤولية النهائية عن إتخاذ القرار بشأن ما إذا كانت إيران ستتحدث مع إدارة دونالد ترامب أم لا، تقع على عاتق المرشد الاعلى.

ويقول المحللون، إن مرشد إيران سوف يواجه أربع سنوات صعبة قادمة يمكن أن تعيد تشكيل المنطقة، وهم يعتقدون أن المرشد الأعلى يجب أن يرفع حظره على المُحادثات مع الولايات المتحدة، أو يخاطر بحرب شاملة، وسط ضغوط محلية ودولية متزايدة.

هبط الريال (العملة الإيرانية) إلى أدنى مستوياته على الإطلاق هذا الأسبوع، حيث تجاوز الدولار الأميركي 840 ألف ريال (84,000 تومان لكل دولار)، و أقترب سعر الجنيه الإسترليني من مليون ريال (100,000 تومان)، وهو ما من المتوقع أن يؤدي إلى إرتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل أكبر.

( مقتبس من مقال لصحيفة التلغراف البريطانية)

للإستماع للمقال

أقرأ المزيد

المقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

عذراً، لايمكن نسخ المحتويات