إدارة جو بايدن تقول : إستخراج النفط والغاز من خليج المكسيك لا تؤثر على المناخ :)

عرضت شركات الطاقة بما في ذلك ( شركة شل Shell وبي پي BP وشيڤرون Chevron وإكسون موبل ExxonMobile )، مبلغًا إجماليًا قدره ( ١٩٢ مليون دولار )، مقابل حقوق التنقيب عن إحتياطيات النفط والغاز الفيدرالية في خليج المكسيك يوم الأربعاء، وهو أول مزاد إيجار حكومي في عهد الرئيس جو بايدن، والذي كشف عن العقبات التي تواجهها إدارتهِ للوصول إلى الأهداف المناخية التي تعتمد على تخفيضات كبيرة في إنبعاثات الغازات الملوثة للبيئة.

المزاد الحكومي المقام بواسطة وزارة الداخلية الأمريكية تم إجراؤه بعد أن نجح مدعون عامون من ولايات جمهورية بقيادة ولاية لويزيانا في ( الطعن بشكل قانوني وبنجاح ) في إجراء تعليق عمليات البيع والإيجار للأراضي الفيدرالية للتنقيب عن النفط والغاز، الذي فرضته إدارة جو بايدن.
عطاءات الشركات المذكورة على ( ٣٠٨ قطاع ) تبلغ مجموع مساحتها حوالي ( ٢,٧٠٠ ميل مربع = ٦,٩٥٠ كيلومتر مربع = ١,٧٢٨,٠٠ فدان )، ويمثل أكبر مساحة وثاني أعلى عرض إجمالي منذ إستئناف العطاءات على مستوى الخليج في عام ٢٠١٧.
المساحة الكلية المعروضة للتنقيب عن النفط والغاز ( ٨٠.٩ مليون فدان ).

قال محللون : إن الدافع وراء الإهتمام المتزايد هو إنتعاش أسعار النفط وعدم اليقين بشأن مستقبل برنامج التأجير للأراضي الفيدرالية.
شن جو بايدن أثناء حملته الإنتخابية بالتعهد بإنهاء عمليات التنقيب عن النفط والغاز في الأراضي والمياه المملوكة للحكومة الفيدرالية، والتي تشمل خليج المكسيك.
قال رينيه سانتوس Rene Santos من ستاندرد أند پورز غلوبال پلاتس S&P Global Platts: الأسعار أعلى الآن مما كانت عليه من ٢٠١٨، والشيء الآخر هو هذا الخوف من بقاء إدارة جو بايدن لثلاث سنوات أخرى، ومن المؤكد أنهم لن يقوموا بتسريع عمليات الموافقة على عمليات بيع والإيجار، ومن المحتمل أن يطرحوا مناطق أقل.
سيستغرق تطوير هذه المناطق في خليج المكسيك سنواتٍ، قبل أن تبدأ الشركات في إنتاج النفط الخام.
هذا يعني أنه بإمكانهم الإستمرار في عمليات إنتاج النفط والغاز لفترة طويلة بعد عام ٢٠٣٠، حيث يقول العلماء إن العالم بحاجة إلى أن يكون على الطريق الصحيح لخفض إنبعاثات غازات الإحتباس الحراري لتجنب تغير المناخ الكارثي، والذي تعهد به الرئيس جو بايدن أمام قمة المناخ برعاية الأمم المتحدة في غلاسكو.
لكن حتى في الوقت الذي حاول فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن إقناع زعماء العالم الآخرين بتعزيز الجهود ضد ظاهرة الإحتباس الحراري، خلال محادثات المناخ التي عقدتها الأمم المتحدة، فقد واجه صعوبة في إكتساب أرضية بشأن قضايا المناخ في الداخل ( الأمريكي ).

أقترحت إدارة جو بايدن جولة أخرى من الإراضي الفيدرالية للتنقيب عن ( النفط والغاز )، في أوائل العام المقبل، في الولايات ( وايومنغ، كولورادو ومونتانا )، وولايات أخرى…( ** في الغالب هذه الولايات تحتوي على النفط الصخري ).
واصل مسؤولو وزارة الداخلية الأمريكية المضي قدمًا في عمليات بيع وإيجار هذه الأراضي والمساحات البحرية، على الرغم من إستنتاجهم أن ( حرق الوقود ) يمكن أن يؤدي إلى مليارات الدولارات من الأضرار المناخية المُحتملة في المستقبل.

تمثل الإنبعاثات الناتجة عن ( حرق و عمليات الإستخراج للوقود ) من الأراضي والمياه العامة حوالي ربع إنبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون في الولايات المتحدة وفقًا لبيانات المسح الجيولوجي الأمريكي USGS.
قال جيم كرين Jim Krane، زميل دراسات الطاقة في جامعة رايس في هيوستن: الشيء الذي يربك الناس حقًا في الوقت الحالي هو هذا الصراع بين المدى القصير والمدى الطويل عندما يتعلق الأمر بسياسة الطاقة، ما زلنا بحاجة إلى نظام الطاقة هذا، الذي يتسبب أساسًا في تغير المناخ، حتى ونحن نكافح تغير المناخ.
قالت شركة شل أوفشور Shell Offshore، أكبر مستأجر للمناطق الفيدرالية في منطقة خليج المكسيك : إن الـ ٢٠ قطعة التي عَرضت عليها بنجاح ( ١٧.٩ مليون دولار ) يمكن أن توفر فرصًا للتطوير بالقرب من المنصات Platforms الحالية أو المناطق الجديدة.
قالت المتحدثة باسم الشركة ( سيندي بابسكي Cindy Babski ): تستمر الحاجة بالتأكيد إلى إستمرار عقود الإيجار التنافسية في خليج المكسيك في الولايات المتحدة.
كانت شركة شڤرون Chevron USA هي أكبر مزايد على هذه القطع، حيث عرضت ما يقرب من ( ٤٩ مليون دولار ) مقابل ( ٣٤ قطعة ).
شركة برتش پترليوم BP للإستكشاف والإنتاج قدمت عطاءات عالية بقيمة ( ٣٠ مليون دولار ) على ( ٤٦ قطعة ).
عرضت شركة أندراكو يو أس أوفشور Anadarko US Offshore ما يقرب من ( ٤٠ مليون دولار ).
عرضت شركة أكسون موبل، ما يقرب من ( ١٥ مليون دولار ) في منطقتين، قبالة ساحل تكساس في شمال غرب الخليج.
تقع هذه القطع، البالغ عددها ( ٩٤ ) في المياه الضحلة Shallow – بعمق أقل من ( ٦٥٦ قدمًا / ٢٠٠ متر ) – حيث تم إستخراج النفط في الغالب وهنالك عدد قليل من المناطق المؤجرة النشطة.


the Minerals Management Service
المناطق المؤجرة بحسب العمق.
تسعى شركة إكسون موبل إلى تعاون حكومي وصناعي من شأنه أن يجمع ( ١٠٠ مليار دولار )، لمشروع إلتقاط غاز ثاني أوكسيد الكاربون من المصانع، ونقله بواسطة خطوط الأنابيب وحقنه في داخل الأرض، تحت السطح في خليج المكسيك، وهي عملية معروفة بـ ( إلتقاط ثاني أوكسيد الكاربون وإحتجازه Carbon Capture and Sequestration ، أو CCS ).
قال جاستن روستانت Justin Rostant من شركة الإستشارات الصناعية وود مكنزي Wood Mackenzie: يجب أن تكون عروض شركة أكسون موبل Exxon، في المناطق التي تشمل مشروعها CCS المقترح.
رفض تود سبيتلر Todd Spitler المتحدث باسم شركة إكسون موبل الإفصاح عما إذا كان هنالك علاقة بين عروضها للإستئجار القطع البحرية، ومشروع إحتجاز الكاربون، وقال : إن الشركة تقوم بتقييم التضاريس الجوفية والإمكانات التجارية المستقبلية لهذه المناطق، وستعمل مع وزارة الداخلية على خططها بعد منح عقود الإيجار.
وقال جيم كرين من جامعة رايس – معهد بيكر للسياسة العامة : إن المياه الضحلة Shallow، عادة ما تكون أكثر جاذبية لشركات النفط الأصغر، حيث تُنفق هذه الشركات أقل على التنقيب في المياه العميقة المكلفة.
” نظرًا لأن إدارة عمليات إلتقاط ثاني أوكسيد الكاربون تصبح أكثر قابلية للتطبيق، فإن المساحات الضحلة ستصبح جذابة لأشياء تتجاوز إنتاج النفط فقط “
توصلت المراجعات البيئية لمزاد الإيجار – الذي تم إجراؤه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وتم المضي فيه في عهد الرئيس جو بايدن – إلى نتيجة ( غير مرجحة ): إن استخراج الوقود وحرقه سيؤدي إلى إنبعاثات قليلة التأثير على المناخ.
تم رفض إدعاءات مماثلة في قضيتين أخريين، في ألاسكا، من قبل المحاكم الفيدرالية، بعد طعون من دعاة حماية البيئة.
قال عالم المناخ بيتر إريكسون Peter Erickson، الذي أستشهد القضاة بعملهِ في إحدى القضايا : إن تحليل وزارة الداخلية يتضمن ( تغافل صارخ )، فقد أستبعدوا الزيادات في غازات الإحتباس الحراري في الدول الأجنبية التي تَنتج عن المزيد من حرق الوقود ( من نفط خليج المكسيك ).
قام المسؤولون الفيدراليون مؤخرًا بتغيير أساليبهم في نمذجة الإنبعاثات المسببة للإحتباس الحراري، مُستشهدين بعمل بيتر إريكسون، لكنهم قالوا : إن الوقت قد فات لإستخدام هذا الأسلوب في مزاد يوم الأربعاء.
قال محامي مجموعات بيئية قدم طعناً بعمليات ( البيع والإيجار ) ليوم الأربعاء، في محكمة فيدرالية : إن الأمر يستند إلى بيانات غير صحيحة، لا تعكس تأثيرها على البيئة.
قالت المحامية برتني هاردي Brettny Hardy، في Earthjustice : إنها في الأساس هبة للصناعة ( النفط والغاز ) بملايين الأفدنة في خليج المكسيك، حتى يتمكنوا من الإحتفاظ بالإنتاج لسنوات، في وقت نحتاج فيه إلى الابتعاد عن تطوير عمليات إستخراج النفط والغاز.

يمثل خليج المكسيك حوالي ١٥ ٪ من إجمالي إنتاج الولايات المتحدة من النفط و ٥ ٪ من الغاز الطبيعي.
لدى المسؤولين الفيدراليين (٩٠ يومًا ) لمنح العطاءات أو رفضها.






