الشركات الروسية والصينية سيطرت على حقل غاز عملاق ( إيراني ) في بحر قزوين، مقابل دعم الإتفاق النووي الإيراني

أحكمت الشركات الروسية السيطرة على حقل غازي ( إيراني )، عملاق، في بحر ( الخزر – قزوين )، تليها الشركات الصينية ( الحكومية )، وأقل فائدة بالنسبة ( للشركات الحكومية الإيرانية )، بحسب مصادر تحدثت بشكل حصري لموقع ( OilPrice ) الذي يهتم بشؤون النفط والغاز على مستوى العالم.

على الرغم من وقوع حقل الغاز الإيراني العملاق، والذي يُعرف بإسم ( تشالوس Chalous )، في المناطق البحرية الخاصة بإيران، في بحر قزوين، بحسب الخرائط الإستكشافية الإيرانية، الأ أن الحكومة الروسية تريد السيطرة على منابع الغاز في هذه المنطقة، بسبب السوق الأوربية الكبيرة.
من المقرر أن تأتي الإستثمارات المالية ( بمليارات الدولارات ) من المؤسسات المالية في ( ألمانيا، النمسا وإيطاليا )، حيث تشير الحسابات لحجم الإحتياطي الغازي، لحقل غاز ( تشالوس )، أكبر مما كان يُعتقد في البداية.
وفقًا لأحد كبار المسؤولين الروس المشاركين في التفاوض على الصفقة، تحدث بشكل حصري لموقع أويل برايس Oil Price، يقول: هذا العقد لتأمين السيطرة على سوق الطاقة الأوروبية.
منطقة أحواض ( Basins ) بحر قزوين الأوسع، بما في ذلك الحقول ( على اليابسة وفي البحر )، تقدر إحتياطياتها من النفط والغاز – بشكل متحفظ بحوالي ( ٤٨ مليار برميل من النفط و ٢٩٢ تريليون قدم مكعب TCF من الغاز الطبيعي ).

Source: http://www.petrogame.com/caspian-sea-set-for-offshore-resurgence
بحسب ما ذكره موقع ( أويل برايس Oil Price ) من خلال التغطية والتحاليل الحصرية في عام ٢٠١٩، لعبت روسيا دورًا أساسيًا في التلاعب بتغيير الوضع القانوني لمنطقة ( أحواض بحر قزوين )، مما يعني أن حصة إيران من إجمالي الإيرادات من موقع بحر قزوين بأكمله قد تم تقليصها، من ( ٥٠ / ٥٠ مناصفة مع الإتحاد السوڤيتي السابق، بحسب الإتفاقية الأصلية المُبرمة في عام ١٩٢١، المختصة بشأن حقوق الصيد البحري، والتي تم تعديلها في عام ١٩٢٤، لتشمل جميع ( الموارد ) الموجودة في البحر )، إلى ( ١١.٨٧٥ ٪ ) فقط.


حتى قبل إكتشاف حقل الغاز العملاق ( تشالوس )، كانت إيران ستخسر ما لا يقل عن ( ٣.٢ تريليون دولار ) من العائدات من القيمة المفقودة لمنتجات الطاقة عبر الأصول المشتركة لمورد بحر قزوين في المستقبل.
أحدث التقديرات الحالية، ستكون ( خسارة العائد المالي ) الآن أعلى بكثير.
كانت تقديرات ( إيران وروسيا ) لحقل الغاز ( تشالوس )، حوالي ( ٣.٥ تريليون متر مكعب من الغاز – إحتياطي – كل متر مكعب من الغاز يساوي ٣٥.٣١٤٧ قدم مكعب ).
يعادل هذا حوالي ( ربع إحتياطيات الغاز ) البالغة ( ١٤.٢ تريليون متر مكعب ) الموجودة في حقل الغاز الطبيعي المشترك مع قطر ( پارس الجنوبي )، والذي يمثل بالفعل حوالي ( ٤٠ ٪ ) من إجمالي إحتياطيات الغاز الإيرانية المقدرة بـ ( ٣٣.٨ تريليون متر مكعب )، ونحو ( ٨٠ ٪ ) من إنتاجها من الغاز الطبيعي.

بعد مزيد من الدراسات من قبل روسيا، يُنظر الآن إلى إكتشاف حقل ( تشالوس ) الغازي، على أنه موقع ( ذو حقلين مزدوجين )، تفصل بينهما مسافة ( تسعة كيلومترات )، حقل ( تشالوس الكبير )، ويحتوي على ( ٥.٩ تريليون متر مكعب )، من الغاز، و حقل ( تشالوس الصغير )، الذي يحتوي على ( ١.٢ تريليون متر مكعب )، من الغاز ، والكلي للحقلين يبلغ ( ٧.١ تريليون متر مكعب ) من الغاز.
بالتالي، سيكون الرقم الإجمالي لإحتياطي إيران من الغاز ( ٤٠.٩ تريليون متر مكعب ).
روسيا – لفترة طويلة، صاحبة أكبر إحتياطيات غاز في العالم – لديها رسميًا أقل بقليل من ( ٤٨ تريليون متر مكعب ).
قطر – تقديرات ( ٢٠١٧ ) – ( ٢٤.٣ ترليون متر مكعب )
بالنسبة لروسيا، لم تتم مراجعة الرقم الروسي ( ليأخذ بنظر الإعتبار حساب الإستخدام، الهدر وتدهور حقول الغاز لسنوات عديدة )، ووفقًا لمصادر الغاز الروسية، يبلغ الإحتياطي الغازي حوالي ( ٣٨.٩٩ تريليون متر مكعب )، لغاية نهاية عام ٢٠٢٠.
بالتالي، ( رقمياً )، فإن إكتشاف حقل ( تشالوس الغازي )، يجعل ( إيران ) صاحبة أكبر إحتياطي غازي في العالم.
أدت هذه التقديرات الجديدة، بالإضافة إلى التطورات الأخيرة في سوق الغاز الأوروبية، إلى تغيير في الخطة التي تم الإتفاق عليها بين ( إيران وروسيا ) وظلت قائمة حتى شهر مضى.
كانت الخطة، بحسب موقع أويل برايس Oil Price : أن يقود الجانب الإيراني تطوير الحقل بواسطة ( شركة خازر للإستكشاف والإنتاج ( كيبكو KEPCO ) الحكومية، مع مشاركة رئيسية إضافية من الشركات الروسية.
بعد التقديرات الجديدة للإحتياطيات من الغاز في حقل ( تشالوس )، وأسعار الغاز المُتصاعدة في جميع أنحاء أوروبا في الأسابيع السابقة، فإن تقسيم الحصة الجديدة في الحقل، أصبح على النحو التالي:-
* ستمتلك شركة غازبروم الروسية وترانسنفت الروسية، معًا حصة ( ٤٠ ٪ ).
* الصين، بواسطة شركة سي أن پي سي – مؤسسة النفط الوطنية الصينية CNPC و سينوك -الشركة الوطنية الصينية لإستكشاف النفط البحري CNOOC ، معًا حصة ( ٢٨ ٪ ).
* شركة خازر للإستكشافات والإنتاج الوطنية الإيرانية – كيبكو نسبة ( ٢٥ ٪ ) فقط.
” ستتحمل شركة غازبروم الروسية، المسؤولية الكاملة عن إدارة تطوير حقل تشالوس الغازي، ستقوم شركة ترانسنيفت الروسية بعمليات النقل والعمليات ذات الصلة، تقوم شركة سي أن پي سي CNPC بالتمويل وتوفير التسهيلات المصرفية اللازمة، وستقوم شركة سينوك CNOOC بالجزء الخاص بالبنية التحتية والهندسية “
أحد المصادر التي تحدثت لموقع أويل برايس بشكل حصري
قد يبدو هذا الأمر سيئًا بالنسبة لإيران !
إلا أنه في الواقع ( أسوأ بكثير )، مما يبدو، لسببين رئيسيين، وفقًا لمصادر قريبة من الصفقة، تحدثت لموقع أويل برايس Oil Price.
أولاً : على الرغم من أن شركة – كيبكو الإيرانية، ستكون مسؤولة بشكل ( إسمي ) عن العمليات المحدودة في موقع حقل غاز ( تشالوس )، فإن الإدارة الحقيقية للجانب الإيراني، ستكون في أيدي شركات الهيدروكربونات المرتبطة إرتباطًا وثيقًا بالحرس الثوري الإيراني (IRGC)….( ** مصنف إرهابياً في الولايات المتحدة ).
ثانيًا : السبب الذي يفسر إستيلاء الحرس الثوري الإيراني فجأة على عمليات ( الجانب الإيراني من المشروع )، هو أن نسبة الـ ( ٧ ٪ ) المتبقية، من المقرر دفعها إلى حسابين للشركتين – أحدهما في شنغهاي والآخر في ماكاو – وهما في النهاية تحت سيطرة الحرس الثوري الإيراني.
وهو السبب في أن ( الحرس الثوري الإيراني )، قلل من المستوى الحقيقي للإحتياطيات في حقل ( تشالوس ) الغازي، منذ نشر موقع أويل برايس Oil Price، تقريراً حصرياً، حول هذا الموضوع.
على الرغم من أن ( الحرس الثوري الإيراني ) قد صرح في سلسلة من المناقشات الداخلية، داخل الحكومة الإيرانية مؤخرًا، بحسب ما تبين لموقع أويل برايس Oil Price : أن الشروط الجديدة لصفقة حقل ( تشالوس ) الغازي، التي وضعت المصالح الروسية والصينية فوق مصالح إيران ( هو الثمن الذي يتعين علينا دفعه مقابل وصول إيران إلى التقنيات و القدرة التصنيعية المطلوبة لبرنامج إيران الصاروخي )، فإن تداعياته أكبر بكثير من حجم أموال الحرس الثوري الإيراني في المستقبل في شنغهاي وماكاو.
توقعت شركة ترانسنفت Transneft الروسية، في الأسبوعين الماضيين : أن حقل ( تشالوس ) الغازي، وحده، يمكنه توفير ما يصل إلى ( ٧٢ ٪ ) من جميع متطلبات الغاز الطبيعي ( لألمانيا، النمسا وإيطاليا )، كل عام، طوال العشرين عامًا الكاملة، التي من المقرر أن يتم تنفيذ فيها صفقة حقل ( تشالوس ) الغازي.
كما أبلغت شركة ترانسنفت الروسية، الحكومة الروسية : أن حقل ( تشالوس ) الغازي، وحده، يمكنه توفير ما يصل إلى ( ٥٢ ٪ )، من جميع إحتياجات الإتحاد الأوروبي من الغاز خلال هذه الفترة.
من خلال سيطرة الحكومة الروسية على تدفقات الغاز الإيراني الجديدة هذه من خلال تأمين مثل هذه الحصة في حقل ( تشالوس ) الغازي، طمأنت الحكومة الروسية، إيران، بشكل خاص، إنه بالإضافة إلى خبرة التطوير والإستكشاف وبعض التمويل، ستسعى إلى دعم ( مصالح إيران في مسألة الإتفاق النووي أو أختصاراً JCPOA [ خطة العمل الشاملة المشتركة ]، وفي مسائل أخرى في الأمم المتحدة.
بصرف النظر عن القيمة السياسية الأقليمية الهائلة لروسيا في إضافة تدفقات غاز من حقل ( تشالوس ) إلى إمدادات الغاز الحالية التي تسيطر عليها، وخاصة في الإتحاد الأوروبي، تبحث الحكومة الروسية، عن مكاسب مالية هائلة من مشاركتها في هذا المجال.
بحسب تقدير الحكومة الروسية، بإستخدام متوسط سنوي ( ٨٠٠ دولار أمريكي لكل ١,٠٠٠ متر مكعب من الغاز ) – سعر الغاز الحالي في السوق الأوربية وصل أعلى من هذا الرقم، إن قيمة الصادرات من حقل ( تشالوس ) الغازي، بمعدل مريح ( لا يقل عن ٤٥٠ مليار دولار أمريكي )، على مدى ٢٠ عاما من مدة الصفقة، والتي تتزامن مع ٢٠ عاماً من الإتفاق في هذا الحقل ( بين إيران وروسيا ).
بعد إنتهاء الصفقة التي تبلغ مدتها ٢٠ عامًا، تنص الإتفاقية حاليًا على أن تستحوذ شركة ” خاتم الأنبياء ” التابعة للحرس الثوري الإيراني، على ملكية حقل ( تشالوس ) الغازي، على مدار الخمسين عامًا القادمة.
بالنظر إلى طول الفترة المحتملة لإستخلاص الغاز من حقل ( تشالوس )- في الحقيقة أن روسيا تنوي سحب أقل من ١٠ ٪ من القدرة الكلية لكمية الغاز القابلة للإستخلاص، على مدار صفقة مدتها ٢٠ عامًا – تُقدر المصادر القريبة من الصفقة ( القيمة الإجمالية لحقل ( تشالوس ) الغازي بـ ( ٥.٤ تريليون دولار أمريكي ).






