مقال رأي وتحليلاتتأريخ

لماذا تدعم باكستان حركة طالبان، رغم العداء التأريخي ؟

العامل الوحيد الأكثر أهمية في إنتصار حركة طالبان كان : إلتزامهم، الشجاعة وقوة الإرادة، مع ذلك دون ملجأ ودعم من باكستان المجاورة، فقد لا يتمكنوا من السير في شوارع كابل الآن.

Stranded people cross the border between Pakistan and Afghanistan, in Chaman, Pakistan, Friday, Aug. 13, 2021. Pakistan opened its Chaman border crossing for people who had been stranded in recent weeks. Juma Khan, the Pakistan border town's deputy commissioner, said the crossing was reopened following talks with the Taliban. (AP Photo/Jafar Khan)
Stranded people cross the border between Pakistan and Afghanistan, in Chaman, Pakistan, Friday, Aug. 13, 2021. Pakistan opened its Chaman border crossing for people who had been stranded in recent weeks. Juma Khan, the Pakistan border town’s deputy commissioner, said the crossing was reopened following talks with the Taliban. (AP Photo/Jafar Khan)

مقال رأي للكاتب ( أناتول ليڤين Anatol Lieven ) في The Time ، حول الوضع الأفغاني، ودعم باكستان، وسبب هذا الدعم، تأريخياً، حالياً، مستقبلاً …( الترجمة العربية فقط، الصور والخرائط غير موجودة في المقال الأصلي ).

المقال ألاصلي بعنوان

( What Pakistan Stands to Gain From the Taliban Takeover of Afghanistan ) – ماذا تكسب باكستان من سيطرة حركة طالبان على أفغانستان ؟

5864927409 65ae7f0e06 c 1
بيتر بول أناتول ليفين هو كاتب بريطاني ، صحفي ، محلل سياسي، ويعمل حاليًا كأستاذ في جامعة جورج تاون ، وأستاذ زائر في كينغز كوليدج لندن ، وزميل في مؤسسة أمريكا الجديدة.
Taliban fighters pose for photograph in Wazir Akbar Khan in the city of Kabul, Afghanistan, Wednesday, Aug. 18, 2021. The Taliban declared an "amnesty" across Afghanistan and urged women to join their government Tuesday, seeking to convince a wary population that they have changed a day after deadly chaos gripped the main airport as desperate crowds tried to flee the country. (AP Photo/Rahmat Gul)
Taliban fighters pose for photograph in Wazir Akbar Khan in the city of Kabul, Afghanistan, Wednesday, Aug. 18, 2021. The Taliban declared an “amnesty” across Afghanistan and urged women to join their government Tuesday, seeking to convince a wary population that they have changed a day after deadly chaos gripped the main airport as desperate crowds tried to flee the country. (AP Photo/Rahmat Gul)


كم ستبقى الحركة ممتنة لباكستان ؟ يجب أن ننتظر ونرى.

لكن باكستان لم تفعل ذلك من أجل حركة طالبان !

تنبع إستراتيجية باكستان لمساعدة حركة طالبان من المخاوف الطويلة فيما يتعلق بأفغانستان، وبعضها موجود منذ أن أصبحت باكستان دولة في عام ١٩٤٧.

كانت هذه المخاوف من التحالف الأفغاني مع الهند والدعم الأفغاني للتمرد داخل باكستان، وبالتالي أثر إنتصار حركة طالبان في أفغانستان في تخفيف هذه المخاوف.

الهند معادية بمرارة لحركة طالبان ومن غير المحتمل أن تكون قادرة على التحالف معهم.

وإذا دعمت حركة طالبان التمرد الإسلامي داخل باكستان، فسوف تقطع الطرق التجارية إلى أفغانستان إلى البحر.

بصرف النظر عن حقيقة أن الجيش الباكستاني قد أثبت في السنوات الأخيرة ( بعد بعض التأخير ) أنه يمكن أن يسحق أي تمرد بنجاح.

كما يمنح التحالف الباكستاني القوي مع الصين الأكثر ثراء بشكل كبير لأكثر من ٢٠ عاما، على أمل أن تساعد الإستثمار الصيني في أفغانستان في الحفاظ على محاذاة حكومة طالبان بمصالح باكستانية.

لذلك يمكن لباكستان أن تكون واثقة جداً من العواقب الإيجابية لنصر حركة طالبان.

ولكن هنالك تأريخ معقد يستحق الإستكشاف.

القصة الأكبر للعداء الأفغاني-الباكستاني على مدى السنوات الـ ٧٤ الماضية، تعود لـ إرث الإمبراطورية البريطانية.

في نهايات القرن التاسع عشر، وجه البريطانيون الحدود بين أفغانستان وإمبراطوريتهم الهندية، التي أصبحت تعرف بإسم ” خط دوراند Durand Line “.

على أسم العقيد البريطاني الذي شارك في تخطيطه.

وضعت هذه الحدود لأسباب إستراتيجية بريطانية، بحتة، هذه الحدود ( قسمت ) عرقية البشتون ( بين الهند-باكستان ) وأفغانستان، وحتى ( قسمت ) العديد من قبائل البشتون مثل الأفريديين Afridis.

1024px Group of Afridi fighters in 1878
Group of Afridi fighters in 1878 – wikimedia
مجموعة مقاتلين أفريديين ١٨٧٨
الصورة بواسطة John Burke
الصورة تم أخذها بالقرب من جمرود
24491
اللون الجوزي الفاتح يمثل مناطق البشتون
32912
المجموعات العرقية المنتشرة في باكستان – أفغانستان

أفغانستان، وهي دولة أسسها البشتون في منتصف القرن الثامن عشر، لم تقبل أبدا هذه الحدود.

عندما أنتهى الحكم البريطاني في عام ١٩٤٧، رفضت الحكومة الأفغانية في البداية الإعتراف بالإستقلال الباكستاني، ما لم تلغي باكستان خط دوراند، وتعيد الأراضي التابعة للبشتون في أفغانستان.

ليس من المستغرب أن باكستان رفضت القيام به.

نتيجة لذلك، أستمرت سلسلة من الحكومات الأفغانية في رفض الإعتراف بخط دوراند كحدود قانونية، وأصطفت الحكومات الأفغانية مع الهند ضد باكستان، للمحاولة بشكل دوري إثارة الإنفصالية العرقية ( البشتون ) في باكستان.

ردا على ذلك، بحوالي ٧٠ عاما، حاولت باكستان، إما التأثير أو إضعاف أفغانستان، من خلال مزيج من الضغط الإقتصادي والمحابات بدعم التمرد في أفغانستان.

كانت هذه الإستراتيجية الدافع الرئيسي للمأوى الباكستاني لطالبان الأفغانية، كما هو الحال بالنسبة في الثمانينيات ( في التحالف مع الولايات المتحدة ضد حركة طالبان، ١٩٩٦-٢٠٠١ ).

دعمت باكستان المجاهدين الأفغانيين ضد الحكومة الشيوعية الأفغانية المدعومة من السوڤيت.

ومن المثير للإهتمام، على الرغم من هذا الدعم الباكستاني والمأوى، فإن القومية الأفغانية تعني أن قيادة المجاهدين الأفغانية ، وطالبان الأفغانية رفضت بشكل قاطع الإعتراف بخط دوراند.

مع أنتصار حركة طالبان، أختفى الخوف الباكستاني من الإصطفاف الأفغاني مع الهند، في الوقت الراهن، حيث كانت الهند كانت دائما معارضة بمرارة طالبان، بسبب دعمها للتمرد الإسلامي في كشمير.

منذ الثمانينيات من القرن الماضي، ظهر مزيج آخر من المخاوف الباكستانية بشأن أفغانستان: اللاجئين الأفغان الذين يسببون زعزعة الإستقرار بين البشتون الباكستانيين.

خلال الحرب الأفغانية في الثمانينيات، فر ما بين ثلاثة ملايين من اللاجئين، معظمهم من البشتون، إلى باكستان.

أصبحت مخيمات اللاجئين أرض خصبة أولا للمجاهدين، ثم بالنسبة لحركة طالبان.

إندمج اللاجئون إلى حد كبير مع البشتون في باكستان.

تلقى الجهاد الأفغاني بعد عام ١٩٧٩ و ٢٠٠١، تعاطف كبير من العديد من البشتون الباكستانيين، وخاصة في القبائل التي كانت قريبة للحدود مع أفغانستان.

في عام ٢٠٠٣ ، دفع الضغط الأمريكي المكثف، الحكومة الباكستانية بقيادة الجنرال ( برويز مشرف ) إلى محاولة قمع إنتقائي للمقاتلين الإسلاميين المناهضين للولايات المتحدة الذين فروا من أفغانستان إلى المناطق القبلية في باكستان.

وكانت النتيجة سلسلة متصاعدة من الثورات الإسلامية البشتونية في باكستان التي أجتمعت في عام ٢٠٠٧، لتأسيس حركة طالبان باكستان ، أو TTP.

أسفرت الحرب الأهلية في باكستان عن مقتل حوالي ٦٠,٠٠٠ قتيل بينهم ٨,٠٠٠ جندي، والتفجيرات التي أدت على مقتل رئيسة الوزراء الباكستانية، بنظير بوتو.

img 1041

لذلك كان السبب الباكستاني الآخر لمساعدة طالبان الأفغانية هو التأكد من أنهم لا يدعمون التمرد الإسلامي البشتوني داخل باكستان.

حتى الآن لم يفعلوا ذلك، وسيكون ضمان عدم قيامهم بذلك في المستقبل أمرًا أساسيًا لإستراتيجية باكستان.

أزدادت ثقة باكستان بهذا الأمر مع ظهور عدو مشترك لباكستان، لطالبان الأفغانية ودول إقليمية رئيسية أخرى: وهو ( داعش ).

تنظيم الدولة الإسلامية منافس لدود لحركة طالبان على الحكم في أفغانستان، وقد جندت عددًا كبيرًا من المنشقين عن حركة طالبان.

من ناحية أخرى، تتكون داعش في أفغانستان أيضًا إلى حد كبير من أعضاء طالبان الباكستانية الذين فروا إلى أفغانستان نتيجة الهجمات العسكرية الباكستانية الناجحة ضدهم بعد عام ٢٠١٤.

هذا يعطي باكستان وحركة طالبان الأفغانية، عدوًا مشتركًا.

ولكن هنالك خطر !

إذا واجهت حركة طالبان معارضة داخلية حول كيفية الحكم، فمن المرجح أن تنجذب العناصر المُحبَطة لصفوف داعش، وتهدد وحدة حركة طالبان وحكمها.

تخلت حركة طالبان الأفغانية علنًا عن الإرهاب الدولي والجهادية، وقدمت تأكيدات محددة لروسيا والصين، بأنها لن تدعم ( مقاتلي الشيشان والمتمردين الإسلاميين الآخرين ضد روسيا ، ومتمردي الأويغور ضد الصين ، والحركة الإسلامية لأوزبكستان (IMU) وغيرها من الدول في وسط أسيا ).

كما وعدوا إيران، بعدم توفير قواعد للمتمردين السنة المناهضين لإيران، المدعومين من ( المملكة العربية السعودية ).

ربما يمكن الوثوق بحركة طالبان في هذا الأمر، لأنهم بالكاد يستطيعون مواجهة العداء في منطقتهم بأكملها، والمخاطرة بإعاقة تجارتهم الخارجية.

في محادثات ( الكاتب أناتول ليڤين Anatol Lieven )، الخاصة، مع شخصيات حركة طالبان من المستوى الأدنى على مر السنين، أكدوا ( له ) : أن حركة طالبان، قد تعلمت درس الكارثة التي حلت بنظامهم نتيجة أحداث الحادي عشر من أيلول / سبتمبر ٢٠٠١.

من ناحية أخرى، لا تزال ( داعش ) ملتزمة بالجهاد الدولي وتضم العديد من الجهاديين الدوليين في صفوفها.

لذلك تأمل باكستان أن تحالفًا إقليميًا ( يضمها، الصين، روسيا وإيران – إذا أوفت حركة طالبان بوعودها لإيران بإحترام حقوق الشيعة من أقلية الهزارة في أفغانستان )، لدعم حركة طالبان ضد ( داعش ).

ويضمن أن حركة طالبان نفسها لا تدعم التطرف الدولي، بما في ذلك ثورة إسلامية في باكستان، والإمتناع عن دعم ( الطاجيك والأوزبك وقوى عرقية أخرى ضد دولة طالبان ).

قد تساعد القوة الإقتصادية الهائلة للصين، باكستان، في تحقيق أهدافها الأفغانية.

قلق الصين الرئيسي في أفغانستان هو أنه لا ينبغي أن تكون قاعدة لمتمردي الأويغور ضد الصين.

ومع ذلك، وافقت الصين أيضًا من حيث المبدأ على ضخ مليارات الدولارات من الإستثمارات في أفغانستان، بما في ذلك تطوير منجم نحاس عملاق في مس عينكـ، وإحتياطيات النفط والغاز في شمال البلاد….( ** متوقفة جميعها الأن في إنتظار إستقرار الوضع الأفغاني تحت حكم حركة طالبان – اللا ديمقراطي ، وفقاً للشريعة ألاسلامية ).

m-2
منجم نحاس ( مس عينكـ )

تعني الحرب الأهلية الأفغانية ( أذا حدثت )، أن الصين لن تباشر بالعمل في هذه الإستثمارات.

إذا كانت الحكومة الصينية واثقة بما يكفي من حكم حركة طالبان والسلام الأفغاني للقيام بهذا الإستثمار، فلن يساعد ذلك فقط في تأمين حكومة حركة طالبان ( المستقرة في أفغانستان )، ولكن ستربط وصلات النقل الجديدة اللازمة لتصدير النحاس من أفغانستان، بشبكة النقل الباكستانية والممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC)، الذي يمتد على طول باكستان من سينكيانغ Sinkiang الصينية إلى موانئ كراتشي وميناء غوادر الباكستاني على بحر العرب.



UpdateEconomicCorridor2020 1
مشاريع الصين في باكستان

هذه إذن هي آمال باكستان فيما يتعلق بأفغانستان.

ولكن كما سيكون الباكستانيون أول من يعترف بذلك، فإن أفغانستان لديها تقليد طويل من تخييب الآمال الخارجية وإحباط الخطط الموضوعة بشكل جيد.

بواسطة
بواسطة
المصدر
المصدر
أقرأ المزيد

المقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

عذراً، لايمكن نسخ المحتويات