العقوبات الأمريكية الأخيرة أثرت بشكل كبير على تجارة النفط الروسي، خصوصا مع الصين و الهند

توقفت تجارة النفط الروسي المُحمل لشهر أذار/مارس 2025، في آسيا، أكبر مُشترٍ للنفط الروسي، مع ظهور فجوة سعرية واسعة بين المُشترين والبائعين في الصين بعد إرتفاع تكاليف إستئجار الناقلات غير المُتأثرة بالعقوبات الأمريكية الأخيرة، بحسب مصادر تحدثت لوكالة رويترز
فرضت الولايات المتحدة عقوبات شديدة في 10 كانون الثاني/يناير 2025، قبل إنتهاء فترة الرئيس الامريكي جو بايدن، تستهدف سلسلة إمدادات النفط الروسية، مما تسبب في إرتفاع أسعار الشحن عبر الناقلات، حيث أبتعد بعض المُشترين والموانئ في الصين والهند عن السفن الخاضعة للعقوبات.
قفزت عروض مزيج خام إسبو ESPO الروسي لشهر اذار/مارس 2025، المُصدر من ميناء كوزمينو، جنوب شرق روسيا، إلى علاوات تتراوح بين 3 و5 دولارات للبرميل فوق مستوى سعر النفط الرئيسي (خام برنت) على أساس التسليم خارج السفينة إلى الصين بعد إرتفاع أسعار شحن ناقالات من طراز (أفراماكس)، بعدة ملايين من الدولارات، وفقًا لثلاثة تجار مُطلعين تحدثوا لوكالة رويترز.
قبل عقوبات شهر كانون الثاني/يناير 2025، أدى الطلب (الشتوي)/2024، القوي و إرتفاع أسعار درجات الخام المنافسة من إيران إلى إرتفاع أسعار العقود الفورية لخام مزيج إسبو الروسي إلى الصين إلى ما يقرب من دولارين للبرميل فوق السعر القياسي، وهو أعلى مستوى منذ بدء حرب أوكرانيا في عام 2022، والتي أدت عواقبها إلى إرسال الخصومات إلى مستوى يصل إلى 6 دولارات أقل من خام برنت.
في الهند، قال رئيس الشؤون المالية لشركة بهارات بتروليوم كورب المحدودة، لوكالة رويترز الأسبوع الماضي، إن الشركة لم تتلق أي عروض جديدة للتسليم في شهر أذار/مارس 2025، كما يحدث عادة، وتتوقع الشركة إنخفاض عدد الشحنات المعروضة لشهر أذار/مارس 2025، عن شهر كانون الثاني/يناير 2025، و كانون أول/ديسمبر 2024.
تتلقى الهند عادة عروضًا للخام الروسي خلال منتصف كل شهر، حيث شكل الخام الروسي 36٪ من واردات الهند ونحو خُمس واردات الصين لعام 2024.
أستهدفت العقوبات الأمريكية الأخيرة الناقلات التي تحمل نحو 42% من صادرات النفط الروسي المنقول بحرا، وخاصة إلى الصين، وفقا لشركة التحليلات كبلر، على الرغم من أن الناقلات الخاضعة للعقوبات تفرغ النفط تدريجيا في الصين والهند خلال فترة الإعفاء.
أوضح وزير النفط الهندي بانكاج جين للصحفيين يوم الجمعة، أن الولايات المتحدة أوضحت للهند أن الناقلات المُحملة بالنفط الروسي يجب أن تُفرغ حمولتها بحلول 27 شباط/فبراير 2025، بموجب العقوبات، وأنه يجب تسوية المدفوعات النقدية على متن السُفن المُعاقبة بحلول 12 أذار/مارس 2025.
في الصين، تواجه الناقلات الخاضعة للعقوبات مؤخرا تأخيرات في تفريغ النفط على الرغم من إستيفائها لمُتطلبات الإعفاء من العقوبات، حيث قامت ثلاث منها بتفريغ خام إسبو الروسي وسوكول خلال الفترة من 15 إلى 17 كانون الثاني/يناير 2025، بينما قامت ناقلة أخرى بتفريغ حمولتها في ميناء يانتاي في شاندونغ يوم الأحد بعد حَمل حمولتها لخام إسبو لمدة ثلاثة أسابيع تقريبا، وفقا لبيانات LSEG.
أظهرت بيانات بأن الناقلة هويهاي باسيفيك لا تزال تنتظر التفريغ في تيانجين الساحلية الصينية، بعد تحميل حمولتها من النفط الخام في الخامس من كانون الثاني/يناير 2025، في حين تتجه سفينة فيكتور تيتوف إلى تشينغداو بعد تحميلها النفط الخام في السادس من يناير/كانون الثاني 2025.
في الهند، أظهرت بيانات بأن تسع ناقلات نفط فرضت عليها عقوبات مؤخرا قامت بتفريغ النفط منذ العاشر من يناير/كانون الثاني 2025، مع وجود عدة ناقلات تحمل خام الأورال الروسي في الطريق.
قالت شركة الاستشارات إف جي إي، إن العقوبات الأميركية والحظر الذي فرضته مجموعة ميناء شاندونغ الصينية في وقت سابق من هذا الشهر (بمنع دخول السفن المعاقبة) سيؤديان إلى خسارة مصافي التكرير في مقاطعة شاندونغ ما يصل إلى مليون برميل يوميا من إمدادات الخام في الأمد القريب، و إن المصافي المُستقلة (عن الدولة ظاهراً) تخفض عمليات التشغيل لأن الإمدادات البديلة أكثر تكلفة، وتتوقع خفض عمليات التشغيل بمقدار 400 ألف برميل يوميا بحلول فبراير/شباط 2025.
يتوقع محللوا كبلر، أن تظل واردات الصين من الخام الروسي من الشرق الأقصى مُنخفضة في الأسابيع المُقبلة بعد أن هبطت إلى أدنى مُستوى لها في ستة أشهر عند 717 ألف برميل يوميا الأسبوع الماضي.
وبالنسبة للهند، قالت إف جي إي، إن البلاد تواجه إنقطاعات في 450 ألف برميل يوميا من إمدادات الخام الروسي، لكن المصافي تستفيد من فترة التخلي عن التعامل مع روسيا، حيث شهدت الهند إنخفاضا في الإمدادات الروسية خلال شهر كانون الثاني/ديسمبر 2024، و كانون الثاني/يناير 2025، مقارنة بالأشهر الستة السابقة.
ذكرت وكالة رويترز، أن المصافي الهندية سعت إلى الحصول على إمدادات بديلة من الشرق الأوسط وأفريقيا والولايات المتحدة لشهري أذار/مارس و نيسان/أبريل 2025، حيث تتوقع تقلص الإمدادات الروسية.


