عقوبات وتعرفة تجارية كبيرة ستطال روسيا وأي دولة مُشاركة إذا لم يتوصلوا لإتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء إنه سيضيف تعريفات تجارية جديدة إلى تهديده بفرض عقوبات على روسيا إذا لم تتوصل البلاد إلى إتفاق لإنهاء حربها في أوكرانيا، و أن هذه التعريفات التجارية يمكن تطبيقها كذلك على دول مشاركة أخرى
في منشور له على موقع التواصل تروث سوشال Truth Social، عدل دونالد ترامب التعليقات التي أدلى بها يوم الثلاثاء، والتي قال فيها إنه من المُرجح أن يفرض عقوبات على روسيا إذا رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتن التفاوض لإنهاء الصراع المُستمر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.
وقال بأنه إذا لم نتوصل إلى إتفاق، وقريبًا، فلن يكون لدي خيار آخر سوى فرض مستويات عالية من الضرائب والتعريفات والعقوبات على أي شيء تبيعه روسيا للولايات المتحدة، والعديد من الدول المشاركة الأخرى.
و لم يُحدد منشور دونالد ترامب الدول التي أعتبرها مُشاركة في الصراع، أو كيف عَرّف المُشاركة.
فرضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن عقوبات شديدة على آلاف الكيانات في قطاعات المصارف والدفاع والتصنيع والطاقة والتقنية وغيرها من القطاعات في روسيا منذ غزو أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، والذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الناس وتحويل المدن إلى أنقاض.
قال نائب السفير الروسي لدى الأمم المُتحدة دميتري بوليانسكي إن روسيا ستضطر إلى معرفة ما يعتقد دونالد ترامب أنه يعني صفقة، لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال لوكالة رويترز، إن الأمر لا يتعلق فقط بإنهاء الحرب، و إنه في المقام الأول والأخير مسألة معالجة الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية.
في الفترة التي سبقت فوزه في الإنتخابات في 2024، أعلن دونالد ترامب عشرات المرات أنه سيتوصل إلى إتفاق بين أوكرانيا وروسيا في أول يوم له في منصبه، إن لم يكن قبل ذلك، و لكن مُساعديه أعترفوا بأن التوصل إلى إتفاق لإنهاء الحرب قد يستغرق شهورًا أو أكثر.
في وقت سابق من هذا الشهر، فرضت وزارة الخزانة الأميركية أشد عقوباتها حتى الآن على عائدات الطاقة الروسية، مُستهدفة مُنتجي النفط والغاز ( شركة غازبروم نفت وسورغوتنفت غاز)، فضلاً عن 183 سفينة تشكل جزءاً من ما يسمى بالأسطول المخفي عن الانظار من الناقلات التي تهدف إلى التهرب من القيود التجارية الغربية الأخرى.
سعى دونالد ترامب إلى إستخدام التهديد بالرسوم التجارية لتحقيق أهداف غير تجارية، بما في ذلك تهديد المكسيك وكندا والصين بالرسوم لدفعها إلى وقف الهجرة غير الشرعية وتدفق مادة (عقار الفنتانيل) القاتلة إلى الولايات المتحدة.
هذه الدول الثلاث (المكسيك، كندا والصين) هي أكبر شركاء تجاريين للولايات المتحدة، حيث تمثل أكثر من 2.1 تريليون دولار من التجارة الثنائية السنوية.
روسيا بعيدة جدًا في القائمة، حيث أنخفضت واردات الولايات المتحدة من روسيا إلى 2.9 مليار دولار خلال الأشهر الـ 11 الأولى من عام 2024 من 29.6 مليار دولار في عام 2021.
أستوردت الولايات المتحدة منتجات بترولية روسية بقيمة 13.5 مليار دولار في عام 2014، لكن هذا أنخفض إلى الصفر بعد العقوبات المتعلقة بحرب أوكرانيا، و كما أنخفضت بعض فئات الواردات الأخرى قبل عقد من الزمان، بما في ذلك الفولاذ والحديد، إلى الصفر.
لا تزال الولايات المتحدة تستورد كميات كبيرة من الأسمدة الروسية المُستخدمة في الزراعة – بقيمة حوالي 1.4 مليار دولار في عام 2023 – بالإضافة إلى أكثر من مليار دولار من اليورانيوم لإستخدامه في الطاقة النووية والبلاديوم والروديوم المُستخدم للسيارات.
قال تيم برايتبيل، مُحامي التجارة في شركة المحاماة وايلي راين في واشنطن، لوكالة رويترز، إحدى الطرق لضرب روسيا بقوة هي فرض عقوبات ووقف إستخدام الخشب الروسي في المنتجات الخشبية النهائية القادمة من الصين وفيتنام ودول أخرى.
أما بالنسبة للمشاركين الآخرين، فقد فرضت إدارة جو بايدن عقوبات على كيانات في كوريا الشمالية و إيران لتوريد الأسلحة إلى روسيا وضد الكيانات الصينية التي تزود روسيا بالمكونات والسلع الأخرى التي تستخدمها في المجهود الحربي.
وقال دونالد ترامب بأنه سيقدم لروسيا، التي ينهار إقتصادها، وللرئيس فلاديمير بوتن خدمة كبيرة للغاية، احسموا الأمر الآن وأوقفوا هذه الحرب السخيفة!.
لا تزال مواقف الطرفين المتحاربين (روسيا و أوكرانيا) في المفاوضات مُتباعدة، ويخشى بعض الأوكرانيين أن يضطروا إلى تقديم تنازلات ضخمة بعد ثلاث سنوات من القتال الوحشي.
(نقلا عن وكالة رويترز)






