مع إستمرار الصين في هجومها الإلكتروني على الحكومة الفيدرالية الأمريكية وحلفائها، ومع توسع نطاق الهجمات على البنية التحتية الحيوية، يجب على إدارة دونالد ترامب القادمة أن تتخلى عن تسامح الرئيس جو بايدن وتوضح للصين أن الولايات المتحدة سترد في حالة حدوث أي أعمال عدائية مُستقبلية.
تم الكشف هذا الأسبوع من أن قراصنة مُرتبطين بالحكومة الصينية نجحوا في إختراق أنظمة المعلومات في مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، وهو المكتب المسؤول عن فرض العقوبات الاقتصادية، و في الوقت نفسه، أفادت حكومة تايوان أن الهجمات الإلكترونية الصينية على وكالاتها الحكومية تضاعفت في عام 2024.
أستمر التطفل الصيني على البنية التحتية للإتصالات لأكثر من عام وأدى إلى إختراق نظام مُراقبة (أمرت به المحكمة) تستخدمه السلطات الحكومية لجمع المعلومات عن أهداف أجنبية في الولايات المتحدة، و يأتي هذا بالإضافة إلى الأخبار التي تفيد بأن القراصنة الصينيين يمكنهم الآن إغلاق الموانئ وشبكات الطاقة ومرافق المياه وخطوط أنابيب النفط، بحسب تصريحات لمستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان.
إن زيادة الهجمات الإلكترونية تأتي في الوقت الذي أكد فيه زعيم الحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ على نيته إستخدام القوة العسكرية لضم تايوان بحلول عام 2027.
لذلك من أجل ضمان حماية أمن الولايات المتحدة، وأمن الحلفاء، على الرئيس المُنتخب دونالد ترامب أن يتخذ موقفًا أكثر صرامة تجاه الصين، مما فعل الرئيس جو بايدن، و يجب على وكالة الأمن القومي الأمريكية أن ترد على هذا (العدوان الالكتروني الصيني)، وتهاجم الخوادم الصينية وحسابات القراصنة المصرفية وتتعهد بالإنتقام إذا كان هناك أي عدو يعطل المرافق العامة أو المؤسسات الخاصة.
يجب على الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إعادة إحياء (مُبادرة الصين)، التي تم إنشاؤها في ولايته الأولى لتحديد الجواسيس الذين أخترقوا المؤسسات العلمية والأكاديمية الأمريكية، حيث أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أنهى هذه العملية تماماً، (مؤكدًا)، بشكل غريب، أن الصين لا تستحق أن يتم عرضها للتدقيق الإضافي.
مع ذلك، فهي تستحق التدقيق الاضافي، بالتأكيد، حيث لا توجد قوة معادية أخرى، أكبر أو أفضل تمويلًا، ولا أي قوة بنفس القوة البشرية والمعرفة الفنية للتسلل إلى مؤسساتنا وسرقة الأسرار وتعطيل دفاعاتنا، و يجب أن يكون التراجع عن ما أرتكبه الرئيس جو بايدن تجاه الصين، بندًا في جدول أعمال اليوم الأول للرئيس المنتخب.
وأخيرا، يتعين على الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أن يوضح للحلفاء أن ردع العدوان الصيني في العالمين الحقيقي و الإلكتروني، هو وسيلة جماعية ويجب أن تكون له الأولوية على المصالح الأخرى.
هذا يعني:
*عدم إبرام إتفاقية تجارية جديدة مع بريطانيا في غياب موقف أكثر صرامة بشأن التجارة مع الصين، وخاصة فيما يتصل بالمركبات (السيارات) الكهربائية.
*عدم عقد إجتماعات مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان حتى يخلص حكومته وصناعة الاتصالات في البلاد من الهيمنة الصينية.
*التهديد بنقل القواعد العسكرية الأميركية من ألمانيا، ما لم تنفق المزيد على الدفاع وتأخذ على محمل الجد التهديد الذي تشكله الصناعة الصينية على إقتصادها.
إن التظاهر بأننا يجب أن نعمل مع الصين بشأن تغير المناخ وغير ذلك من المشاريع الخيالية لابد وأن ينتهي، فالشراكات مع الصين من جانب واحد، والتعاون مؤقت، في حين أن سرقة الصين للملكية الفكرية دائمة، ويتعين على الصين أن تتعلم أن هجماتها الإلكترونية سوف تأتي بنتائج عكسية.
(ترجمة بتصرف عن مقال رأي بواسطة صحيفة واشنطن إكزامينر)






