سياسية

بشهادة الجميع: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يَفعل أكثر مما يقول!

ضمن الواقع الجديد في الولايات المتحدة، حيث لا يوجد فيها الكثير من الإتفاق السياسي، هناك إجماع على أمر واحد واضح وكبير، الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب يجتاز طريقه بحرية كاملة، بمزيد من العمل وليس مجرد الكلمات، مع عواقب أكثر ديمومة مما توقعه أي شخص في الولايات المتحدة

من الواضح، أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب لم يكن يكذب بشأن فرض رسوم تجارية بنسبة 25٪ على أبرز شركاء تجاريين (كندا، المكسيك والصين) أو العفو عن من شارك في تظاهرات 6 كانون الثاني/يناير 2021، أو مُعاقبة أوروبا، أو الإتصال بروسيا، أو تعزيز السلطة التنفيذية، أو قلب رأسا على عقب لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، أو ملء حكومته بالموالين فقط، أو مُعاقبة وسائل الإعلام (من طرد وكالة الاسوشييتد برس، وكالة رويترز من الحضور مع بقية وسائل الاعلام، أو ابدال مكاتب صحف معروفة في وزارة الدفاع، بصحف موالية)، أو توجيه حليف له كـ اليون ماسك في كشف الاموال وتقليل الصرف والعجز في ميزانية الحكومة.

في الواقع، في مُعظم الحالات، تبنى أسلوب أكثر تَطرفًا مما وعد به أو توقعه.

أختار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معاركه الخاصة، وهي معارك عامة كبيرة جديدة، لم يتوقعها سوى القليل، إن وجد طبعاً، مثلا، الحديث عن الاستيلاء على قناة بنما، بحجة سيطرة الصين عليها، وإعادة تسمية خليج المكسيك لخليج أمريكا، وشراء غرينلاند، وتهديد كندا، وتحويل قطاع غزة إلى ريفييرا براقة، وإلغاء الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وعرقلة جمعية مراسلي البيت الأبيض!

تفاخر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بداية خطابه أمام أعضاء الكونغرس من الحزبين الرئيسين، ليلة الثلاثاء، حيق قال بأنه أنجزنا في 43 يومًا أكثر مما أنجزته مُعظم الإدارات في أربع سنوات أو ثماني سنوات، و لقد بدأنا للتو!

و وصف أسابيعه الأولى بأنها لا شيء سوى العمل السريع الذي لا هوادة فيه!

لقد كان خُطابه دسماً جداً – إن صح التعبير بالتأكيد، 9,900 كلمة، في 100 دقيقة، أكثر من ساعة ونصف!

حطم الرئيس دونالد ترامب الرقم القياسي لخطاب رئاسي أمام الكونغرس، متفوقًا على خطاب حالة الإتحاد للرئيس الأمريكي بيل كلينتون عام 2000 بـ 11 دقيقة.

وفي حديثه عن التعريفات التجارية، قال الرئيس دونالد ترامب، بأنه سيكون هناك القليل من الإضطرابات، لكننا موافقون على ذلك!

لقد تم وضع الكثير وبسرعة كبيرة، على العديد من الجبهات، لدرجة أنه من الصعب على الإدارة بقيادة دونالد ترامب تنفيذ وشرح الكثير منها، كما أخبر المسؤولون وكالة أكسيوس…بحيث قالوا بأن دونالد ترامب وأنصاره في (أجعلوا أمريكا عظيمة مرة اخرى MAGA)، يحبون ذلك.

ولكن العديد من الجمهوريين المُنتخبين الذين تحدثت معهم وكالة أكسيوس، (بشكل سري، يخشون أن يكون الأمر أكثر من اللازم) ــ أكثر مما ينبغي، وأكثر من اللازم خطورة على الشيئين اللذين يهتم بهما الناس أكثر من أي وقت مضى: شؤونهم المالية الشخصية وأمنهم!

لا يزال دونالد ترامب يحظى بشعبية نسبية، وسيطرته على المسؤولين المُنتخبين الجمهوريين ووسائل الإعلام التي تنادي بجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى أقوى من أي وقت مضى.

قليل من الجمهوريين الذين يتمتعون بنفوذ يحتجون على أي شيء يفعله بأي شكل عام جاد ومُستدام، ولكن الواقع أن أغلبهم يلجأون إلى منصة إكس أو قناة فوكس نيوز للتصفيق حتى للتحركات التي يشككون فيها أو يكرهونها سراً!

لذا فإن ثقة الناس بالرئيس دونالد ترامب ليست في غير محلها، كما يقول مساعدوه لوكالة أكسيوس.

حتى الآن، تتجاهل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المخاوف والشكاوى، وإذا كان هناك أي شيء، فإن ثقة المُساعدين الجماعية في إرتفاع كذلك، فهم يعترفون بأخطاء قليلة، ولا يعربوا عن أي ندم، ويعتقدوا بكل إخلاص أنهم على حق، وأن المُنتقدين مُخطئون.

ولكن مُستشاري الرئيس دونالد ترامب وأصدقائه خارج (البيت الأبيض) يشعروا بقدر أقل من اليقين، بحسب وكالة أكسيوس.

(بالطبع أنا قلق)، هكذا قال أحد كبار مُستشاري الرئيس دونالد ترامب، الذي تحدث مع الرئيس مؤخرًا في منتجعه في مار إي لاغو، لوكالة أكسيوس.

وقال لوكالة أكسيوس:

“ما زلنا في مرحلة شهر العسل، و لكن سوق الأوراق المالية وتلك البيانات والضجيج من إيلون [ماسك] ليست رائعة، وكان واثقًا جدًا ومرتاحًا لدرجة أنني بدأت أعتقد أنني لا ينبغي أن أقلق كثيراً”

قال تال أكسلرود، خبير وسائل الإعلام لدى وكالة أكسيوس، بأنه إذا أستمعتم إلى وسائل الإعلام التابعة لـ MAGA، من المنصات والبودكاست اليمينية الرئيسية، بما في ذلك (غرفة الحرب) لستيف بانون وجاك بوسوبيك، أضاءت هذا الأسبوع بصيحات النصر بشأن أوكرانيا والتعريفات التجارية!

image185

مع ذلك، فإن المخاطر التي تواجه الرئيس دونالد ترامب آخذة في الإرتفاع:

أنخفضت سوق الأسهم بشكل حاد يوم الاثنين عندما أعلن دونالد ترامب أنه سيمضي قدماً في فرض الرسوم التجارية على كندا والمكسيك، ثم شهدت إنخفاضاً كبيراً آخر يوم الثلاثاء بعد أن دخلت حيز التنفيذ.

في الأسبوع الماضي، أنخفضت ثقة المُستهلك إلى أدنى مُستوى لها في ثمانية أشهر وسط مخاوف بشأن سياسات دونالد ترامب التجارية والتعريفات.

أظهرت ثلاثة إستطلاعات رأي في الأيام الثلاثة الماضية، أن الأميركيين يتساءلون عما إذا كان الرئيس دونالد ترامب يركز جيداً على ما يحدث، حيث قال 82٪ من البالغين الأميركيين إن الإقتصاد يجب أن يكون أولوية عالية، ولكن 36٪ فقط يعتقدون أنه يعطي الأولوية بشكل كثير، وفقًا لإستطلاعات الرأي التي أجرتها شبكة سي بي إس نيوز.

وافق 31٪ فقط من البالغين الأميركيين في إستطلاع أجرته وكالة رويترز / إيبسوس على تعامل دونالد ترامب مع تكلفة المعيشة.

وقال 52٪ من البالغين الأميركيين في إستطلاع أجرته شبكة سي إن إن إن، إن دونالد ترامب لم ينتبه بما فيه الكفاية لأهم مشاكل البلاد.

في مختلف أنحاء العالم، يتراجع الحلفاء القُدامى أو يفرون، ومن أجل فهم مجموع المعارك المُتزامنة التي يختارها دونالد ترامب، فكروا في الدول التي حصلت معها توترات أكبر الآن، مقارنة بما كانت عليه قبل 44 يومًا، من تولي الرئيس دونالد ترامب لمنصبه، أوكرانيا، كندا، المكسيك والدنمارك (عبر غرينلاند)، ألمانيا، بريطانيا، فرنسا وبنما.

يحق للرئيس دونالد ترامب أن يزعم بحق أن العلاقات أفضل مع إسرائيل والسعودية وروسيا، و لكن الحلفاء القدامى يتحولون بسرعة كبيرة إلى مُتشككين أو أعداء مُحتملين، وهذا ما يعطل الحسابات الجيوسياسية.

لقد قلب الرئيس دونالد ترامب العلاقات بطرق جذرية، حيث أصبحت جارة أمريكا في الشمال (كندا) الآن أكثر شراسة، وأكثر معاداة لأمريكا وأكثر تأييدًا للحزب الليبرالي، الحاكم، مما كانت عليه عندما تولى دونالد ترامب منصبه.

الولايات المتحدة الآن محاصرة في حرب تجارية يمكن أن تؤذي بعض المُستهلكين الأمريكيين، ووفقًا لتقدير الكنديين، تدمر إقتصادهم.

يريد دونالد ترامب فرض تعريفات تجارية كبيرة، ويستمر في إقتراح جعل كندا الولاية رقم 51، ولكن رد كندا لم يكن سعيدا جداً!


يرى الرئيس دونالد ترامب، كندا، كلاعب عالمي غير مُهم وجار ضعيف، وغير قادر على الفوز في حرب تجارية مع الولايات المتحدة، كما يقول المسؤولون، لوكالة أكسيوس!

إنه غير مُبالٍ بالعلاقات الوثيقة السابقة، أو التعاون، أو المخاوف من تآكل الشراكة، كما أخبر المسؤولون وكالة أكسيوس.

يمكننا إدراج ألمانيا أو أوكرانيا أو فرنسا أو بريطانيا في الجمل أعلاه، بدلاً من كندا، سوف ينطبق كذلك.

يعتقد الرئيس دونالد ترامب حقًا أن مُعظم العلاقات أو الإتفاقيات مُعاملاتية، و لذا، فهو مرتاح جداً …سوف يخشى منه الناس أو يكرهونه، لمُحاولته التسلط والتهديد بأفضل صفقة مُمكنة لأمريكا، وفقًا لمطلعين أخبروا وكالة أكسيوس.

من المثير للإهتمام أن أهم نقطة، التي كان فيها دونالد ترامب أقل صراحةً وقسوة مما كان متوقعًا هي طرد المُهاجرين غير الشرعيين، حيث شدد الإجراءات الأمنية وخفض بشكل كبير من عمليات العبور غير القانونية للحدود – لكن خُططه أصطدمت بواقع القوانين الأمريكية القائمة والموارد الحكومية المَحدودة والتحديات القانونية، كما ذكرت وكالة أكسيوس في السابق.

نتيجة لحملة الرئيس دونالد ترامب الصارمة، أنخفض عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون الحدود الجنوبية الغربية بشكل غير قانوني في شباط/فبراير 2025، إلى أدنى مستوى له منذ عقود، وفقًا لبيانات داخلية حصلت عليها وكالة أكسيوس.

كتب دونالد ترامب يوم السبت على منصته المفضلة -تروث سوشال Truth Social:

“انتهى غزو بلادنا”.

(مقتبس من وكالة أكسيوس، بتصرف، مع اضافة معلومات متعارف عليها في دورة الاعلام الأمريكي)

أقرأ المزيد

المقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

عذراً، لايمكن نسخ المحتويات