صحة

أستهداف شركة AstraZeneca : قضية سياسية ..وصراع على الربح …والنجاح ما بعد خروج بريطانيا من ألاتحاد ( المتعثر ) !

تم وصفه بأنه اللقاح الذي سوف يخلص العالم من فيروس كورونا، ولكن على مدار الأشهر الستة الماضية، وجدت شركة أسترازنكا AstraZeneca – التي تم تصميم لقاحها لإنقاذ الآلاف من الأرواح ( بدون ربح ) – نفسها تتعثر على طول طريق صخري غير عادي، تواجه اتهامات بشأن الفعالية والإمداد والآثار الجانبية للقاح من جميع الجهات، والتعرض للوم والتقصير والتشكيك مثل اللعبة السياسية.

800

أستهداف شركة AstraZeneca : قضية سياسية ..وصراع على الربح …والنجاح ما بعد خروج بريطانيا من ألاتحاد ( المتعثر ) !


واجهت شركة أسترازنكا AstraZeneca هذا الأسبوع إنتقادات غير مسبوقة في الولايات المتحدة من هيئة علمية رفيعة المستوى، زعمت

أن الشركة البريطانية-السويدية قامت بتزويدها ببيانات قديمة، وليس من تجربتها التي طال انتظارها في الولايات المتحدة

وفي إيطاليا، دخلت الشرطة العسكرية مصنعًا نيابة عن المفوضية الأوروبية للتحقيق في مزاعم بشأن وجود ٢٩ مليون جرعة ( مخفية )، قيل إنها معدة لشحنها إلى المملكة المتحدة.

ul
( عدد الجرعات / لكل ١٠٠,٠٠٠ )


وفي الوقت نفسه، وضعت المفوضية ألاوربية، التي تطالب شركة أسترازنكا AstraZeneca بتزويد أوروبا بمزيد من اللقاحات، لوائح قد تمنع تصدير اللقاح إلى المملكة المتحدة.

إن ( التسييس Politicization ) ضد لقاح أكسفورد / أسترازنكا واضح بشكل خاص في أوروبا حيث تأخر توزيع اللقاحات، بينما تقدم عملية التطعيم في المملكة المتحدة.

j
( نسبة إعطاء اللقاحات في بريطانيا / ثانياً على مستوى العالم ..بينما ألاتحاد في غياهب الجب )

f
أشار مصدر حكومي بريطاني إلى

أن الغارة على المصنع الإيطالي- التابع لشركة كاتالينت، التي اتضح أنها تحتوي على جرعات لبلجيكا والدول الفقيرة، في انتظار فحوصات الجودة – كانت محرجة لهم ” .

في بداية هذا العام، بدا وكأن ( العداء الشديد Animosity ) بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يكون وراء ( ألإستهداف Sniping ).

في ٢٥ كانون الثاني / يناير ٢٠٢١، تسببت صحيفة Handelsblatt الألمانية في حدوث عاصفة مع خبر في الصفحة الأولى زعمت

فعالية اللقاح بنسبة ٨ ٪ فقط لدى كبار السن

في ٢٩ كانون الثاني / يناير ٢٠٢١، ادعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

أن لقاح أسترازنكا شبه غير فعال لدى كبار السن, ٦٥ عامًا وأكثر

رفضت ألمانيا وفرنسا استخدامه في تلك الفئة العمرية، على الرغم من رفع هذه القيود ( وأستخدمت فرنسا وألمانيا لقاح أسترازنكا لـ ٦٥ سنة فما فوق )، فإن الكثيرين في تلك البلدان يترددون في الحصول على اللقاح.

الآن، في مواجهة موجة ثالثة في أوروبا، وإقبال مُنخفض لأخذ اللقاح وإنتقادات من الأطباء الفرنسيين الذين اتهموه ( الرئيس الفرنسي ) بتشجيع التردد من أخذ اللقاح، قام ماكرون برد فعل، قائلاً

إنه سيكون سعيدًا بأخذ لقاح أسترازنكا بنفسه

بينما رئيس الوزراء الفرنسي أخذ جرعة من لقاح أسترازنكا على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون.

ورغم ذلك، لا تزال الشكوك والاشارة باللوم للشركة !

اتهم النائب البلجيكي فيليب لامبرتس هذا الأسبوع الشركة ( بعدم الأمانة والغطرسة Dishonesty and Arrogance ).

وقال

” الإفراط في التعهد ( من قبل الشركة )… ولم يتم ألايفاء به

وألمح إلى

لا تزال هناك مشكلات تتعلق بالسلامة

على الرغم من أن وكالة الأدوية الأوروبية قد منحتها شهادة سلامة وأمان, كذلك فعلت منظمة الصحة العالمية

يشعر العلماء لدى شركة أسترازنكا AstraZeneca أنهم

مستهدفون بشكل غير عادل لمحاولة القيام بشيء يتعارض مع ( دافع الربح للشركات من خلال تطوير ألادوية واللقاحات )… حيث أن اللقاح مُنخفض التكلفة وسهل الاستخدام والذي سيعمل بشكل جيد مع البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل ولكن لن تكسبهم المال على المدى القصير

أشار السير جون بيل، الأستاذ بجامعة أكسفورد الذي ساعد في تطوير اللقاح

الروح المعنوية لـ شركة أسترازنكا AstraZeneca آخذة في الانخفاض، وأنها لم تحصل أبدًا على التقدير لقرارها عدم جني الأرباح من خلال تطوير اللقاحات

آخرون يجنون ثروات – تتوقع مودرنا جني ١٨ مليار دولار من العائدات هذا العام من اللقاح و ١٥ مليار دولار لشركة فايزر / بايوان تك.

وعن هجوم ماكرون والإتهامات التي لا أساس لها بشأن السلامة والفعالية، قال بيل

إن الشركة قد تعيد التفكير في موقفها الخيري

هنالك مرحلة تصل فيها شركة أسترازنكا AstraZeneca …وتفكر من جديد … سنوقف هذا العمل الخيري ( سوف نبيع اللقاح بسعر كذا …)..لأننا لا نحصل على أي تقدير لما نقوم به…. سعر السهم للشركة قد انخفض ولم يرتفع…نحن نصنع لقاحات أكثر من أي شخص آخر…. هذا لقاح آمن وفعال…لكن يبدو أن لا أحد يهتم بهذا العمل الخيري

من الصعب الإشارة إلى سبب واحد أثر على صورة شركة أسترازنكا AstraZeneca، المشاكل تعود إلى أيلول / سبتمبر من العام الماضي، عندما توقفت تجاربهم بسبب ( ألاثار الجانبية ) المبلغ عنها في المملكة المتحدة، والتي تبين أنها ( التهاب النخاع المستعرض – التهاب النخاع الشوكي transverse myelitis – inflammation of the spinal cord )

إذا كان هنالك خيط مشترك، كما يقول النقاد وبعض الأصدقاء على حد سواء، فهو فشل في التواصل بشكل جيد.

أعطى المنظم البريطاني الضوء الأخضر لإستئناف التجارب في غضون أيام، لكن إدارة الغذاء والدواء، التي توافق على الأدوية في الولايات المتحدة، أبقت على ( التعليق ) لمدة ستة أسابيع كاملة.

لقد ظهر أنهم كانوا غير سعداء لأنهم لم يتم إخبارهم بالمشكلة على الفور بما فيه الكفاية، وظهر أنهم غير راضين عن تفسيرات الشركة.

لكن فريق شركة أسترازنكا Oxford / AstraZeneca فشل أيضًا في التعامل مع الوضع بشكل منظم وسلس !

اعتاد منظمو الأدوية الذين يتعاملون مع شركات الأدوية ( الربحية ) على رؤية البيانات من تجربة كبيرة واحدة والتي تحدد جميع المتغيرات، المتعلقة بالعمر، العِرق ، الحالة الصحية والعوامل الأخرى التي قد تؤدي إلى التأثير على النتائج.

لقد فعلت كل من شركة فايزر-بايو أن تك Pfizer / BioNTech و مودرنا Moderna ذلك تمامًا وتوصلت إلى رقم واحد مثير للإعجاب للفعالية – حوالي ٩٥ ٪.

شركة أسترازنكا لم تفعل ذلك.

كان علماء جامعة أكسفورد الذين بدأوا التجارب المبكرة من الأكاديميين، يبحثون عن أفضل طريقة للوقاية من هذا المرض.

أعتقد أن بعض الصعوبات تكمن في أن جامعة أكسفورد هي من أعدت التجارب للإجابة على أسئلة الصحة العامة، في حين أنه من الواضح جدًا أن تجارب شركة فايزر-بايو أن تك Pfizer / BioNTech و مودرنا Moderna في الولايات المتحدة قد تم إعدادها للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء ( يقصد شركات متمرسة وتعرف تتعامل مع المنظمين الصحيين, بخلاف جامعة تنشر البحث العلمي ..) ”

ستيفن إيفانز، أستاذ علم الوبائيات الدوائية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي ، مصرحاً لصحيفة الغارديان.

أعطت فعالية لقاح أكسفورد / أسترازنكا، ( رقمين ) وليس ( رقمًا واحدًا )

٦٢ ٪ فعالية إجمالية و ٧٨ ٪ في الأشخاص الذين تلقوا في الأصل ( نصف جرعة ) بسبب مشكلة في الإمداد.

قال المحلل الصناعي الدكتور آدم باركر من Shore Capital

” إن الناس نسوا الأمل في الحصول على لقاح فعال بنسبة ٥٠ ٪ وأكثر ( حددته منظمة الصحة العالمية ) وقارنوا النتائج بنتائج شركة فايزر ( ٩٥ ٪ ) Pfizer ”

ولم يساعد الشركة تفسيرها, سبب وجود حدة أعلى للكفاءة وحد أدنى … على أنه فترة أطول بين الجرعتين.

كما أن ( كبار السن ) تأخروا في وضعهم في التجارب، بسبب مخاوف أكسفورد الأخلاقية.

انخفض عدد الإصابات في المملكة المتحدة خلال الصيف، مما أدى إلى وفاة عدد أقل، مما يعني عدم وجود الكثير من البيانات حول مدى نجاحها في الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن ٦٥ عامًا.

قال باركر

ليس هناك شك في أن الانتكاسات والارتباك بشأن تفسير البيانات وجميع الضوضاء التي رأيناها تؤثر على الثقة في اللقاحات “.

يبدو أن ( التواصل ) هو سبب الخلاف مع مجلس سلامة البيانات والمراقبة (DSMB) في الولايات المتحدة – العلماء المستقلون الذين يراقبون التجارب.

قال إيفانز

إن المجلس عبارة عن مجموعة خاصة جدًا، لاتعرف من هم، لذلك لا يمكن الضغط عليهم “.

من غير المعتاد جدًا أن يتم الإعلان عنهم.

ومع ذلك، في ليلة الاثنين، بعد أقل من ٢٤ ساعة من إعلان شركة أسترازنكا AstraZeneca عن نجاح اللقاح في التجارب الأمريكية، قال المجلس السلامة ومراقبة البيانات DSMB

إن الشركة قدمت بيانات قديمة وربما مُضلِلة إلى العالم

مرة أخرى، يبدو أنه كان خلافًا لا طائل من ورائه.

تقول الشركة

” إن مرحلة التوقف المتفق عليها للبيانات من التجربة كانت ١٧ شباط / فبراير ٢٠٢١ ، وفي ذلك الوقت كانت هناك ١٤١ حالة وكانت الفعالية ٧٩ ٪ ”

في غضون ٤٨ ساعة، قامت شركة أسترازنكا AstraZeneca بأضافة المزيد من البيانات الحديثة.

من إجمالي ١٩٠ حالة، كانت هناك فعالية بنسبة ٧٦ ٪ ( وكالعادة ١٠٠ ٪ فعالية للقاح…ضد الأمراض الشديدة بسبب ألاصابة بفيروس كورونا وألاصابة التي تؤدي الى الوفاة )….. ليس هناك فرق كبير.

لم تحصل أي شركة مصنعة أخرى للقاح فيروس كورونا، على الدعاية السيئة، التي تعرضت لها شركة أسترازنكا AstraZeneca.

تم تعليق لقاحها في بعض الدول الأوروبية بسبب تجلط الدم، على الرغم من وجود تقارير مماثلة مع جميع اللقاحات والتحقيق في حالة وفاة واحدة مرتبطة بجرعة مودرنا في الولايات المتحدة.

كما أن الإمداد باللقاحات الأخرى لم يكن سهلاً.

شهدت شركة فايزر Pfizer انخفاضًا في الإنتاج وحذرت كل من جونسون وجونسون Johnson & Johnson و نوڤاڤاكس Novavax من أن المعروض من الجرعات، قد يكون أقل مما كانوا يعتقدون في الأصل.

لكن شركة أسترازنكا AstraZeneca تخضع لتدقيق شديد طوال الوقت..ولنفس المشاكل !

قد يكون ذلك بسبب رغبتها المعلنة في إنقاذ العالم.

قد يكون ذلك بسبب خطأ واحد أو خطأين …يجعل الجميع يستهدفها من دون البقية !

قد يكون ذلك بسبب أنها تتجتذب الإنتقادات السياسية ( لأنها تمثل ) ألمملكة المتحدة، خاصة في عالم ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

على أي حال، تأمل جامعة أكسفورد والشركة الآن أن تتسبب الأدلة المتراكمة حول مدى جودة عمل اللقاح في العالم الحقيقي في ( التهدئة )- على الرغم من أنه قد يتعين عليهم حل مشكلات الإمداد أولاً.

jj

المصدر
المصدر
أقرأ المزيد

المقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

عذراً، لايمكن نسخ المحتويات