
تواصل الوكالات الروسية تلقي بيانات أرصاد جوية فورية تقريبًا من الحكومات الغربية والحكومات الأخرى، والتي يقول بعض خبراء الأسلحة إنها يمكن إستخدامها للتخطيط لهجوم كيماوي أو بيولوجي في أوكرانيا.
حذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها من أن روسيا قد تُخطط لإستخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية، ومع ذلك، فإن بيانات الطقس من بعض تلك البلدان نفسها – بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا – مستمرة بإرسال المعلومات إلى الوكالات الروسية.
يتضمن ذلك قياسات شبه فورية لسرعة الرياح وإتجاهها، الغيوم وهطول الأمطار وعوامل أخرى قد تكون حاسمة في التخطيط لهجوم بالأسلحة البيولوجية أو الكيميائية.
لم تتمكن وكالة رويترز بحسب تقرير لها من تحديد درجة جمع هذه الدول لبيانات خاصة بأوكرانيا، لكن الخبراء قالوا :-
” إن معلومات الطقس الدولية ستكون مفيدة للتنبؤ بالظروف في أوكرانيا “
تقول المنظمة الأوروبية لإستخدام الأقمارالإصطناعية للأرصاد الجوية (يوميتسات – The European Organisation for the Exploitation of Meteorological Satellites) ، وهي منظمة حكومية دولية مقرها في ألمانيا، إنها تواصل تقديم البيانات إلى المنظمات الروسية، حتى مع إختيار ثلاث هيئات أخرى على الأقل في أوروبا، التوقف عن إرسال هذه البيانات.
تقوم المنظمة EUMETSAT بتشغيل البنية التحتية التقنية التي تسمح بتوزيع البيانات من العديد من الأقمار الإصطناعية، في بعض الحالات على الفور تقريبًا، إلى المستفيدين.
تسلط المواقف المتباينة بين الوكالات المختصة بالطقس، الضوء على الكيفية التي أجبر بها الغزو الروسي لأوكرانيا بعض الوكالات العلمية على الإختيار بين أهمية التبادل المفتوح للبيانات العلمية، مقابل مخاطر تقديم المعلومات التي يمكن إستخدامها لمهاجمة المدنيين.
قال متحدث باسم المنظمة ( EUMETSAT ) :-
” إن المنظمة توقفت عن إرسال البيانات من الأقمار الإصطناعية التابعة للإتحاد الأوروبي إلى روسيا وبيلاروسيا بناءً على تعليمات من المفوضية الأوروبية، لكنها تواصل نقل المعلومات من الأقمار الإصطناعية الأوروبية الأخرى إلى هذين البلدين، وكذلك معلومات الأرصاد الجوية من الحكومات في جميع أنحاء العالم “

قال بول كونيه Paul Counet، رئيس الإتصالات في منظمة يوميتسات – EUMETSAT:-
” إن موقع يوميتسات هو أن التبادل العالمي والحر لبيانات الأرصاد الجوية مهمًا للغاية في دعم التنبؤ بالطقس العالمي وهذه هي الطريقة التي عملنا بها حتى الآن “.
عندما سئل عما إذا كانت منظمة يوميتسات تخطط لقطع البيانات مثل ما فعلت بعض الوكالات الأخرى، قال:-
” الوضع يتطور بسرعة ومن المقرر أن يناقش مجلس خاص للدول الأعضاء يوم الثلاثاء ما إذا كان سيستمر نقل البيانات “
نظرًا لأن روسيا مساهم في البيانات في البرنامج، يمكنها في المقابل الوصول إلى بيانات منظمة يوميتسات.
ويسمح ذلك لروسيا بتلقي بيانات من الدول الأوروبية، بما في ذلك بريطانيا، وكذلك من أمريكا وكندا وأماكن أخرى.
قالت منظمة يوميتسات:-
” إن ٢١ مُستخدم نهائي يتلقون حاليًا بيانات في روسيا “، ورفضت تسمية المنظمات.
قالت روسيا:-
” إن مكونات أسلحة بيولوجية صنعت على الأراضي الأوكرانية بمساعدة الولايات المتحدة“، ونفت الولايات المتحدة الإتهامات الروسية.
يقول بعض خبراء الأسلحة الغربيين، أن هنالك خطر من إستخدام بيانات الأرصاد الجوية التي توفرها منظمة يوميتسات، لأغراض عسكرية، بما في ذلك التخطيط لهجمات كيميائية وبيولوجية، وهي محظورة بموجب القانون الدولي.
كتب فيليبا لينتزوس Filippa Lentzos، خبير التهديدات البيولوجية والمحاضر الأول في كلية لندن King’s College London ، في بريد الكتروني لوكالة رويترز:-
” إذا كنت، من الناحية الإفتراضية، تخطط لهجوم حيث تقوم برش سحابة من المواد الكيميائية أو مسببات الأمراض، فستحتاج إلى أخذ بيانات الأرصاد الجوية بنظر الإعتبار، لن ترغب في أن تنفجر هذه الأشياء مرة أخرى على قواتك! “
قال هاميش دي بريتون غوردون Hamish de Bretton-Gordon، خبير الأسلحة الكيميائية والزميل الزائر في جامعة كامبريدج البريطانية:-
” إن بيانات الطقس مهمة للغاية، أثناء إستخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، لضمان عدم إرتداد الغازات ومسببات الأمراض على الذين يستخدمونها، وإن معرفة إتجاه الرياح وسرعتها على إرتفاعات مختلفة أمر أساسي للتنبؤ بمكان الخطر “.
قال المتحدث باسم منظمة يوميتسات:-
” إن بيانات الأرصاد الجوية تُطلع صانعي القرار على الطقس والقضايا المتعلقة بالمناخ، ومثل هذه الموضوعات عالمية بطبيعتها وتتطلب أكبر قدر ممكن من مجموعات البيانات ليتم فهمها بدقة “
قام بعض مزودي بيانات الطقس الغربيين بتقييد المعلومات التي يقدمونها إلى روسيا، ومن بينها المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى ( Medium-Range Weather Forecasts – ECMWF) ، الذي يدير البيانات المستلمة من منظمة EUMETSAT ومقدمي الخدمات الآخرين من خلال أجهزة الكمبيوتر العملاقة، لإنتاج تنبؤات الطقس المهمة.
قال المركز الأوربي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى ECMWF الأسبوع الماضي، إنها أوقفت تدفق بيانات الغلاف الجوي والمناخ إلى روسيا بأثر فوري.
قالت نوريا لوبيز Nuria Lopez، المتحدثة باسم الوكالة، في رسالة بالبريد الإلكتروني لوكالة رويترز:-
” إن المركز أتخذ هذا القرار لمواءمة موقفنا مع العقوبات الحالية التي تفرضها الدول الأعضاء والإتحاد الأوروبي “.
قالت نوريا لوبيز، إن القرار لا يتعلق بإستخدام روسيا للبيانات.
قال مكتب الأرصاد الجوية في بريطانيا، وهو خدمة الطقس الوطنية التي تتبادل بيانات الأرصاد الجوية والتنبؤات مع الوكالات الدولية بما في ذلك منظمة يوميتسات:-
” إنه توقف عن تقديم معلومات عن طقس الطيران للمستخدمين الروس، وفقًا لتوجيهات حكومة المملكة المتحد ، لضمان عدم إمكانية إستخدام أي بيانات نقدمها لتعزيز الحملة العدوانية الروسية ضد أوكرانيا بأي وسيلة “.
لا تزال بيانات البرق في المملكة المتحدة قيد المشاركة مع منظمة EUMETSAT ، وفقًا لمكتب الأرصاد الجوية.
قال مكتب الأرصاد الجوية، إنه يعمل بشكل وثيق مع الإدارات الحكومية ذات الصلة وهيئات الأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى بشأن التوفير المستمر للبيانات البريطانية.
البيانات التي تواصل منظمة يومتسات تزويدها لروسيا تتضمن مراقبات من الأقمار الإصطناعية الأمريكية.
قال متحدث باسم وزارة البيئة وتغير المناخ في كندا، التي تشارك بيانات شبه فورية من أقمار إصطناعية تدور في مدار قطبي مع منظمة يوميتسات، يوم الجمعة:-
” إن الوزارة لم تجري محادثات مع المنظمة حول تقييد الوصول إلى البث للأقمار الإصطناعية للمستخدمين الروس “
على مدى عقود، شجعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO – World Meteorological Organisation ) ، وهي هيئة تابعة للأمم المتحدة، على إستخدام بيانات القطاع العام على نطاق أوسع وحثت شركائها على جعل المعلومات العلمية أكثر سهولة على الصعيد العالمي بشأن المسائل المتعلقة بالسلامة وحماية البيئة.
العديد من مجموعات البيانات الخاصة بالطقس متاحة للجمهور على الإنترنت، لذلك سيكون من الصعب قطع روسيا تمامًا عن البيانات، كما يقول خبراء الطقس والمناخ.
لكن مجموعات البيانات المتوفرة هذه ( ليست بيانات في الوقت الحقيقي Real Time ).
قال متحدث باسم المنظمة (WMO):-
“ إن أوكرانيا قد كتبت إلى المنظمة (WMO) للتعبير عن قلقها بشأن مشاركة بيانات الوكالة مع روسيا “
” لم تكن هنالك قرارات رسمية من قبل مؤتمر المنظمة (WMO) بشأن وقف تبادل البيانات على الإتحاد الروسي، حيث تتيح المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) بيانات معينة من بلدان حول العالم تعتبرها ضرورية “
من خلال التعاون مع الوكالات الروسية، يمكن للوكالة الأوروبية جمع البيانات في الوقت الفعلي من الهوائيات في العاصمة موسكو ونوفوسيبيرسك وخاباروفسك حيث تحلق أقمارها الإصطناعية فوق الأراضي الروسية، بدلاً من الإنتظار حتى تمر الأقمار الإصطناعية في القطب الشمالي أو الجنوبي لجمع البيانات.
تُستخدم البيانات للتنبؤ بالطقس في جميع أنحاء أوروبا ويتم توفيرها للمستخدمين في جميع أنحاء العالم لإستخدامها في الطيران والشحن والزراعة والبناء.
في المقابل، يمكن للوكالات الروسية الوصول إلى البيانات من الأقمار الإصطناعية الأوروبية وإستخدامها.
وكذلك، من خلال منظمة EUMETSAT ، وبيانات من وكالة الطقس الأمريكية NOAA ، وإدارة الأرصاد الجوية الصينية ووكالة الأرصاد الجوية اليابانية (JMA).






