سياسية

السعودية عازمة على تأمين إتفاق عسكري مع الولايات المتحدة مقابل العلاقات مع إسرائيل

قالت ثلاثة مصادر إقليمية لوكالة رويترز، إن المملكة العربية السعودية عازمة على تأمين إتفاق عسكري يتطلب من الولايات المتحدة الدفاع عن المملكة مقابل العلاقات مع إسرائيل، ولن يتعطل الإتفاق حتى لو لم تقدم إسرائيل تنازلات كبيرة للفلسطينيين في سعيهم لإقامة دولتهم.

قد لا ترقى الإتفاقية إلى مستوى الضمانات الدفاعية الصارمة على غرار أعضاء حلف شمال الأطلسي – الناتو التي سعت إليها المملكة في البداية، عندما نوقشت هذه القضية لأول مرة بين ولي العهد السعودي ( الأمير محمد بن سلمان ) والرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، خلال زيارة الرئيس الأمريكي إلى المملكة العربية السعودية في تموز / يوليو ٢٠٢٢.

قال مصدر أمريكي لوكالة رويترز:-

بدلا من ذلك، الاتفاق قد يبدو مثل معاهدات أبرمتها الولايات المتحدة مع دول آسيوية ( ** مثل كوريا الجنوبية، الفلبين وبقية الدول )

إذا لم يحظ ذلك بموافقة الكونغرس الأمريكي، فقد يكون مشابها لإتفاق أمريكي مع البحرين، حيث يتمركز الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، ولن يحتاج مثل هذا الإتفاق إلى دعم الكونغرس.

الولايات المتحدة يمكنها إجراء تعديلات على أي إتفاق، من خلال تصنيف المملكة العربية السعودية كحليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي- الناتو، وهو الوضع الممنوح لإسرائيل بالفعل.

جميع المصادر قالت لوكالة رويترز، إن السعودية لن تقبل بأقل من الضمانات الملزمة بالحماية الأمريكية، إذا تعرضت لهجوم، مثل الضربات الصاروخية التي وقعت في ١٤ أيلول / سبتمبر ٢٠١٩، على مواقعها النفطية، حيث ألقت السعودية والولايات المتحدة باللوم على إيران، رغم نفي إيران أن يكون لها دور.

الإتفاقيات التي تمنح أكبر مصدر للنفط في العالم الحماية الأمريكية مقابل التطبيع مع إسرائيل ستعيد تشكيل الشرق الأوسط من خلال الجمع بين خصمين منذ فترة طويلة وربط السعودية والولايات المتحدة، بعد دخول الصين للمنطقة.

بالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن، سيكون التباهي بهذا النصر الدبلوماسي قبل الإنتخابات الأمريكية عام ٢٠٢٤.

يمكن للفلسطينيين، أن يحصلوا على تخفيف بعض القيود الإسرائيلية، لكن مثل هذه التحركات لن ترقى إلى مستوى تطلعاتهم إلى إقامة دولة.

قالت المصادر الإقليمية الثلاثة المطلعة على المحادثات لوكالة رويترز، إنه كما هو الحال مع الإتفاقات العربية الإسرائيلية الأخرى التي تم التوصل إليها على مدى عقود، فإن المطلب الفلسطيني الأساسي بإقامة دولة سيحتل مرتبة ثانوية.

قال أحد المصادر الإقليمية لوكالة رويترز:-

التطبيع سيكون بين إسرائيل والسعودية، وإذا عارضه الفلسطينيون فإن المملكة ستستمر في سعيها لذلك، المملكة العربية السعودية تدعم خطة السلام للفلسطينيين، لكنها أرادت هذه المرة شيئًا للسعودية، وليس للفلسطينيين فقط

قال مسؤول أمريكي لوكالة رويترز:-

إن معايير إتفاق دفاعي لا تزال قيد الإعداد، وأن ما تتم مناقشته لن يكون معاهدة تحالف أو أي شيء من هذا القبيل، سيكون تفاهما دفاعيا مشتركا وليس معاهدة كاملة

الأمر سيكون أشبه بالعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، التي تتلقى الأسلحة الأمريكية الأكثر تقدما وتجري تدريبات مشتركة للقوات الجوية والدفاع الصاروخي.

قال مصدر في الولايات المتحدة مطلع على المناقشات لوكالة رويترز:-

إن محمد بن سلمان طلب معاهدة على غرار معاهدة حلف شمال الأطلسي، لكن الولايات المتحدة مترددة في الذهاب إلى حد التزام حلف شمال الأطلسي بموجب المادة الخامسة بأن الهجوم على أحد الحلفاء يعتبر هجوما على الجميع.

قال المصدر في الولايات المتحدة لوكالة رويترز:-

إن مساعدي الرئيس الأمريكي جو بايدن يمكن أن يفكروا في إتفاق على غرار تلك المبرمة مع اليابان وحلفاء آسيويين آخرين، تتعهد الولايات المتحدة بموجبه بتقديم الدعم العسكري لكنها أقل وضوحا بشأن ما إذا كان سيتم نشر القوات الأمريكية، وإن بعض المشرعين الأمريكيين قد يعارضون مثل هذا الإتفاق.

هنالك نموذج آخر، لن يحتاج إلى موافقة الكونغرس، وهو الإتفاقية الموقعة مع البحرين في ١٣ أيلول / سبتمبر٢٠٢٣، والتي تعهدت فيها الولايات المتحدة بـ ردع ومواجهة أي عدوان خارجي، ولكن ( الحكومتين ستتشاوران لتحديد ما إذا كان هناك أي عدوان خارجي، والذي سيتم إتخاذ إجراء ضده )

قال المصدر في الولايات المتحدة لوكالة رويترز:-

يمكن تصنيف السعودية كحليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي، وهي خطوة تم دراستها منذ فترة طويلة، هذا الوضع، الذي تتمتع به العديد من الدول العربية مثل مصر، مع مجموعة من الفوائد، مثل التدريب.

قال مصدر أقليمي لوكالة رويترز:-

إن السعودية تتنازل عن بعض المطالب للمساعدة في التوصل إلى إتفاق، بما في ذلك ما يتعلق بخططها للتقنية النووية المدنية، وإن السعودية مستعدة للتوقيع على المادة ١٢٣ من قانون الطاقة الذرية الأمريكي، التي تضع إطارا للتعاون النووي السلمي الأمريكي، وهي خطوة رفضت السعودية إتخاذها في السابق.

قال مصدر خليجي لوكالة رويترز:-

إن المملكة مستعدة لقبول إتفاق لا يتطابق مع ضمان المادة ٥ من حلف شمال الأطلسي ( * الأعتداء على عضو يتطلب رد جماعي )، وإن الولايات المتحدة يجب أن تلتزم بحماية المملكة العربية السعودية إذا تعرضت أراضيها لهجوم، وإن الإتفاق قد يكون مشابهًا لإتفاق البحرين ولكن مع التزامات إضافية.

أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإمكانية التوصل إلى سلام تأريخي مع السعودية، لكن للحصول على ذلك يتعين على رئيس الوزراء الحالي، أن يحصل على موافقة الأحزاب في إئتلافه اليميني المتطرف الذي يرفض أي تنازلات للفلسطينيين.

قال محمد بن سلمان في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية هذا الشهر، إن المملكة تقترب بشكل مطرد من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتحدث عن حاجة إسرائيل إلى تيسير حياة الفلسطينيين، لكنه لم يذكر الدولة الفلسطينية.

مع ذلك، قال دبلوماسيون ومصادر إقليمية لوكالة رويترز:-

إن محمد بن سلمان يصر على بعض الإلتزامات من إسرائيل لإظهار أنه لا يتخلى عن الفلسطينيين، وأنه يسعى لإبقاء الباب مفتوحا أمام حل الدولتين.

يشمل ذلك مطالبة إسرائيل بنقل بعض الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل في الضفة الغربية إلى السلطة الفلسطينية، والحد من النشاط الإستيطاني اليهودي، ووقف أي خطوات لضم أجزاء من الضفة الغربية.

قال الدبلوماسيون والمصادر لوكالة رويترز، إن السعودية وعدت بتقديم مساعدات مالية للسلطة الفلسطينية.

قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إن أي صفقة يجب أن تعترف بحق الفلسطينيين في إقامة دولة داخل حدود عام ١٩٦٧، بما في ذلك القدس الشرقية، ويجب أن توقف بناء المستوطنات الإسرائيلية.

جميع المصادر قالت لوكالة رويترز، إنه من غير المرجح أن يعالج إتفاق سعودي إسرائيلي تلك القضايا المهمة.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، إنه لا ينبغي أن يكون للفلسطينيين حق النقض (الفيتو) على أي إتفاق للسلام مع السعودية.

مع ذلك، حتى لو أتفقت الولايات المتحدة، إسرائيل والمملكة العربية السعودية، فإن الفوز بدعم المشرعين في الكونغرس الأمريكي يظل تحديًا.

سبق أن أدان الجمهوريون والحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه جو بايدن السعودية بسبب تدخلها العسكري في اليمن، وتحركاتها لدعم أسعار النفط ومواضيع أخرى.

قال مصدر إقليمي لوكالة رويترز:-

المهم بالنسبة للسعودية هو أن يحصل بايدن على موافقة الكونغرس على الإتفاق

( في إشارة إلى التنازلات التي قدمتها السعودية لضمان التوصل إلى إتفاق )

بالنسبة لجو بايدن، فإن الإتفاق الذي يبني محورًا أمريكيًا- إسرائيليًا – سعوديًا يمكن أن يقف ضد التقدم الدبلوماسي الصيني في المنطقة، بعد أن توسطت في تقارب بين السعودية وإيران، التي تتهمها الولايات المتحدة ( إيران ) بالسعي للحصول على أسلحة نووية.

قال أحد الدبلوماسيين لوكالة رويترز:-

كان هنالك شعور بأن الولايات المتحدة قد تخلت عن المنطقة، من خلال الإتجاه نحو الصين، حيث أراد السعوديون إثارة بعض القلق الذي من شأنه أن يدفع الولايات المتحدة إلى إعادة الالتزام بالمنطقة، وقد نجح الأمر

المصدر
المصدر
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
error: الشكر الجزيل لكم لزيارة موقعنا, أستمتعوا بقراءة الأخبار
إغلاق

أنت تستخدم مانع ألاعلانات

شكرا جزيلا لزيارة موقعنا - أنت تستخدم مانع ألاعلانات ٠ الرجاء قم بتعطيل مانع ألاعلانات حتى تتمكن من تصفح الموقع