وثائق الأمم المتحدة : حركة طالبان مارست التهديد المُبطن ونهب لمكاتب الأمم المتحدة وإنتهاكات جسدية للموظفين
على الرغم من إدعاء حركة طالبان، التي أستولت على مقاليد الحكم في أفغانستان، لغاية الأن، بأنها لن تنتقم من أي أحد ساعد القوات ألاجنبية أو عمل لديها، أو مع المنظمات الأنسانية العاملة في أفغانستان، طيلة الـ ٢٠ سنة ماضية، الأ أن وثائق للأمم المتحدة، تثبت أن أعضاء من حركة طالبان قاموا بالأعتداء على موظفي الأمم المتحدة، ولاحقوا أخرين.
أوقف مقاتلي حركة طالبان، أحد موظفي الأمم المتحدة الأفغان، أثناء محاولته الوصول إلى مطار كابل يوم الأحد، وقاموا بتفتيش سيارته، حيث وجدوا هويته التي تثبت أنه يعمل لصالح الأمم المتحدة … ثم قاموا بضربه.
يوم الاثنين، زار ثلاثة رجال مجهولين، منزل موظف آخر بالأمم المتحدة، كان في العمل في ذلك الوقت، وسألوا إبنه عن مكان والده، وأتهموا أبنه بأنه يكذب ….نحن نعرف مكان والدك وماذا يفعل.
وهذه الحوادث من بين عشرات الحوادث الواردة في وثيقة أمنية داخلية للأمم المتحدة ، أطلعت عليها وكالة رويترز تصف تهديدات مُبطنة ونهب لمكاتب الأمم المتحدة وإنتهاكات جسدية للموظفين منذ ( ١٠ أب / أغسطس ٢٠٢١ )، قبل وقت قصير من سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابل.
وبينما سعت الحركة الإسلامية المتشددة إلى طمأنة الأفغان والقوى الغربية بأنها ستحترم حقوق الناس، قوضت التقارير الحالية، عن الأعمال الانتقامية، الثقة بوعودهم، بالخصوص الذين يرتبطون بمنظمات أجنبية.
ولم ترد حركة طالبان لوكالة رويترز حول الوثائق.
قالت حركة طالبان، إنها ستحقق في الإنتهاكات المُبلغ عنها، كما شجعت منظمات الإغاثة على مواصلة عملها.
وقالت حركة طالبان هذا الأسبوع : إن المساعدة موضع ترحيب طالما أنها لم تستخدم كوسيلة للتأثير السياسي على أفغانستان.
وقالت الأمم المتحدة إنها لم تعلق على وثائق أمنية مُسربة.
وأضاف المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك Stephane Dujarric: السلطات المسؤولة في كابل مسؤولة عن سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة ومبانيها … وما زلنا على إتصال معهم في هذا الصدد.
نقلت الأمم المتحدة نحو ثلث من ( ٣٠٠ ) موظف أجنبي يعملون لديها في افغانستان الى كازاخستان.
كما شددت على رغبتها في الحفاظ على البقاء لمساعدة الشعب الأفغاني.
ولا يزال هناك حوالي ٣,٠٠٠ موظف أفغاني من الأمم المتحدة في البلاد.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة : إن المنظمة الدولية على إتصال بدول أخرى لحثها على تقديم تأشيرات دخول أو دعم نقل مؤقت لبعض هذه الدول.
وفر آلاف الأشخاص من أفغانستان منذ دخول حركة طالبان كابول في ١٥ أب / أغسطس ٢٠٢١، على متن رحلات جوية عسكرية وتجارية من العاصمة حيث كان المطار مسرحًا لفوضى كبيرة.

يخشى البعض من عودة تطبيق حركة طالبان الوحشي للشريعة الإسلامية المتشددة في المرة الأخيرة التي حكموا فيها، عندما منعوا النساء من العمل والفتيات من المدرسة.

ويعتقد آخرون، بمن فيهم أولئك الذين يعملون في مجال حقوق الإنسان : أنهم قد يكونوا هدفًا لأعمال إنتقامية بعد مقتل العشرات في هجمات لحركة طالبان التي يشتبه في أنها مستهدفة في العام الماضي.
وقالت امرأة أفغانية عملت في الأمم المتحدة لعدة سنوات لوكالة رويترز : إنها تشعر بأنه تم التخلي عنها.
” كل امرأة أعرفها لديها نفس الخوف الذي أشعر به … ماذا سيحدث الآن لأطفالنا إذا عوقبنا على عملنا؟
ماذا سيحدث لعائلاتنا؟
ماذا سيفعلون بنا كنساء؟ ”
وفي رسالة بالفيديو إلى الموظفين في أفغانستان يوم الثلاثاء، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش : إنه يشعر بالإنزعاج من التقارير، التي تفيد بأن البعض تعرض للمضايقة والترهيب….( ** الإنزعاج فقط وظيفة الأمين العام ).
وقال
” نحن نفعل كل ما في وسعنا، وبالتحديد من خلال المشاركة الدائمة مع جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة، وسنواصل القيام بذلك لضمان سلامتكم ورفاهيتكم، ولإيجاد حلول خارجية حيث تكون هناك حاجة إليها “.
وقال تقييم للمخاطر أجرته الأمم المتحدة في ٢١ آب / أغسطس، أوردته وكالة رويترز، يوم الثلاثاء : إنه لا توجد قيادة وسيطرة متماسكة داخل حركة طالبان.
أدت سرعة إنتصارهم العسكري، الذي تزامن مع إنسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة بعد ٢٠ عامًا من الحرب ، إلى فراغ في السلطة، وتسارع الحركة إلى تشكيل حكومة في كابل والمحافظات لإدارة البلاد.
وقال موظف أفغاني بالأمم المتحدة لوكالة رويترز : إنه يعرف ما لا يقل عن ٥٠ موظفا أفغانيا حذرتهم حركة طالبان أو هددتهم … يجب إجلاء موظفي الأمم المتحدة المحليين الذين يتعرضون لتهديد مباشر خطير من حركة طالبان.
وقال : إن التهديدات ليست كلها مرتبطة بالضرورة بإرتباطهم بالأمم المتحدة، لكنها كانت نتيجة لضغط حركة طالبان لفرض السيطرة على كابل.
كانت امرأة أفغانية ثانية تعمل في الأمم المتحدة تنقل منزلها مع زوجها وإبنتها البالغة من العمر ٣ سنوات في الأيام العشرة الماضية.
كان بعض جيرانها يعرفون أنها تعمل في الأمم المتحدة، وكانت قلقة من أنهم قد يبلغون عنها.
لديها تأشيرة لدولة مجاورة، لكنها محبطة لأن الأمم المتحدة لم تساعدها على الإخلاء.
وقالت : كنا نتوقع أن يساعدنا نظام الأمم المتحدة بأكمله … كنا نتوقع ذلك بصدق … نحن في خطر … وإذا لم نتمكن من العمل، فمن سيصل إلى الناس؟.






