
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء : إن التدخل العسكري الأمريكي في أفغانستان لم يحقق سوى مأساة وفقدان أرواح الناس من جميع الأطراف، وأظهر أنه من المستحيل ( فرض ) القيم الأجنبية على دول أخرى.

في حديثه إلى ( الشباب اليافعين )، في منشأة تعليمية في الشرق الأقصى الروسي، أوضح بوتين : أنه يعتبر الأسلوب الأمريكي الذي أتخذته الولايات المتحدة، في بلدٍ تم غزوه في السابق، من قبل الإتحاد السوڤيتي USSR، كان مَعيباً ومليء بالأخطاء.
” كانت القوات الأمريكية موجودة في أفغانستان لمدة ٢٠ عاماً … وحاولت طوال هذه الفترة … رفع مستوى المدنية لسكانه الذين يعيشون هناك، وترسيخ المعايير والطبيعة الغربية فيهم، بما في ذلك التنظيم السياسي للمجتمع “
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حديثه لمجموعة شباب في منشأة تعليمية

” النتيجة ليست سوى مآسي وخسائر في الأرواح للولايات المتحدة، وحتى أكثر من ذلك بالنسبة لأولئك الأشخاص الذين يعيشون على أراضي أفغانستان … النتيجة هي صفر، إن لم تكن تحت الصفر في كل شيء ! “
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حديثه لمجموعة شباب في منشأة تعليمية

إن الخروج الأمريكي من أفغانستان سوف يسبب صداع أمني للحكومة الروسية، التي ترى أن دول آسيا الوسطى ( الجمهوريات السوڤيتية السابقة )، جزء من جناحها الدفاعي الجنوبي، وتخشى من إنتشار الإسلام المتطرف.
عززت الحكومة الروسية، قاعدتها العسكرية في طاجيكستان، وقواتها تجري التدريبات العسكرية بالقرب من الحدود.
أثارت وسائل الإعلام الروسية الفشل السياسي ألاقليمي الأمريكي الكارثي في أفغانستان، لكن تجربة الأتحاد السوڤيتي السابق في نفس المنطقة …. خففت من الوضع، لأنه تماماً كما حدث للولايات المتحدة، أُجبر الأتحاد السوڤيتي على سحب قواته من أفغانستان، بعد ١٠ سنوات من العمليات العسكرية.

أوضح رؤساء الأمن في الحكومة الروسية، أنهم قلقون للغاية بشأن تأثير مُحتمل من عدم الإستقرار في آسيا الوسطى، بسبب تسلل المحتمل للمتطرفين في المنطقة، بما في ذلك روسيا، وإنتاج المخدرات الأفغانية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي سبق أن قال : إن روسيا تعلمت دروساً من كارثة الإتحاد السوفيتي الخاصة في أفغانستان، لا توجد نية لنشر قوات عسكرية في أفغانستان … المهم أن نأخذ في الإعتبار التأريخ والثقافة وفلسفة حياة الناس مثل الأفغان، عند التعامل معهم.
وقال : من غير الممكن فرض أي شيء عليهم من الخارج.

حث عضو مجلس إدارة في البنك المركزي في أفغانستان، الخزانة الأمريكية وصندوق النقد الدولي، إتخاذ خطوات لتوفير التمويل اللازم لحكومة تقودها حركة طالبان من خلال محدودة الوصول إلى إحتياطيات البلاد النقدية في الولايات المتحدة، أو سوف تتعرض لمخاطر الكوارث الإقتصادية.
تولت حركة طالبان أفغانستان، لكن يبدو أنه من غير المرجح أن تحصل على معظم الأصول وقيمتها ( ١٠ مليار دولار )، لصالح مصرف أفغانستان – بنك دا أفغانستان (DAB)، والتي هي في الغالب خارج البلاد ( الولايات المتحدة ).
قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إن أي أصول مصرفية، لن يتم إتاحتها لحركة طالبان.
قال صندوق النقد الدولي : إن البلاد لن تتمكن من الوصول إلى الموارد الخاصة بالقروض من الصندوق.
وقال شاه مهرابي، أستاذ الإقتصاد في كلية مونتغمري في ماريلاند، وعضو في مجلس إدارة البنك منذ عام ٢٠٠٢، لوكالة رويترز، في مقابلة عبر الهاتف يوم الأربعاء : إن أفغانستان تواجه أزمة إقتصادية وإنسانية لا مفر منها، إذا بقيت إحتياطياتها الدولية مجمدة.
وقال : أنه لا يتحدث باسم حركة طالبان، ولكنه يقوم بهذه الخطوة بصفته عضو في مجلس الأدارة للمصرف.
قال : إنه يخطط للقاء أعضاء الكونغرس الأمريكيين هذا الأسبوع، ويأمل في التحدث مع مسؤولي وزارة الخزانة الأمريكية قريبًا.
وقال
“ إذا كان المجتمع الدولي يريد منع إنهيار إقتصادي في أفغانستان، فإن إحدى السبل هي السماح بالوصول المحدود والمراقب إلى إحتياطيات البلاد المجمدة حالياً “.
سيؤدي عدم الوصول لهذه ألاموال إلى خنق الإقتصاد الأفغاني، وإلحاق الأذى المباشر بالشعب الأفغاني، مع دفع الأسر إلى مزيد من الفقر.
يقترح : أن تسمح الولايات المتحدة للحكومة الجديدة في كابل، بقدرٍ محدودٍ من الوصول للأموال كل شهر، ربما في حدود ١٠٠ مليون دولار إلى ١٢٥ مليون دولار في البداية، والتي سيتم مراقبتها من قبل مدقق حسابات مستقل.
وقال
” يجب على إدارة بايدن أن تتفاوض مع حركة طالبان بشأن الأموال بنفس الطريقة التي تفاوضوا بها بشأن الإجلاء “.
وقال : إذا بقيت الأصول مجمدة بالكامل، فسيستمر التضخم في الإرتفاع، ولن يتمكن الأفغان من تحمل أسعار الضروريات الأساسية، وسيفقد البنك المركزي أدواته الرئيسية لإدارة السياسة النقدية.
وقال : أن حركة طالبان يمكنها الأستمرار بالعمل من خلال الرسوم الگمركية أو زيادة إنتاج الأفيون – المخدرات، أو بيع المعدات العسكرية الأمريكية التي تم الاستيلاء عليها، لكن كل يوم سيعاني المواطنون الأفغان، ويعتمدون فقط على المساعدات الدولية، إذا لم تتمكن البلاد من الوصول إلى العملة الصعبة.
وقال : بعد ما يقرب من ٢٠ عامًا من التدخل الأمريكي، أصبح الإقتصاد الأفغاني معتمدًا على الدولار بشكل كبير ، ويعتمد على الواردات التي يجب شراؤها إلى حد كبير بالعملة الأجنبية.
وقال : مع حظر الإحتياطيات المالية الخارجية، قد يتم تقويض عمل ( بنك أفغانستان – بنك دا أفغانستان )، بعد أن أصبح مؤسسة غير سياسية ، مهنية، سُمح لها حتى الآن بمواصلة عملها في ظل حركة طالبان.

وقال
” عملهم هناك لا يعتمد على من هو في السلطة “
وأنه، لم يكن على إتصال شخصي مع ممثلي حركة طالبان، لكنه، على إتصال يومي بزملائه الذين يديرون العمليات هناك الآن.
وقال أجمل أحمدي، الذي قاد البنك المركزي حتى السيطرة على كابل من قبل حركة طالبان : إن نحو سبعة مليارات دولار من أصول البنك ألافغاني – بنك أفغانستان DAB ، مُحتفظ بها كمزيج من النقد، الذهب، السندات وإستثمارات أخرى في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وقال : معظم الباقي موجود في حسابات دولية أخرى وفي بنك التسويات الدولية، وهو بنك مقره في سويسرا، وليس فعليًا في خزائن مصرف أفغانستان – DAB – مما يترك حوالي ٠.٢ ٪ أو أقل من إجمالي النقد لحركة طالبان.

قال رئيس مجلس الإتحاد الأوروبي تشارلز ميشيل Charles Miche، اليوم الأربعاء : إن الإتحاد الأوروبي يجب أن يتخذ إجراءات ليكون مستعدًا بشكل أفضل لعمليات الإجلاء العسكرية لمواطنيه في مواقف مثل التي حدثت في أفغانستان في الأسابيع الأخيرة.
وقال أثناء حديثه لمنتدى في سلوڤينيا : من وجهة نظري، لسنا بحاجة إلى حدث سياسي أقليمي آخر من هذا القبيل لفهم أن الإتحاد الأوروبي يجب أن يناضل من أجل إستقلالية أكبر في صنع القرار وقدرة أكبر على العمل في العالم.
كانت الدول الغربية التي كانت تتدافع لإخراج مواطنيها من كابل بعد إستيلاء حركة طالبان على السلطة، تعتمد على الجيش الأمريكي بشكل كبير ( لأخر لحظة ) للحفاظ على تشغيل المطار أثناء عمليات النقل الجوي.

( السرد التأريخي التالي موجود في هذا الموقع، من أجل المراجعة والتحقيق )
يصادف يوم ١٥ شباط / فبراير من كل عامٍ، ذكرى الإنسحاب النهائي والكامل للجيش السوڤيتي من أفغانستان، والذي بدأ في عام ١٩٧٩.
على الرغم من أن أسباب الحملة السوڤيتية في أفغانستان لا تزال محل نقاش ساخن، ويشتبه في حجب بعض الحقائق والأرقام، إلا أن هنالك نقطة واحدة لا تزال صحيحة: الحرب السوڤيتية الأفغانية، التي بدأت في عام ١٩٧٩، أستمرت أكثر من ٩ سنوات.
وفقًا لبعض التقديرات، أرسل الإتحاد السوڤيتي أكثر من ٦٠٠,٠٠٠ للخدمة في أفغانستان بين ١٩٧٩ ولغاية ١٩٨٩، بينما قُتل ما يصل إلى ١٥,٠٠٠ منهم وفقد أكثر من ( ٤٠٠ ) …. ( ** لمقارنة ذلك مع ٢,٤٦١ جندي أمريكي قتلوا خلال ٢٠ سنة )
لم تمر مرور الكرام من كازاخستان، التي كانت واحدة من ١٥ جمهورية سوڤيتية في ذلك الوقت.
أرسلت ( ٢٢,٢٦٩ ) من مواطنيها إلى هاوية الحرب، مما أسفر عن مقتل ( ٩٢٤ ) منهم، وترك ( ١,٠٠٠ ) معاق مدى الحياة، وفقد ( ٢١ ) آخرين.
حتى يومنا هذا، لا يزال الكثيرون في كازاخستان يتذكرون الأحداث التي ساهمت في زوال الإتحاد السوڤيتي.
بعد إنتهاء الحرب، أنضمت كازاخستان إلى وحدة حفظ السلام المتمركزة على الحدود الطاجيكية الأفغانية.





