زيادة إستهلاك الفحم في الاقتصادات العالمية، على الرغم من توسع مشاريع الطاقة النظيفة!
قالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير جديد إن الاستخدام العالمي للفحم، بما في ذلك لتوليد الطاقة، من المتوقع أن يصل إلى مستوى قياسي يبلغ 8.77 مليار طن في 2025.
قالت الوكالة، إن إستمرار الصين في إستخدام الفحم في محطات الطاقة الخاصة بها، إلى جانب تأثيرات غزو روسيا لأوكرانيا على أسواق الغاز العالمية، يعني أن إستخدام الفحم من المرجح أن يظل عند مستويات قريبة من المستويات القياسية على الأقل حتى عام 2027.
يظهر تقرير الوكالة الدولية عن الفحم 2024، وهو أحدث إصدار للوكالة حول أسواق الفحم العالمية.
أن إستخدام الفحم العالمي أنتعش بعد انخفاضه في ذروة إنتشار فيروس كورونا، ومن المتوقع أن يظل الطلب قريبًا من المستويات الحالية خلال السنوات الثلاث المُقبلة حتى مع إضافة المزيد من الطاقة المتجددة إلى شبكات الطاقة في جميع أنحاء العالم.
وقال مدير أسواق الطاقة في وكالة الطاقة الدولية:
“إن الانتشار السريع لتقنيات الطاقة النظيفة يعيد تشكيل قطاع الكهرباء العالمي، الذي يمثل ثلثي استخدام الفحم في العالم، ونتيجة لذلك، تظهر نماذجنا أن الطلب العالمي على الفحم سيصل إلى مرحلة الثبات حتى عام 2027 حتى مع ارتفاع استهلاك الكهرباء بشكل حاد”
ومع ذلك، “فإن عوامل الطقس – وخاصة في الصين، أكبر مستهلك للفحم في العالم – سيكون لها تأثير كبير على الاتجاهات القصيرة الأجل للطلب على الفحم، كما ستكون السرعة التي ينمو بها الطلب على الكهرباء مهمة للغاية على المدى المتوسط”.
قالت وكالة الطاقة الدولية، إن إستخدام الفحم لتوليد الطاقة قد تجاوز بالفعل ذروته في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما أشارت الوكالة إلى الإغلاق الأخير لمحطة راتكليف أون سور، آخر محطة طاقة تعمل بالفحم في المملكة المتحدة، و أن مخزونات الفحم في محطات الطاقة الأمريكية لا تزال مُرتفعة، حيث تبلغ قيمة الوقود غير المحروق في تلك المواقع 6.5 مليار دولار.
من المتوقع أن يُظهِر الطلب على الفحم في الصين زيادة بنسبة 1٪ هذا العام، إلى 4.9 مليار طن، وهو ما قالت وكالة الطاقة الدولية إنه سيكون مستوى قياسيًا.
من المتوقع أن يُظهر إستخدام الهند للفحم هذا العام إرتفاعًا بنسبة 5٪، إلى 1.3 مليار طن، وهو المستوى الذي لم تصل إليه إلا الصين سابقًا.
لم تصدر وكالات الطاقة الأمريكية أرقامًا مُحدثة لعام 2024 عن استهلاك الفحم لتوليد الطاقة، لكن البيانات تُظهر أن إستهلاك الفحم داخل قطاع الطاقة الكهربائية في الولايات المتحدة كان 387.17 مليون طن فقط في عام 2023.
تجاوز استهلاك الولايات المتحدة من الفحم مليار طن خلال الفترة 2005-2008، حيث كان ذلك قبل إدخال تقنيات التشقيق الهيدروليكي لصناعة النفط والغاز الطبيعي في البلاد، والذي ساعد منذ عام 2008 في جعل الولايات المتحدة أكبر منتج لهذه الوقود، حيث يتم استخدام الغاز الطبيعي بشكل متزايد لتوليد الطاقة في الولايات المتحدة، حيث ينتج أكثر من 40٪ من كهرباء البلاد اليوم.
يمثل توليد الطاقة بالفحم حوالي 16٪ من إنتاج الكهرباء الحالي في الولايات المتحدة، بانخفاض عن أكثر من 50٪ قبل حوالي 25 عامًا.
يستمر الطلب على الفحم في الارتفاع في بعض الاقتصادات الناشئة، حيث يؤدي الزيادة في عدد السكان والطلب على الكهرباء في دول مثل الهند، إندونيسيا وفيتنام إلى زيادة توليد الطاقة بالفحم، جنبًا إلى جنب مع الاستخدام الصناعي للوقود للتدفئة وفي مرافق التصنيع.
وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها إن استخدام الفحم على مستوى العالم من المرجح أن ينخفض بالقرب من نهاية العقد الحالي (2030)، بسبب النمو المُستمر للطاقة المتجددة، حتى مع استمرار ارتفاع الطلب على الكهرباء.
قال رئيس معهد Apparel Impact Institute، الذي يعمل على تقليل إنبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من قطاع الملابس، لـ مجلة الطاقة:
“تسلط توقعات الطلب على الفحم لعام 2025 من وكالة الطاقة الدولية الضوء على الاعتماد المستمر على الفحم في مناطق معينة، وخاصة في الاقتصادات الناشئة، حتى مع رؤية اتجاهات واعدة نحو زيادة السيارات الكهربائية وبدائل الطاقة المنخفضة انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون على مستوى العالم”
“في حين بلغ الطلب على الفحم ذروته في العديد من الاقتصادات المُتقدمة، تظل مراكز التصنيع في الاقتصادات الناشئة تعتمد على هذا الوقود، مما يؤكد الحاجة الحاسمة إلى حلول طاقة قابلة للتطوير ومنخفضة الانبعاثات لثاني أوكسيد الكاربون”.
وأضاف:
“في حين أن الاتجاهات الواردة في تقرير وكالة الطاقة الدولية مُشجعة، فإنها تمهد الطريق كذلك لتنسيق أوسع للصناعة فيما يتعلق بالوقود البديل وتنويع الطاقة لتقليل الاعتماد على الفحم، وسيكون التعاون المُستمر بين العلامات التجارية والشركات المصنعة والحكومات ضروريًا لتسريع هذا التحول”.
