
من الصعب تخيل فترة اليومين الماضيين التي مر بها الرئيس جو بايدن، لأي رئيس في الولايات المتحدة في السنة الأولى من رئاستهِ، يوم الأربعاء أصدرت جامعة كوينيبياك Quinnipiac، إستطلاعًا كارثياً لنسب الموافقة لأداء الرئيس الأمريكي، حيث كانت عند ( نسبة الـ ٣٣ ٪ فقط )، وهي أقل نسبة موافقة له، في أي إستطلاع.

هذا النسبة الكارثية، تجعل فقط ( ثلث البلاد ) يدعم أداء جو بايدن، والأمر الأكثر إثارة هو حصوله على أصوات في إنتخابات ٢٠٢٠، أكثر من أي مُرشح رئاسي آخر في التاريخ ( ٨١ مليون )، أو أكثر من ( ١٠ ملايين صوت )، أكثر من صاحب الرقم القياسي السابق، الرئيس الأسبق باراك أوباما.
الإنخفاض غير مسبوق !
حصل جو بايدن على نسبة موافقة ٥٥ ٪، عند توليه منصبه منذ عام تقريبًا.
في يوم الأربعاء، تم الإعلان عن إرتفاع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة ٧ ٪ في عام ٢٠٢١، وهو أسرع إرتفاع له منذ عام ١٩٨٢.
التضخم كذلك الآن عند أعلى مستوى له منذ ٤٠ عامًا.
كانت الأمور أسوأ يوم الخميس.
ذهب الرئيس جو بايدن إلى مبنى الكونغرس الأمريكي لحشد الدعم من الديمقراطيين حول تمرير تشريع حقوق التصويت في الإنتخابات، ولكن ( عضوة الكونغرس عن الحزب الديمقراطي – كيرستن سينيما )، أعلنت إنها ( لن تدعم التخلي عن أحد أهم أجزاء النظام الداخلي لمجلس الشيوخ – Filibuster ( ** حيث يتحدث أعضاء مجلس الشيوخ بموجب هذا النظام لفترة طويلة لمنع التصويت على أي مشروع أو منع تمريره ).
وكأن الرئيس يعيش في فيلم رعب سياسي، لم يمض وقت طويل على تلقي الرئيس نبأ تصريحات عضوة الكونغرس من حزبه، تلقى خبر قرار المحكمة العليا الأمريكية، بمنع تطبيق قانون فرض اللقاح إجبارياً، للشركات التي تضم ١٠٠ موظف أو أكثر.
لم نُكمل بعد !
الإقتصاد مشلول بسبب إرتفاع الأسعار والتضخم.
تم رفض تودد الرئيس جو بايدن ( مرة أخرى ) من قبل عضو ( جو مانشن )، في حزبه، بسبب حزمة إنفاق مالية كبرى.

جو مانشين
– كريستين سينيما
كل ذلك في أقل من ٤٨ ساعة.
إمر مذهل أن نرى هذا الرئيس يسقط إلى هذا الحد، لا سيما عند النظر إلى أن هذه الإدارة تواجه هبة عاصفة من الجمهوريين، لإستعادة السيطرة على الكونغرس.
إنه ضياع كبير للسلطة في واشنطن.
مع ذلك، وصلنا لهذا الحال بعد عام واحد فقط، وأحد كُتاب الأعمدة في صحيفة نيويورك تايمز ( التي لم تؤيد مُرشحًا جمهوريًا للرئاسة منذ الرئيس أيزنهاور ١٩٥٣-١٩٦١ )، يطالب جو بايدن بعدم ترشحه لإعادة انتخابه في عام ٢٠٢٤.
هذا الأسبوع، أوصى ( توماس فريدمان Thomas Friedman )، في صحيفة نيويورك تاميز، بالتخلي عن نائبة الرئيس ( كامالا هاريس )، وإستبدالها بعضوة الكونغرس الجمهورية – ليز تشيني Liz Cheney، في إنتخابات ٢٠٢٤.
كان ( التل ) الذي قرر جو بايدن الموت عليه هو ( حقوق التصويت )، حيث قام كُتاب خطابات الرئيس جو بايدن بالمبالغة الكاملة في تصوير أي شخص، مع ( تحديد هوية الناخبين من أجل منحهم حق التصويت في الإنتخابات )، هو يشبه ( بول كونور Bull Connor – ديمقراطي، كان مناهظا لحركات الحقوق المدنية في الستينيات، وجيفرسون ديفيس Jefferson Davis – وزير الحرب الأمريكي – رئيس الولايات الكونفدرالية قبل الحرب الأهلية الأمريكية ١٨٦١ – ١٨٦٥- ديمقراطي ).
” هل تريدون أن تكونوا إلى جانب الدكتور مارتن لوثر كينغ أو جورج والاس ؟
هل تريدون أن تكونوا إلى جانب جون لويس أو بول كونور؟
هل تريدون أن تكونوا إلى جانب أبراهام لنكولن أو جيفرسون ديفيس ؟! “
( صَرخ جو بايدن خلال زيارة إلى ولاية جورجيا تضمنت إزدراء من الناشطة في مجال حقوق التصويت في الإنتخابات – ستايسي أبرامز Stacey Abrams )
من الغريب بالنسبة لمن يَصف نفسه ( المُوحِد )، أن يجعل هذه أول مشكلة كبيرة له في عام ٢٠٢٢ !.
لأنه، إذا كنتَ تبحث عن واحدة من القضايا القليلة التي يتحد الأمريكيون حولها، فإن طلب بطاقة هوية من أجل التصويت، هو أحد هذه المشكلات.
أظهرت الإستطلاعات، أن أغلبية ساحقة، من البلاد، تدعم الحاجة إلى ( إظهار الشخص بطاقة هوية تعريفية من أجل التصويت في الإنتخابات )، بما في ذلك غالبية الناخبين الديمقراطيين.
أما بالنسبة لولاية جورجيا، فإن الرئيس جو بايدن، يواصل إستخدام مُصطلح ” جيم كرو ٢ – كانت قوانين جيم كرو قوانين في الولاية، التي فرضت الفصل العنصري في جنوب الولايات المتحدة “، عند وصفه لقوانين التصويت في الولاية.
لكن التصويت في ولاية جورجيا أسهل في الواقع من ولاية ديلاوير، مسقط رأس الرئيس نفسه !
أو في ولاية نيويورك التي ينتمي إليها زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، وفقًا لتحليل أجراه مركز غير هادف للربح وغير حزبي، وهو مركز الإبتكار والبحوث في الإنتخابات Center for Election Innovation and Research.
أما بالنسبة لإقبال من ذوي البشرة السوداء في ولاية جورجيا على التصويت، فقد صوت ٦٤ ٪ من الناخبين السود المؤهلين في الولاية في الانتخابات الرئاسية لعام ٢٠٢٠.
في ولاية ماساتشوستس – ولاية ديمقراطية، للمقارنة، كان هنالك تصويت لذوي البشرة السوداء فقط ٣٦ ٪ ، وفقًا لمكتب الإحصاء الأمريكي.
أولويات الرئيس خارجة عن السيطرة
مثال:-
سأل إستطلاع أجرته وكالة الأسوشييتد پرس مؤخرًا، ما الذي تحتاجه الحكومة لإعطاء الأولوية للمضي قدمًا في عام ٢٠٢٢ ؟
قال ( ٦٨ ٪ ) الإقتصاد.
بينما قال ( ٦ ٪ ) فقط، حقوق التصويت.
سبب النسبة الكارثية للموافقة ( ٣٣ ٪ ) على أداء الرئيس جو بايدن، هو بسبب كونه بعيدًا عن التواصل أو ببساطة غير مُهتم بأكبر المشكلات التي تواجه البلاد.
إستطلاع جامعة كوينيبياك
٢٥ ٪ فقط نسبة موافقة لأداء الرئيس – المستقلين.
٢٤ ٪ فقط نسبة موافقة بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين ١٨ و ٣٤ عامًا.
٤٣ ٪ من الديموقراطيين يوافقون بشدة على أدائه.
٣٤ ٪ نسبة موافقة لأداء جو بايدن، في الإقتصاد.
٣٩ ٪ فقط نسبة موافقة على طريقة تعامله مع فيروس كورونا.
من المحتمل أن تكون النسبة الأخيرة، هي الأكثر إثارة للقلق من بين العديد من النسب المزعجة الأخرى.
في نفس الإستطلاع الذي أجرته جامعة كوينيبياك في أيار / مايو ٢٠٢١، كانت نسب الموافقة لأداء جو بايدن على التعامل مع فيروس كورونا، ٦٥ ٪.
من الصعب رؤية كيف يعكس جو بايدن هذه النسب ؟
التضخم، وهو ليس مؤقت !
تستمر الجريمة، لا سيما في المدن الكبرى، في التفاقم مع إستمرار نقص طاقم الشرطة.
أصبح التعليم قضية وطنية، حيث يلعب الديمقراطيون دور الدفاع، بينما يدافعون عن نقابات المعلمين.
الحدود الأمريكية كارثة.
فيما يتعلق بهذه المسألة، يصوت لصالح الرئيس جو بايدن فقط ( ٢٣ ٪ ) على أداءه.
ربما يكون الإستطلاع بنسبة موافقة ( ٣٣ ٪ ) على أداءه هو ( شيء شاذ )
ربما تنقلب الأمور فيما يتعلق بـ فيروس كورونا، مع تزايد الإصابات بسبب فيروس كورونا – سلالة أوميكرون.
لكن ( الإدراك ومعرفة الأمور شيء فطري ).
حاليا، الشيء الواضح، هو أن الرئيس جو بايدن و نائبة الرئيس كمالا هاريس، لا يتمتعان بالكفاءة أو الثقة العامة، للتعامل بشكل صحيح، مع عدد لا يحصى من الأزمات من صنعهم.






