الصين تتجاهل ( تغير المناخ )، وتزيد من إنتاج وإستهلاك ( الفحم )
تعمل الصين على تعزيز الطاقة التي تعمل بالفحم في الوقت الذي يحاول فيه الحزب الشيوعي الحاكم إنعاش الإقتصاد الذي يمر بحالة من الركود، مما أثار تحذيرات من أن الحكومة الصينية تتراجع عن الجهود المبذولة لخفض إنبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون الناتجة التي تؤثر على المناخ، من أكبر مصدر عالمي.
ذكرت تقارير إخبارية، أن الخطط الرسمية الحكومية في الصين تدعو إلى زيادة الطاقة الإنتاجية للفحم بمقدار ٣٠٠ مليون طن في ٢٠٢٢، وهذا يعادل ٧ ٪ من إنتاج العام الماضي البالغ ٤.١ مليار طن، وبزيادة قدرها ٥.٧ ٪ عن عام ٢٠٢٠.
تعتبر الصين من أكبر المستثمرين في طاقة الرياح والطاقة الشمسية، لكن قادة الحزب الشيوعي الذين يشعرون بالضغوطات الإقتصادية طالبوا بمزيد من الطاقة التي تعمل بالفحم بعد تراجع النمو الإقتصادي العام الماضي وتسبب النقص في إنقطاع التيار الكهربائي وإغلاق المصانع.
فيما زاد هجوم روسيا على أوكرانيا من القلق من أن إمدادات النفط والفحم الخارجية قد تتعطل.
قال لي شو Li Shuo، كبير مستشاري السياسة العالمية لمنظمة السلام الأخضر Greenpeace:-
يواجه المسؤولون ضغوطًا سياسية لضمان الإستقرار بينما يستعد الرئيس شي جن بنغ لمحاولة الخروج عن التقاليد ومنح نفسه فترة ولاية ثالثة مدتها خمس سنوات كزعيم للحزب الحاكم في الخريف.
قال مسؤولو مجلس الوزراء الصيني، في إجتماع ٢٠ نيسان / أبريل ٢٠٢٢:-
حيث وافقوا على خطط لتوسيع الطاقة الإنتاجية، وفقًا لما نقله موقع Caixin الصيني.
يقوم الحزب الحاكم ببناء محطات طاقة من أجل النمو للإقتصاد الذي أنخفض إلى ٤ ٪ على مدار العام السابق في الربع الأخير من عام ٢٠٢١، بإنخفاض عن الزيادة السابقة البالغة ٨.١ ٪ للعام بأكمله.
تعهدت الحكومات بمحاولة الحد من إرتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي إلى درجتين مئويتين ( ٣.٦ درجة فهرنهايت) فوق مستوى ما قبل العصر الصناعي.
يقول القادة، إن ما يريدونه حقًا هو ١.٥ درجة مئوية ( ٢.٧ درجة فهرنهايت).
يقول العلماء، إنه حتى لو حقق العالم هدف الدرجتين في إتفاقية باريس للمناخ لعام ٢٠١٥، وإتفاقية المناخ في إجتماع غلاسكو لعام ٢٠٢١، فإن ذلك سيؤدي إلى إرتفاع مستوى المياه في البحار، عواصف أقوى، إنقراض نباتات وحيوانات، موت المزيد من الناس من الحرارة، الضباب الدخاني والأمراض المعدية.
الصين هي أكبر منتج ومستهلك للفحم.
رفض الحزب الشيوعي التزامات ملزمة بخفض الإنبعاثات، مشيرًا إلى إحتياجات التنمية الإقتصادية.
تجنبت الحكومة الصينية الإنضمام إلى الحكومات التي وعدت بالتخلص التدريجي من إستخدام الطاقة التي تعمل بالفحم.
في خطاب ألقاه أمام الأمم المتحدة عام ٢٠٢٠، قال الرئيس الصيني شي جنغ بنغ، إن إنبعاثات الكاربون في الصين ستبلغ ذروتها بحلول عام ٢٠٣٠، وإن الصين تهدف إلى الوصول للحياد في إنبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون، أو إزالة الكثير ( من ثاني أوكسيد الكاربون ) من الغلاف الجوي عن طريق زراعة الأشجار وغيرها من الأساليب بحلول عام ٢٠٦٠.
تمثل الصين ٢٦.١ ٪ من الإنبعاثات العالمية، أي أكثر من ضعف نصيب الولايات المتحدة البالغ ١٢.٨ ٪، وفقًا لمعهد الموارد العالمية World Resources Institute.
تقول مجموعة Rhodium Group، وهي شركة أبحاث:-
بالنسبة للفرد، فإن سكان الصين البالغ عددهم ١.٤ مليار نسمة، في المتوسط ما يعادل ٨.٤ طن من ثاني أوكسيد الكاربون سنويًا، وفقًا لمؤسسة الموارد العالمية World Resources Institute.
وهذا أقل من نصف متوسط ( للفرد ) في الولايات المتحدة البالغ ١٧.٧ طنًا.
بالنسبة لنصيب ( الفرد ) ٧.٥ طن في الإتحاد الأوروبي.
الصين لديها إمدادات وفيرة من الفحم وأنتجت أكثر من ٩٠ ٪ من ٤.٤ مليار طن أحرقت العام الماضي.
أكثر من نصف نفطها وغازها مستورد ويرى القادة أن ذلك يمثل مخاطرة إستراتيجية.
قالت كلير بيري Clare Perry من وكالة التحقيقات البيئية Environmental Investigations Agency :-
أنفقت الحكومة الصينية عشرات المليارات من الدولارات على بناء مشاريع للطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتقليل الإعتماد على النفط والغاز المستورد وتنظيف مدنها المليئة بالضباب الدخاني.
شكلت الصين حوالي نصف الإستثمار العالمي في طاقة الرياح والطاقة الشمسية في عام ٢٠٢٠.
مع ذلك، يوفر الفحم ٦٠ ٪ من الطاق – في الصين.
تُلغي الحكومة الصينية ملايين الوظائف لتقليص صناعة تعدين الفحم المتضخمة المملوكة للدولة، لكن الإنتاج والإستهلاك لا يزالان مرتفعين.
تقول السلطات الحكومية الصينية، إنها تقلص إنبعاثات الكاربون لكل وحدة من الناتج الإقتصادي.
أرتفع إجمالي إستخدام الطاقة في العام الماضي بنسبة ٥.٢ ٪ مقارنة بعام ٢٠٢٠، بعد أن أدى إنتعاش الطلب العالمي على الصادرات الصينية إلى ازدهار التصنيع، وفقًا للمكتب الوطني للإحصاء National Bureau of Statistics.
قد يؤدي الإنفاق لتحفيز الإقتصاد إلى زيادة إنتاج ثاني أوكسيد الكاربون إذا كان ذلك لبناء المزيد من الجسور ومحطات القطار والأشغال العامة الأخرى، ومن شأن ذلك أن يشجع إنتاج الصلب والأسمنت ذو إنبعاثات كثيفة لثاني أوكسيد الكاربون.
قال لي شو Li Shuo، كبير مستشاري السياسة العالمية لمنظمة السلام الأخضر Greenpeace :-
وكالة الأسوشييتد پرس – بواسطة الكاتب JOE McDONALD – المختص بالأعمال