حماس تلقت تدريب وأسلحة من إيران لتنفيد الهجمات ضد إسرائيل

بحسب مصادر غربية ومن الشرق الأوسط ( حالية وسابقة )، تحدثت لصحيفة الواشنطن بوست، بدأ المسلحون الذين يقفون وراء الهجوم المفاجئ على إسرائيل التخطيط للهجوم قبل عام على الأقل، بدعم رئيسي من الحلفاء الإيرانيين الذين قدموا التدريب العسكري والدعم، إضافة إلى عشرات الملايين من الدولارات لشراء أسلحة.

قال المسؤولون للصحيفة الأمريكية، الدور الدقيق لإيران في الهجمات المسلحة على إسرائيل، لا يزال غير واضح، لكن الهجوم يعكس طموح إيران المستمر منذ سنوات لمحاصرة إسرائيل بجيوش من المقاتلين شبه العسكريين المسلحين بأنظمة أسلحة متطورة بشكل متزايد قادرة على ضرب عمق الدولة اليهودية.

في السنوات الأخيرة، أستفادت منظمة حماس، حيث ينتمي المقاتلون المسلحون الذين نفذوا الهجمات على إسرائيل، من ضخ كميات هائلة من الأموال الإيرانية وكذلك المساعدة الفنية لتصنيع الصواريخ والطائرات بدون طيار مع أنظمة التوجيه المتقدمة، بالإضافة إلى التدريب على التكتيكات العسكرية – والتي حدث بعضها في معسكرات خارج غزة.

المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون يقولون بإنه ليس لديهم دليل قاطع حتى الآن على أن إيران وافقت أو نسقت بشكل مباشر الهجوم الذي أودى بحياة أكثر من 900 إسرائيلي وأصاب الآلاف.

لكن مسؤولين إستخباراتيين حاليين وسابقين قالوا لصحيفة الواشنطن بوست، إن الهجوم يحمل بصمات الدعم الإيراني، حيث تفاخر مسؤولون بارزون في إيران علناً بالمبالغ الضخمة من المساعدات العسكرية المقدمة لحماس في السنوات الأخيرة.

قال مسؤول إستخباراتي غربي لصحيفة الواشنطن بوست:-

إذا قمت بتدريب الناس على كيفية إستخدام الأسلحة، فإنك تتوقع منهم أن يستخدموها في نهاية المطاف

قال المسؤول الإستخباراتي، ومحلل إستخباراتي غربي آخر ، مطلع على المعلومات الإستخباراتية الحساسة:-

إن التحليل الإستخباري الذي أَجري في أعقاب الهجوم يشير إلى عدة أشهر من الإستعدادات من قبل حماس، تبدأ على الأقل في منتصف عام 2022.

في المقابلات مع صحيفة الواشنطن بوست، أعرب أكثر من إثني عشر من محللي الإستخبارات والخبراء العسكريين عن دهشتهم من تسلل مقاتلي حماس، حيث رافق الهجوم مجموعات من الصواريخ والطائرات المسيرة في وقت مبكر من يوم السبت، وأصابت أهدافا بدرجة من الدقة لم تشهدها هجمات حماس السابقة.

قال المحللون للصحيفة الأمريكية، إنه في حين أن حركة حماس الفلسطينية لديها ميليشيا قادرة وخطوط تجميع محلية للصواريخ والطائرات بدون طيار، فإن هجومًا بحجم يوم السبت كان سيشكل تحديًا كبيرًا بدون المساعدة الخارجية الكبيرة.

قال مارك بوليمروبولوس Marc Polymeropoulos، ضابط العمليات الكبير السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، والذي خدم في أدوار مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، لصحيفة واشنطن بوست:-

إن حجم التدريب، الدعم، الإتصالات، الأفراد والأسلحة المطلوبة يوفر بصمة هائلة، وهذا يشير إلى تورط إيراني، نظرا لتعقيد الهجوم، ويسلط الضوء على الفشل الإستخباري الهائل، وإن إستخدام الطائرات الشراعية – الذي يذكرنا بالهجوم المذهل الذي شنته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في إسرائيل عام 1987 والذي أسفر عن مقتل العديد من الجنود، يتطلب بالتأكيد تدريبًا خارج غزة

قال جوناثان فاينر Jonathan Finer، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، في مقابلة مع شبكة سي بي إس نيوز CBS News الأمريكية:-

ما يمكنني قوله دون أدنى شك هو أن إيران متواطئة على نطاق واسع في هذه الهجمات، وكانت إيران الداعم الرئيسي لحماس منذ عقود، لقد قدموا لهم الأسلحة، لقد قدموا لهم التدريب، قدموا لهم الدعم المالي، ولذلك، فيما يتعلق بالتواطؤ الواسع، نحن واضحون جدًا بشأن دور إيران

أعترف رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في مقابلة أجريت معه العام الماضي، بأن حركة حماس، تلقت مساعدات عسكرية بقيمة 70 مليون دولار من إيران.

وفقًا لتقرير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2020، تقدم إيران حوالي 100 مليون دولار سنويًا للجماعات الإرهابية الفلسطينية، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة.

أكد مسؤولي إستخبارات حاليون وسابقون لصحيفة واشنطن بوست، أن إيران قدمت مساعدة فنية لحماس في تصنيع أكثر من 4000 صاروخ وطائرة بدون طيار مسلحة تم إطلاقها على إسرائيل منذ يوم السبت، وإن بعض مقاتلي حماس على الأقل خضعوا للتدريب على التكتيكات العسكرية المتقدمة، بما في ذلك في المعسكرات اللبنانية التي يعمل بها مستشارون فنيون من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله.

قال مايكل نايتس Michael Knights، الخبير في الجماعات المسلحة المدعومة من إيران ومؤسس مدونة “Militia Spotlight”:-

إن مقاتلي حماس الذين تلقوا التدريب كانوا على الأرجح من ضباط النخبة الذين نقلوا مهاراتهم إلى مقاتلين آخرين داخل غزة نفسها.

إنه أسلوب تدريب المدرب، ليس عليك أن تفعل الكثير لتدريب شخص ما ليكون قادرًا على تشغيل نظام الطائرات بدون طيار، وهو أمر لم يعد معقدًا بعد الآن، وإن القدرة على الإختراق المشترك، التي ظهرت خلال هجوم يوم السبت، من الواضح أنها تمت ممارستها والتخطيط لها بعناية في مكان ما، حيث سقطت مجموعة كاملة من المواقع المحصنة أمام هجمات متعددة

قال مايكل آيزنشتات Michael Eisenstadt، مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن، إن العلاقة مع إيران تطورت نتيجة لعملية أوسلو للسلام في أوائل التسعينيات عندما كانت إيران تبحث عن سبل لإحباط الجهود المبذولة للتوصل إلى إتفاق سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وكان ذلك عندما قدمت إيران لأول مرة المعرفة الفنية للأحزمة الناسفة التي يستخدمها الإنتحاريون الفلسطينيون.

وقال:-

إن الحملات الإنتحارية التي نفذتها حماس والجهاد الإسلامي كان لها تأثير كبير على عملية السلام.

لقد قدمت إيران على مر السنين الكثير من المساعدة لحماس فيما يتعلق بالقدرة الصاروخية، السلاح المميز لوكلاء إيران هو الصواريخ، وبشكل متزايد من الصواريخ، ترى ذلك في كل مكان – في العراق، حماس، الحوثيين وحزب الله. وهذا مستوحى جدًا من المثال والمشورة الإيرانية

قال بروس ريدل Bruce Riedel، خبير سابق في مكافحة الإرهاب بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، وزميل بارز الآن في معهد بروكينغز Brookings لصحيفة واشنطن بوست:-

هذه حرب بين حماس وإسرائيل تدعم فيها إيران حماس، لكن حماس هي صاحبة القرار، ولكن ليس هناك من شك في أن حماس تنسق مع إيران، فإن الإستقلال النسبي للجماعة يجعلها هدفا أكثر صعوبة لوكالات الإستخبارات الإسرائيلية والغربية.

إنهم لا يقدمون المعلومات بشكل روتيني إلى المستشارين الإيرانيين الذين يقومون بعد ذلك بإبلاغها إلى المسؤوليين الإيرانيين، حيث لا يوجد أي مستشارين إيرانيين في غزة

و أشار إلى أنه من الصعب على مقاتلي حماس العاديين مغادرة غزة للتدريب في الخارج.

يقول محللون وخبراء أسلحة لصحيفة واشنطن بوست:-

إن الصواريخ والقذائف التي أطلقتها حماس ربما تكون محلية الصنع، لكنها تمتلك نسبة إيرانية واضحة.

قبل سنوات، تم تهريب الصواريخ الإيرانية من مصر عبر سيناء إلى غزة، ولكن بعد وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطة، أغلقت مصر العديد من الأنفاق التي تربط سيناء بغزة، وبدأت إيران في مساعدة حماس على تطوير قدراتها المحلية.

قال مايكل آيزنشتات لصحيفة واشنطن بوست:-

من الأفضل أن تمنح وكلائك القدرة على إنتاج هذه الأشياء بأنفسهم بدلاً من القلق بشأن خطوط الدعم لهم التي يمكن إعتراضها

إن بعض الصواريخ التي تنتجها حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وحماس تحمل مصطلحات فارسية في مخططاتها

تعتمد الطائرة بدون طيار التي تستخدمها حماس، والتي تسمى شهاب، على صاروخ أبابيل 2 الإيراني، و إنها مطابقة تقريبًا للنموذج الذي يستخدمه الحوثيون، وهم مدعومين من إيران كذلك، في اليمن.

على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي قال إنه لا يوجد دليل على تورط عملياتي إيراني في الهجوم، فإن التكتيكات المستخدمة تتوافق إلى حد كبير مع مفهوم العمليات الإيراني، من شن هجوم كل بضعة أشهر إلى سنوات، حيث تهدف هذه الخطوة إلى تقويض الروح المعنوية الإسرائيلية، وإضعاف مرونة إسرائيل بهدف تقويض قدرة إسرائيل على البقاء على المدى الطويل.