الإرهاب، الجريمة المنظمةسياسية

النظام الديني في إيران في حيرة من أمره، الحفاظ على الجمهورية، أو خسارة النفوذ

وزير الخارجية الإيراني في 15 تشرين أول / أكتوبر 2023، قال بأن إيران أصدرت إنذارا أخيرا، لإسرائيل مفادة بأن أوقفوا هجومكم على غزة وإلا فسنضطر إلى التدخل

بعد ساعات فقط من حديث وزير الخارجية الإيراني، تحدث مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة بلهجة أقل تشددا، مؤكدا للعالم أن قوات إيران المسلحة ( لن تتدخل ) في الصراع الحالي، ما لم تهاجم إسرائيل المصالح أو المواطنين الإيرانيين.

وفقا لتسعة مسؤولين إيرانيين لديهم معرفة مباشرة بالتفكير داخل المؤسسة الدينية تحدثوا لوكالة رويترز بالقول:-

إيران، الداعم منذ فترة طويلة لحركة حماس التي تحكم غزة، تجد نفسها في ( مأزق ) في محاولة إدارة الأزمة المتصاعدة،

إن الوقوف مثل المتفرج، في مواجهة الغزو الإسرائيلي الشامل لغزة من شأنه أن يعيق بشكل كبير الإستراتيجية الإيرانية للسيطرة الإقليمية التي أتبعتها منذ أكثر من أربعة عقود

مع ذلك، فإن أي هجوم كبير من قبل إيران ضد إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة، يمكن أن يلحق خسائر فادحة بإيران، ويثير غضبًا شعبيًا ضد الحكام الدينيين في دولة غارقة بالفعل في أزمة إقتصادية، حسبما قال المسؤولون لوكالة رويترز، الذين حددوا مختلف الأولويات العسكرية والدبلوماسية والمحلية التي يتم دراستها من قبل المؤسسة في إيران

قال ثلاثة مسؤولين أمنيين لوكالة رويترز، إنه تم التوصل إلى توافق في الآراء بين كبار صناع القرار في إيران في الوقت الحالي:-

  • إعطاء مباركة إيرانية للغارات المحدودة عبر الحدود التي تشنها جماعة حزب الله اللبنانية على أهداف عسكرية إسرائيلية.
  • هجمات على أهداف أمريكية من قبل مجموعات أخرى متحالفة في المنطقة،لكن بدون خسائر للطرف الأخر.
  • منع أي تصعيد كبير من شأنه أن يجر إيران نفسها إلى الصراع.

نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن وحيد جلال زاده رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان ( مجلس الشورى الإيراني ) قوله يوم الأربعاء الماضي:-

نحن على إتصال مع أصدقائنا حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله، موقفهم هو أنهم لا يتوقعون منا القيام بعمليات عسكرية

بحسب المصادر التي تحدثت لوكالة رويترز:-

إن فقدان قاعدتها ( إيران ) التي تم إنشاؤها في القطاع الفلسطيني عبر حماس وجماعة الجهاد الإسلامي المتحالفة معها على مدى ثلاثة عقود من شأنه أن يخرق بشكل كبير الخطط الإيرانية، التي شهدت قيام إيران ببناء شبكة من الجماعات المسلحة بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، من حزب الله في لبنان إلى الحوثيين، وفي اليمن.

وفقا لثلاثة مصادر تحدثت لوكالة رويترز:-

يمكن أن يُنظر إلى التقاعس الإيراني من التدخل على أنه علامة ضعف ( إيران ) من جانب تلك القوات المتحالفة معها، والتي كانت تمثل سلاح النفوذ الرئيسي لها في المنطقة لعقود من الزمن

سوف يؤثر ذلك على مكانة إيران، التي طالما دافعت عن القضية الفلسطينية ضد إسرائيل، وهي الدولة التي ترفض الإعتراف بها وتصفها بأنها محتل شرير.

قال آفي ميلاميد Avi Melamed، وهو مسؤول سابق في المخابرات الإسرائيلية ومفاوض خلال الإنتفاضة الأولى والثانية. لوكالة رويترز:-

يواجه الإيرانيون مُعضلة ما إذا كانوا سيرسلون حزب الله إلى القتال من أجل محاولة إنقاذ ذراعهم في قطاع غزة أو ربما سيتركون هذا الذراع ويتخلون عنه

هذا هو الموقف الإيراني، تحسب مخاطرها، الحفاظ على النظام هو الأولوية القصوى

تواجه الأهداف الإستراتيجية الإيرانية إعتبارات عسكرية فورية، حيث قامت إسرائيل ـ رداً على الهجوم المدمر الذي شنته حماس في السابع من تشرين أول / أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1400 إسرائيلي ـ بشن غارات جوية مكثفة وشديدة على غزة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 4300 شخص.

يُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل – القوة العسكرية الكبرى – لديها ترسانة نووية خاصة بها، رغم أنها لن تؤكد أو تنفي ذلك، وتحظى بدعم الولايات المتحدة، التي نقلت حاملتي طائرات وطائرات مقاتلة، أنظمة دفاع جوي إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، جزئيا، كتحذير لإيران.

قال دبلوماسي إيراني كبير لوكالةرويترز:-

بالنسبة لكبار قادة إيران، وخاصة المرشد الأعلى، فإن الأولوية القصوى هي الحفاظ على الجمهورية الإسلامية

لهذا السبب أستخدمت السلطات الإيرانية لهجة قوية ضد إسرائيل منذ بدء الهجوم، لكنها أمتنعت عن التدخل العسكري المباشر، على الأقل في الوقت الحالي

منذ السابع من تشرين أول / أكتوبر 2023، تبادل حزب الله إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية في إشتباكات أسفرت عن مقتل 14 من مقاتليه.

قال مصدران مطلعان على تفكير حزب الله لوكالة رويترز:-

إن تبادل إطلاق النار المنخفض المستوى يهدف إلى إبقاء القوات الإسرائيلية مشغولة وليس لفتح جبهة جديدة كبيرة

ووصف أحد المصادر لوكالة رويترز ، بأن هذا التكتيك هو شن حروب صغيرة ضد إسرائيل

لم يقم زعيم حزب الله، المعروف بإصدار تهديدات ضد إسرائيل في خطاباته، بإلقاء خطاب علني منذ بدء الأزمة.

قالت ثلاثة مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى ومصدر أمني غربي لوكالة رويترز:-

إن إسرائيل لا تريد مواجهة مباشرة مع إيران، وأنه على الرغم من قيام الإيرانيين بتدريب حماس وتسليحها، فإنه لا يوجد ما يشير إلى أن لديهم علم مُسبق بهجوم حماس في 7 تشرين أول / أكتوبر.

مرشد إيران بدوره خلال حديث متلفز، نفى تورط إيران في الهجوم، رغم أنه أشاد بالأضرار التي لحقت بإسرائيل.

قالت المصادر الأمنية الإسرائيلية والغربية لوكالة رويترز:-

إن إسرائيل لن تهاجم إيران إلا إذا تعرضت لهجوم مباشر من قبل قوات إيرانية من داخل إيران

رغم أن إسرائيل حذرت من أن الوضع متقلب وأن أي هجوم على إسرائيل من حزب الله أو وكلاء إيران في سوريا أو العراق والذي يتسبب بخسائر فادحة يمكن أن يغير الوضع

أحد المصادر الإسرائيلية قال لوكالة رويترز:-

أن سوء التقدير من جانب إيران أو إحدى الجماعات المتحالفة معها في قياس حجم الهجوم بالوكالة يمكن أن يغير نهج إسرائيل.

لقد أوضح المسؤولون الأمريكيون أن هدفهم هو منع انتشار الصراع وردع الآخرين عن مهاجمة المصالح الأمريكية مع إبقاء خيارات الولايات المتحدة مفتوحة.

في طريق عودته ( الرئيس الأمريكي جو بايدن ) من زيارة إلى إسرائيل يوم الأربعاء الماضي، نفى بصراحة تقريرًا إعلاميًا إسرائيليًا يتحدث فيه من ( إن مساعدي الرئيس الأمريكي أوضحوا لإسرائيل أنه إذا بدأ حزب الله حربًا، فإن الجيش الأمريكي سينضم إلى الجيش الإسرائيلي في قتال حزب ألله )

أكد المتحدث بإسم مجلس الأمن القومي في الولايات المتحدة جون كيربي مجددا أن الولايات المتحدة تريد إحتواء الصراع.

قال جون ألترمان Jon Alterman، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية، والذي يرأس الآن برنامج الشرق الأوسط في مركز أبحاث CSIS في واشنطن – الولايات المتحدة، لوكالة رويترز:-

إن القادة الإيرانيين سيشعرون بالضغط لإظهار دعم ملموس، وليس مجرد خطابات، لحماس

لكنه حذر من احتمال تطور الأحداث وخروجها عن السيطرة.

وقال:-

بمجرد دخولهم الحرب، تحدث أشياء وتكون هنالك عواقب لم يكن أحد يريدها، والجميع على حافة الهاوية

وفقا لمسؤول كبير سابق مقرب من صناع القرار في إيران، تحدث لوكالة رويترز:-

أدت المصالحة التي توسطت فيها الصين بين الخصمين الإقليميين إيران والمملكة العربية السعودية إلى تعقيد الأمور بالنسبة للقادة في إيران، الذين يريدون تجنب تعريض هذا التقدم ( بين السعودية وإيران ) الهش للخطر

في الوقت نفسه، يمكن للشعب الإيراني نفسه أن يلعب دوراً في الأحداث التي تتكشف في جميع أنحاء المنطقة.

قال مسؤولان أخران، لوكالة رويترز:-

إن حكام إيران لا يستطيعون تحمل تكاليف التدخل المباشر في الصراع بينما يعانوا من خلال قمع المعارضة المتصاعدة في الداخل، مدفوعة بالمشاكل الإقتصادية والقيود الإجتماعية.

دفعت المشاكل الإقتصادية، الناجمة بشكل رئيسي عن العقوبات الأمريكية المعيقة وسوء الإدارة، العديد من الإيرانيين إلى إنتقاد السياسة الإيرانية المستمرة منذ عقود المتمثلة في توجيه الأموال إلى وكلائها لتوسيع نفوذ إيران في الشرق الأوسط.

قال المسؤول الإيراني الكبير السابق لوكالة رويترز:-

يؤكد موقف إيران الدقيق على التوازن الذي يجب أن تحافظ عليه بين المصالح الإقليمية والإستقرار الداخلي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
error: الشكر الجزيل لكم لزيارة موقعنا, أستمتعوا بقراءة الأخبار
إغلاق

أنت تستخدم مانع ألاعلانات

شكرا جزيلا لزيارة موقعنا - أنت تستخدم مانع ألاعلانات ٠ الرجاء قم بتعطيل مانع ألاعلانات حتى تتمكن من تصفح الموقع