حماية البعثات الدبلوماسية والهيئات الاعلامية الاجنبية وقوات التحالف وعدم المساس بحرمة السفارات حيث تمثل سيادة بلد داخل البلدان المضيفة لها, كل هذا في مواثيق معاهدة فينا عام ١٩٦١
مايحدث في العراق من أستهداف لهذه السفارات يهدد مستقبل العراق, من خلال خرق أتفاقية ڤينا, ودخول النفق المظلم من العقوبات والعزلة الدولية, لاسيما أن ممثلة ألامين العام للأمم المتحدة في العراق, جينين هينيس بلاسخارت, نبهت الحكومة العراقية حتى بالنسبة للنزاعات الداخلية المناهضة لحرية الرأي وقتل المتظاهرين واختطافهم
كما حذر عشرات المسؤولين الاجانب من خطورة الاوضاع في العراق , من خلال دعم فصائل خارجة عن القانون من قبل احزاب تحكم البلاد
ولقد زاد التوتر بعد تنصيب مصطفى الكاظمي, الذي يسعى لحصر السلاح بيد الدولة, ولكن دون جدوى, فلاحصر للسلاح دون مساعدة الاحزاب الحاكمة, لان الحكومة ولدت عرجاء احادية القطب في محاربة الفساد, فبلا قطبين لايمكن ان يضئ مستقبل العراق, فوجوده و عدمه واحد, لطالما المتحكم الرئيسي بالمشهد هي الاحزاب الكبيرة وابناءها الصغار من الاحزاب الصغيرة, التي تتكاثر الى اصغر واصغر لانعاشها شعبيا, فكل كتلة كبيرة تمثلها بالمقابل ولادة احزاب اصغر, واحدث لاحتواء الصورة الشعبية من خلال اتباعهم
لذلك يبدو المشهد السياسي ذاته الحالي دون تغيير, على العكس مانراه من تصعيد للحفاظ على الكتل الكبيرة من قبل الكتل الصغيرة
القلق على مستقبل العراق من العزلة الدولية, اذ لم يكن هناك امر مفاجئ, كثورة اصلاحية قوية َهادفة, وتمكن حقيقي لرئيس الوزراء ألكاظمي لانهاء فوضى السلاح, الذي يشكل خطر على المستوى الداخلي والخارجي, لاسيما ان العزلة الدولية هذه المرة لن تكون ممنهجة كما كانت في التسعينات, بوجود دولة مؤسسات رغم الدكتاتورية المقيتة, بل ستكون اشد واخطر, لاسيما داخليا, بوجود الفوضى والفساد والفقر, الذي بدأت نسبته تتصاعد خلال فترة جائحة كورونا
العراق امام منعطفات خطيرة, اذ لم تكن هناك خطوات فعلية وجريئة لانهاء الانتهاكات والخروقات, واعادة هيبة الدولة الحقيقية وانهاء صور الفساد فعليا وليس فقط انهاء نفوذ سياسي
بواسطة : منى الحسين
ناشطة مدنية, روائية وكاتبة
٢٤ أيلول / سبتمبر ٢٠٢٠
الصورة تمثل ساحة التحرير, حيث نصب المتظاهرون خيمهم, أعتصاما, منذ شهر تشرين أول / أكتوبر ٢٠١٩, مطالبين بالاصلاحات
