مقالات

الكاظمي بين الرغبة والرهبة

لايخفى على متابعي السياسة ومواقع التواصل الاجتماعي ان الصفحات التي كانت تروج للسيد الكاظمي هي موجودة قبل ان يتم رفض الزرفي لرئاسة الوزراء, فكان اعلاميا اكثر من كونه رجل مخابرات محترف, ركز علي الاعلام الراقي حتى في اختيار مفردات حديثه واحيانا بعفوية

مفردات يجيدها السياسي الممتهن للسياسة وليس العاملون فيها لاجل مكاسب وظيفية وسلطة فارغة بعيدة عن ديناميكية العمل, وكان من اكثر الممتصين لغضب الجماهير

ليس لانه لايمتهن المخابرات ( لم يكن مخابراتيا ) ولكن العراق منذ ٢٠٠٣ لايملك منظومة استخبارية حقيقية ذات معلوماتية منظمة وانما هي عبارة عن دوائر متعددة وهذا ماجعلنا لقمة سائغة لداعش واستطاع ان يجتاح ٣ محافظات بايام معدودة

لم تكن سطحية الدولة في هذا المجال بل كانت بكل المجالات وانتجت موجة فساد كبيرة واهمالا اكبر في هدر المال العام فعدم وجود منظومة ذات دافع استخباري بحت لايمكن ان تعكس بمضامينها قيادة مخابرات بحته تقودها

حتى ملفات الفساد لايملك اغلبها الكاظمي فكانت لدى هيئة النزاهة البرلمانية بحقبها المتلاحقة منذ ٢٠٠٥ لتسقيط الاخر والابتزاز دون الدولة ورصانتها وهذا ماشهدناه رغم الملفات ازداد الفساد سنه تلو الاخرى حتي تفجرت طاقات الشباب في ثورة تشرين واحدثت اول انقلاب ليظهر الكاظمي باعلامه وتحركه الحذر مابين الغام الفساد والاحزاب من جهة والثورة التي تطالب بالاصلاح من جهة اخري ليعلن مشاريع الاصلاح مابين الرغبة والرهبة

الرغبة في دخول تأريخ العراق كمنقذ حقيقي لشعب ذاق الفقر والجوع والانتهاكات والرهبة بالاصطدام مع الاحزاب التي تملك كل مفاصل الدولة من وزراء الى محافظين ومدراء عامين وهذا هو المخاض العسير حقا, ليبقى يتحين فرص الدعم الدولي في محاولة لرغبته في انتزاع العراق من ظلم المحاصصة والفساد للاحزاب الحاكمة

لكن ليس سهلا دون وجود محرك الثورة الرئيسي للتغيير الجوهري ودعم دولي واضح بدأت اولى ملامحه مع رسائل بلاسخارت للعراق عن طريق المرجعية التي اكدت على ضرورة ملاحقة الفاسدين وقتلة المتظاهرين وان استمرار الانتهاكات على البعثات الدبلوماسية والسفارات وتهريب الدولار سيعرض العراق لعزلة دولية

فهل سيكون الكاظمي المنقذ بعد رسائل الامم المتحدة المتمثلة باليونامي لاسيما بعد ان اصدر اوامر قبض وعدم سفر لمسؤولين ومدراء عامين فالحرب الحقيقية لحد اللحظة لم تبدأ فعليا في العراق لانهاء اسوء حقبة بتاريخ العراق

بواسطة الناشطة المدنية , الروائية والكاتبة العراقية ( منى الحسين )

موقع الكاتبة على فيسبوك

اظهر المزيد

منى الحسين

ناشطة مدنية, كاتبة و روائية ... لاجديد سوى انك لازلت قديما منذ الاف السنين انت انت ... المتغيرات انت تصنعها فلا تعبث بصوفيتك مع الله ... السياسة فن الممكن, وليس فن الكذب
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
error: الشكر الجزيل لكم لزيارة موقعنا, أستمتعوا بقراءة الأخبار
إغلاق

أنت تستخدم مانع ألاعلانات

شكرا جزيلا لزيارة موقعنا - أنت تستخدم مانع ألاعلانات ٠ الرجاء قم بتعطيل مانع ألاعلانات حتى تتمكن من تصفح الموقع