سياسية

هل فقدت روسيا تأثيرها على دول الإتحاد السوفيتي السابق، بعد أزمة ناغورني كارباغ ؟

أستمتع سياسي روسيا بمشاهد الفوضى الأمريكية في أفغانستان، عندما أنسحبت القوات الأمريكية قبل عامين، ولكنهم لم يستمتعوا بمشاهدة صور الأرمن الفارين في قاعدة حفظ السلام الروسية في مطار في ناغورني كاراباخ.

العجز الواضح لقوات حفظ السلام الروسية المتمركزة في ناغورني كاراباغ، لمنع القوات الأذربيجانية المدعومة من تركيا من إجتياح المنطقة للإستيلاء عليها بالقوة كان أمر محرج بالنسبة للحكومة الروسية.

إضافة إلى مقتل مجموعتين من الجنود الروس، المجموعة الأولى بسبب إستهداف أذربيجان لهم، تم قتل نائب قائد المجموعة، وجنود أخرين.

المجموعة الثانية، يزعم أن أرمينيا من أستهدفت العجلة التي تقلهم

https://twitter.com/PStyle0ne1/status/1705203086984196289

منطقة ناغورني كارباغ، والتي يسكن فيها الأرمن، المعترف بها دوليا تابعة لأذربيجان، ولكن تديرها إدارة إنفصالية منذ حرب في أوائل التسعينيات.

تتعرض روسيا لمزيد من الضغوط على نفوذها في هذه المناطق من ( تركيا، أذربيجان وإيران ) في وقت تنشغل فيه بحربها في أوكرانيا.

أشارت روسيا، التي لديها منشآت عسكرية، بما في ذلك قاعدة جوية في أرمينيا، إلى أنها لا تنوي سحب قواتها من جنوب القوقاز.

لكن تعامل روسيا مع أزمة منطقة ناغورني كارباغ، أجبرها لتبادل اللوم بينها وبين أرمينيا، وكذلك أجبر روسيا على الدفاع عن سياستها الخارجية في المنطقة.

المئات قُتلوا في المعارك الأخيرة في منطقة ناغورني كاراباغ في الأيام الأخيرة، حيث سيتعين على أكثر من ١٠٠,٠٠٠ مدني من الأرمن الآن الإختيار بين الإبتعاد عن ( ما يعتبرونه وطنهم التأريخي ) أو الإندماج ( مع أذربيجان ) في ما يعتبره الكثيرون ( منهم – الأرمن ) دولة معادية على الرغم من الضمانات الأذربيجانية.

ألكسندر بونوف Alexander Baunov، الدبلوماسي الروسي السابق الذي أصبح الآن زميلاً بارزاً في معهد كارنيغي Carnegie، لوكالة رويترز :-

إن الصور الدرامية للعديد من الأشخاص الخائفين في مطار ستيباناكيرت Stepanakert (في كاراباغ ) مطابقة لصور الحشود في مطار كابول ( في أفغانستان ) في عام ٢٠٢١

الحكومة الروسية أستنتجت من الإنسحاب الأمريكي ( صور مطار كابل ) أن أمريكا ضعيفة، وأن الفرصة التأريخية للتعامل مع أوكرانيا قد حانت، ماذا سنستخلص من صور كارباغ؟

تفاقم الغضب الذي شعر به بعض الروس بشأن ما يعتبرونه تراجعا في النفوذ في جنوب القوقاز، بعد مقتل خمسة جنود من قوات حفظ السلام الروسية في حادث واضح بواسطة القوات الأذربيجانية.

( يقال أن الرئيس الأذري أعتذر للرئيس الروسي عن هذا الحادث )

أظهرت صور لآثار الحادث نشرت على وسائل التواصل الإجتماعي الزجاج الخلفي للمركبة التي كان يستقلها الجنود الروس وهي ممتلئة بثقوب بفعل الرصاص.

كتب زيفوف زد Zhivov Z، وهو واحد من العديد من المدونين العسكريين الروس الذين برزوا كمعلقين على الحرب الأوكرانية:-

هزمت أذربيجان كاراباغ بطعم واضح للدماء الروسية ـ على شفتيها

كل من يرقص الآن حول النصر الأذري، أنتم ترقصون على أجساد الضباط الروس

داعياً مع مدونين آخرين روسيا إلى الإنتقام من أذربيجان

إن إندلاع المشاعر المناهضة لروسيا في أرمينيا، التي تعد تقليديا واحدة من أقرب حلفاء روسيا، جعل الوضع أكثر صعوبة بالنسبة للحكومة الروسية، التي أستنفدت مواردها وإهتمامها بسبب الحرب في أوكرانيا.

تجمع المتظاهرون، الذين يقولون إنهم يشعرون بالخيانة بسبب فشل روسيا في إيقاف أذربيجان، خارج السفارة الروسية في العاصمة الأرمنية – يريفان، ورددوا شعارات مناهضة لروسيا.

قال سيرغي ماركوف Sergei Markov، وهو مستشار سابق للحكومة الروسي:-

هذا إتجاه خطير، يتم تأجيج الهستيريا المناهضة لروسيا

أثار نيكول باشينيان Nikol Pashinyan، رئيس وزراء أرمينيا، غضب روسيا في الفترة التي سبقت الأزمة، بقوله:-

كان من الخطأ الإعتماد على روسيا فقط لحماية أمن بلاده.

أتهم رئيس الوزراء الأرمني، ما يقرب من ٢,٠٠٠ جندي روسي من قوات حفظ السلام في كاراباغ، بالفشل في أداء مهمتهم.

أجرت بعدها القوات الأرمنية تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات الأمريكية، ووعد رئيس الوزراء الأرمني بتنويع شركاء أرمينيا من ناحية أمن البلاد.

كذلك، أخبرت أرمينيا، الحكومة الروسية، بأنها سوف تقدم أوراقها للجنائية الدولية، لكي تصبح عضوا فيها.

وقالت الحكومة الأرمنية أن هذا الأجراء يستهدف أذربيجان، وليس الحكومة الروسية، أو بالتحديد الرئيس الروسي، بسبب إصدار مذكرة إعتقال دولية بحقه، مما يجبر أرمينيا على إلقاء القبض عليه وتسليمه للمحكمة.

ردت روسيا بعد ذلك من خلال ممارسة سياسة ( تلافي الضرر )، حيث ألقت باللوم بشكل مباشر على رئيس الوزراء الأرمني، في حدوث الكارثة وأتهمته بعدم الكفاءة الدبلوماسية ونكران الجميل.

لطالما أعتبرت الحكومة الروسية، رئيس الوزراء الأرمني الحالي – الذي وصل إلى السلطة على خلفية إحتجاجات الشوارع في عام ٢٠١٨، التي أضعفت النفوذ الروسي، مؤيدًا جدًا للغرب.

تتهم روسيا، رئيس الوزراء الأرمني، بإثارة الأزمة بقوله – بعد نشر قوات حفظ السلام الروسية في كاراباغ في عام ٢٠٢٠، بعد هزيمة أرمينيا في حرب أستمرت ٤٤ يومًا – بإنه يعترف بالأراضي وتبعيتها لأذربيجان.

لطالما طالبت أذربيجان بعائدية كاراباخ، وأنها تقع ضمن حدودها، لكن الأرمن وهم ساكنيها، أرادوا أن يعترف رئيس الوزراء الأرمني بإستقلالهم، وبالتالي توحيدهم مع أرمينيا.

أشار بعض المسؤولين الروس، مثل ديمتري ميدفيديف، وهو نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إلى أنهم سيكونوا سعداء إذا تم الإطاحة برئيس الوزراء الأرمني الحالي، الذي يواجه الآن دعوات من منافسيه للإستقالة.

كتب ديميتري مدفيدف:-

خمنوا ما هو المصير الذي ينتظره ؟

في نفس اليوم الذي أرسلت فيه أذربيجان قواتها إلى كارباغ.

قد تكون روسيا في موقف دفاعي، لكنها تعتقد أن مجال المناورة المتاح لأرمينيا محدود، أياً كان المسؤول.

قالت مارغريتا سيمونيان، رئيسة موقع وتلفزيون روسيا اليوم RT، المدعوم من الحكومة الروسية، ( وهي من أصل أرمني ):-

إنه لا ينبغي على الحكومة الروسية أن تشرح تصرفاتها في كاراباغ لرئيس الوزراء الأرمني ( الذي أتهمته ببيع شعبه )، يمكن لروسيا أن تتدبر أمرها من دون أرمينيا، لكن أرمينيا لا تستطيع العيش بدون روسيا

( نقلا عن وكالة رويترز، مقال بعنوان Questions about Russia’s clout in ex-USSR grow after Karabakh crisis )

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
error: الشكر الجزيل لكم لزيارة موقعنا, أستمتعوا بقراءة الأخبار
إغلاق

أنت تستخدم مانع ألاعلانات

شكرا جزيلا لزيارة موقعنا - أنت تستخدم مانع ألاعلانات ٠ الرجاء قم بتعطيل مانع ألاعلانات حتى تتمكن من تصفح الموقع