سياسية

رئيس وزراء اليابان أقال وزير موالٍ للصين، وعين وزيرا للدفاع موال لتايوان

أستبدل رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا وزير الخارجية الموالي للصين وقام بتعيين وزير دفاع موالي لتايوان في حكومته، فيما يقول المراقبون إنه يرمز إلى مخاوف اليابان بشأن مضيق تايوان.

في التعديل الوزاري الذي أجراه في ١٣ أيلول / سبتمبر ٢٠٢٣، تم تعيين مينورو كيهارا Minoru Kihara عاماً، وزيراً للدفاع، ليحل محل ياسوكازو هامادا Yasukazu Hamada.

بعد يومين، تخلى مينورو كيهارا عن دوره كأمين عام لمجموعة برلمانية يابانية-تايوانية.

في هذه الأثناء، تم تعيين يوكو كاميكاوا Yoko Kamikawa وزيرة للخارجية، لتحل محل يوشيماسا هاياشي Yoshimasa Hayashi، الذي كان يرأس سابقا المجموعة البرلمانية اليابانية – الصينية وحث مرارا وتكرارا على الحوار مع الصين.

قال الدكتور سوتا كاتو Sota Kato من مؤسسة طوكيو لأبحاث السياسات The Tokyo Foundation for Policy Research، لصحيفة ستريتس تايمز:-

كلاهما أكثر تشدداً من سابقيهم، على الرغم من أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى يظهرا ذلك

التعيينات الجديدة وسط تصعيد خطير في التوترات بشأن مضيق تايوان.

حيث حذر وزير الدفاع التايواني تشيو كو تشينج Chiu Kuo-cheng يوم السبت، من أن الوضع يخرج عن السيطرة، حيث أرسلت الصين أعدادا كبيرة جدا من الطائرات المقاتلة بالقرب من تايوان في الأيام الأخيرة.

تعتبر الصين تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي أرضا تابعة لها ولم تستبعد إستخدام القوة العسكرية لإعادتها تحت سلطتها، وترفض تايوان مثل هذه المطالبات بالسيادة.

تدخل السفن الصينية بشكل متكرر المياه القريبة من جزر سينكاكو/دياويو Senkaku/Diaoyu التي تديرها اليابان وتطالب بها الصين.

قامت الحكومة اليابانية بتعزيز العلاقات الأمنية مع تايوان، من خلال تعيين مسؤول حكومي فعال – بدلاً من ضابط متقاعد وفقًا للتقاليد – كملحق أمني في تايوان.

قالت صحيفة سانكي Sankei اليمينية اليابانية في تحليل لها، إن التعيينات تشير إلى تحول نحو الإستعدادات لحالات طارئة في تايوان

وزير الدفاع الياباني الجديد زائر يتردد كثيرا على تايوان، والتقى بالرئيسة التايوانية – تساي إنغ وين Tsai Ing-wen، ونائب الرئيسة لاي تشينج تي Lai Ching-te، الذي يحتل حاليا المركز الأول في السباق الرئاسي.

على الرغم من أنه تم تعيينه وزير لأول مرة، إلا أنه ماهر في التعامل مع القضايا الأمنية، حيث عمل كمستشار خاص لرئيسي الوزراء السابقين شينزو آبي Shinzo Abe ويوشيهيدي سوغا Yoshihide Suga.

شارك كذلك في الإصلاح الجذري لسياسة الدفاع اليابانية من خلال إستراتيجية الأمن القومي المُنقحة في كانون أول / ديسمبر٢٠٢٢، بالإضافة إلى المحادثات الجارية لتخفيف الحظر على تصدير الأسلحة الفتاكة.

في نيسان / إبريل ٢٠٢٣، عندما سُئل ( وزير الدفاع الجديد )، عن كيفية رد اليابان في حالة الطوارئ في تايوان، قال:-

إن اليابان من المرجح أن تلعب دوراً مماثلاً لدور بولندا في قبول اللاجئين من أوكرانيا وسط الغزو الروسي المستمر.

وزير الدفاع الياباني الجديد قال، إن الأولوية الرئيسية هي تعزيز القدرات الدفاعية اليابانية بشكل أساسي في ضوء البيئة الأمنية الأكثر خطورة وتعقيدا منذ الحرب العالمية الثانية، وإن هذا جاء على خلفية الحشد العسكري السريع للصين وفي بحر الصين الشرقي والجنوبي.

من بين أولى مهامه في منصبه كوزير للدفاع، جولة أستمرت يومين وأنتهت يوم السبت، في قواعد قوات الدفاع الذاتي في مقاطعتي أوكيناوا وكوماموتو Okinawa and Kumamoto ، حيث تعمل اليابان على زيادة وجودها العسكري في جنوب غرب البلاد.

وصف الدكتور كازوتو سوزوكي Kazuto Suzuki، من كلية الدراسات العليا للسياسة العامة بجامعة طوكيو، وزير الدفاع الجديد بأنه مهني للغاية، وأن تعيينه سيضمن التنفيذ الكامل للسياسات التي ساعد في صياغتها.

وقال لصحيفة ستريتس تاميز :-

لديه وجهة نظر ملموسة بشأن الصين وتايوان، وأن المشاعر تتماشى مع سياسيين آخرين من الصقور في الحزب الديمقراطي الليبرالي، بما في ذلك السيد شينزو آبي ( ** قُتل )

أما بالنسبة لوزيرة الخارجية الجديدة – يوكو كاميكاوا، فقد ظهرت لأول مرة كدبلوماسية في نيويورك في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث التقت مع وزراء خارجية آخرين، بما في ذلك وزراء خارجية مجموعة الدول السبع.

كانت وزيرة للعدل، كما أشارت صحيفة سانكي في تقرير لها، أمرت بإعدام ١٦ سجينًا محكومًا عليهم بالإعدام، بما في ذلك شوكو أساهارا Shoko Asahara، زعيم طائفة أوم شينريكيو Aum Shinrikyo التي كانت وراء هجمات غاز السارين عام ١٩٩٥ على مترو العاصمة اليابانية – طوكيو.

نقل عن رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي، قوله:-

كان وزراء العدل الآخرون يترددون في كثير من الأحيان في تنفيذ عمليات الإعدام، أو التشاور معي، لأنهم لا يستطيعون إتخاذ القرار بأنفسهم، ولكن لم يكن لدى يوكو كاميكاوا مثل هذه التحفظات.

قال سفير الولايات المتحدة لدى اليابان، رام إيمانويل ( المثير للجدل بسبب سخريته من الرئيس الصيني ) لصحيفة Nikkei Asia في مقابلة، إن كاميكاوا صوت مقتدر ومقنع للغاية نيابة عن تحالفنا ومصالحنا المشتركة وإحترامنا لنظام قائم على القواعد

قال الدكتوركازوتو سوزوكي، لصحيفة ستريتس تاميز:-

إن تعيينها يوضح بشكل فعال أن سيادة القانون تقع في قلب الدبلوماسية اليابانية، وسوف تبعث برسالة مفادها أن اليابان رائدة في مجال سيادة القانون، وخاصة فيما يتعلق بالصين، على الرغم من أنها تستطيع أن تظهر بصورة أكثر ليونة.

قالت وزيرة الخارجية الجديدة بأنها تريد الإستفادة من وجهات النظر الفريدة للمرأة في السياسة الخارجية وتحقيق النتائج بشكل مُطرد من خلال العمل الجماعي القوي

تخرجت وزيرة الخارجية الجديدة من كلية جون كينيدي بجامعة هارفارد، الولايات المتحدة، وعملت لفترة وجيزة كمساعدة لتخطيط السياسات لأحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي.

مسيرتها السياسية ركزت إلى حد كبير على القضايا الداخلية، وهي مبتدئة نسبياً في مجال الدبلوماسية، ومع ذلك، فإن هذا يمكن أن يمنح رئيس الوزراء الياباني الحالي – الذي كان وزيرا للخارجية من ٢٠١٢ لغاية ٢٠١٧ – مساحة أكبر للمناورة.

أشار رئيس الوزراء الياباني حول سبب إستبدال وزير الخارجية، بالقول، بأن السيد يوشيماسا هاياشي ربما أصبح مهيمناً للغاية في هذا الدور.

وقال:-

يلعب وزيرا الخارجية والدفاع أدوارًا مهمة في الدبلوماسية، لكن في الوقت نفسه، تحمل الدبلوماسية على مستوى القادة وزنًا كبيرًا، أود أن أتولى مسؤولية السياسة الخارجية

Strait Times

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
error: الشكر الجزيل لكم لزيارة موقعنا, أستمتعوا بقراءة الأخبار
إغلاق

أنت تستخدم مانع ألاعلانات

شكرا جزيلا لزيارة موقعنا - أنت تستخدم مانع ألاعلانات ٠ الرجاء قم بتعطيل مانع ألاعلانات حتى تتمكن من تصفح الموقع