سكان ناغورني كارباخ ( من الأرمن ) سوف يغادرونها للألتحاق بأرمينيا
قالت قيادة الإقليم الإنفصالي لوكالة رويترز، اليوم الأحد، إن سكان ناغورني كارباخ، وعددهم ١٢٠,٠٠٠ شخص، سيغادرون إلى أرمينيا لأنهم لا يريدون العيش كجزء من أذربيجان ويخشون التطهير العرقي.
قال رئيس وزراء أرمينيا، إنه من المرجح أن يغادر الأرمن الساكنين هناك، وأن أرمينيا مُستعدة لإستقبالهم، بعد هزيمتهم الأسبوع الماضي على يد أذربيجان في صراع يعود تأريخه إلى إنهيار الإتحاد السوفيتي.
أضطر الأرمن في هذه المنطقة، وهي منطقة معترف بها دولياً كجزء من أذربيجان، ولكنها كانت خارج سيطرتها – إلى إعلان وقف إطلاق النار في ٢٠ أيلول / سبتمبر٢٠٢٣، بعد عملية عسكرية سريعة أستمرت ٢٤ ساعة من قبل الجيش الأذربيجاني الأكبر حجماً.
تقول أذربيجان إنها ستضمن حقوقهم وتدمج المنطقة، لكن الأرمن يقولون إنهم يخشون القمع.
قال ديفيد بابايان David Babayan، مستشار سامفيل شهرامانيان Samvel Shahramanyan رئيس جمهورية آرتساخ ( هكذا يطلق عليها من قبل الأرمن Artsakh )، لوكالة رويترز:-
شعبنا لا يريد العيش كجزء من أذربيجان، تسعة وتسعون بالمائة يفضلون مغادرة أراضينا التأريخية، وإن مصير شعبنا الفقير سيُسجل في التأريخ بإعتباره وصمة عار وعار للشعب الأرمني وللعالم المتحضر برمته، المسؤولون عن مصيرنا سيتعين عليهم ذات يوم أن يحاسبوا أمام الرب على خطاياهم
قال الزعماء الأرمن في كاراباخ في بيان:-
إن جميع أولئك الذين غادروا بيوتهم بسبب العملية العسكرية الأذربيجانية ويريدون المغادرة سترافقهم قوات حفظ السلام الروسية إلى أرمينيا.
لم يتضح متى سيتحرك الجزء الأكبر من السكان عبر ممر لاتشين الذي يربط المنطقة بأرمينيا، حيث يواجه رئيس الوزراء نيكول باشينيان دعوات للإستقالة لفشله في إنقاذ منطقة ناغورني كارباخ.
قال رئيس الوزراء الأرمني، في خطاب للأمة، إن بعض المساعدات الإنسانية وصلت، لكن أرمن كاراباخ ما زالوا يواجهون خطر التطهير العرقي.
وقال:-
إذا لم يتم تهيئة الظروف المناسبة للأرمن في ناغورني كاراباخ للعيش في منازلهم، ولم تكن هناك طرق حماية فعالة ضد التطهير العرقي، فإن الإحتمال يتزايد أن الأرمن هناك سوف يرون مغادرة وطنهم بإعتباره الحل الوحيد، وهي الطريقة الوحيدة لإنقاذ حياتهم وهويتهم
يمكن أن يغير النزوح الجماعي توازن القوى الدقيق في منطقة جنوب القوقاز، وهي خليط من العرقيات تتقاطع مع خطوط أنابيب النفط والغاز حيث تتصارع روسيا والولايات المتحدة وتركيا وإيران على النفوذ.
يبدو أن النصر الذي حققته أذربيجان في الأسبوع الماضي قد وضع نهاية حاسمة لواحد من ( الصراعات المجمدة ) التي دامت عقوداً من الزمن والتي أدت إلى تفكك الإتحاد السوفييتي.
قال الرئيس الأذري، إلهام علييف، إن قبضته الحديدية حولت فكرة إنشاء منطقة ناغورني كارباخ العرقية الأرمنية المستقلة إلى مجرد ذكرى، وإن المنطقة ستتحول إلى جنة كجزء من أذربيجان.
منطقة ناغورني كارباخ كانت على مر القرون تحت سيطرة قوى متعددة عبر التأريخ ( الفرس، الأتراك، الروس ، العثمانيين والسوفييت )، وقد طالبت بها كل من أذربيجان وأرمينيا بعد سقوط الإمبراطورية الروسية في عام ١٩١٧، بعد الثورة البلشفية، وفي العهد السوفييتي تم تصنيفها منطقة تتمتع بالحكم الذاتي داخل أذربيجان.
مع إنهيار الإتحاد السوفييتي، تخلص الأرمن هناك من السيطرة الأذرية الاسمية وأستولوا على الأراضي المجاورة، سميت بحرب كارباخ الأولى.
في الفترة من ١٩٨٨ إلى ١٩٩٤، قُتل حوالي ٣٠,٠٠٠ شخص وتم تشريد أكثر من مليون شخص، معظمهم من الأذربيين.
في عام ٢٠٢٠، بعد عقود من المناوشات، أنتصرت أذربيجان، بدعم من تركيا، في حرب كاراباخ الثانية الحاسمة التي أستمرت ٤٤ يومًا، وأستعادت السيطرة على الأراضي في كاراباخ وما حولها، وأنتهت تلك الحرب بإتفاق سلام بوساطة روسية، ويتهم الأرمن الحكومة الروسية بالفشل في ضمانه.
تم تجهيز أماكن لـ ٤٠,٠٠٠ شخص من كاراباخ في أرمينيا.
قالت أذربيجان، ذات الأغلبية المسلمة، إن الأرمن، وهم مسيحيون، يمكنهم المغادرة إذا أرادوا ذلك.
ألقى رئيس الوزراء الأرمني باللوم على روسيا علنا اليوم الأحد، لفشلها في بذل ما يكفي من أجل أرمينيا، التي قال إنها ستراجع تحالفها مع روسيا.
وقال في خطاب له:-
يبذل بعض شركائنا جهودًا متزايدة لكشف نقاط الضعف الأمنية لدينا، مما يعرض للخطر ليس أمننا وإستقرارنا الخارجي فحسب، بل أيضًا الداخلي، بينما ينتهكون جميع قواعد الآداب والصواب في العلاقات الدبلوماسية والعلاقات بين الدول، بما في ذلك الالتزامات التي تم التعهد بها بموجب المعاهدات
يقول المسؤولون الروس، إن رئيس وزراء أرمينيا هو المسؤول عن سوء إدارته للأزمة.
قالوا مراراً وتكراراً ( الروس )، إن أرمينيا، التي تقع على الحدود مع تركيا ، إيران، أذربيجان وجورجيا، ليس لديها سوى عدد قليل من الأصدقاء الآخرين في المنطقة.
