النفط الإيراني ينافس النفط الروسي في الأسواق الصينية بخصومات كبيرة

ربما يكون التحول الاستراتيجي لمصافي التكرير الصينية المستقلة إلى النفط الخام المرتبط بالعقوبات قد أثار الدهشة، لكن التحول إلى النفط الإيراني الأرخص – الأكثر تنافسية بين النفوط، الخاضع للعقوبات – لعب دورًا رئيسيًا في تسهيل تدفق النفط في السوق الصينية في شاندونغ Shandong.

تستورد مصافي شاندونغ الآن جميع متطلباتها الإجمالية تقريبًا – التي تشمل ٢.٤٧ مليون برميل يوميًا من النفط الخام وزيت الوقود – من:-

١- روسيا
٢- إيران
٣- فنزويلا

جميع هذه البلدان خاضعة للعقوبات، التي لم تجد سوى عدد قليل من مستوردي النفط الخام على مستوى العالم في الفترة من ( كانون الثاني / يناير إلى تموز / يوليو ٢٠٢٣ ).

نتيجة لذلك، لم يعد القطاع المستقل يتنافس على الشحنات من موردي النفط الآخرين ويلعب دورا حيويا في تحرير تلك الكميات للمستوردين الآخرين والمساعدة في السيطرة على الأسعار العالمية.

علاوة على ذلك، أدى التنافس بين النفط الخاضع للعقوبات إلى تدفقات أرخص وأفضل من إيران، لتتجاوز تدريجياً تلك القادمة من روسيا.

ومن المرجح أن يمتد هذا الاتجاه في المستقبل المنظور.

قال أحد المتداولين في شركة نفط مملوكة للدولة، لـ SP Global:-

” نظرًا لأنه من غير المرجح أن يتم رفع العقوبات المفروضة على الخام الإيراني خلال عام، مما سيؤدي إلى تحديد سقف للسعر ( أعلى من الأن )، فمن غير المتوقع أن يصبح الإشراف المشدد من الولايات المتحدة أكثر صرامة، مما يحافظ على تدفقه للأسواق “.

قالت وكالة ستاندرد آند بورز غلوبال SP Global، في تقرير شهري بتاريخ ٣١ أب / أغسطس ٢٠٢٣:-

إنه من المرجح أن تحقق صادرات الخام الإيراني مكاسب متواضعة مع التزام البلاد بزيادة الإنتاج، في حين من المتوقع أن تصل صادراتها، خاصة إلى الصين، إلى ١.٥٩ مليون برميل يوميًا في الربع الرابع

أظهرت بيانات ستاندرد آند بورز غلوبال SP Global:-

أن هذه المصافي المستقلة أستوردت ( ٩٥٧,٠٠٠ برميل يوميًا من الخام الإيراني المنشأ في تموز / يوليو ٢٠٢٣، أي أعلى بنسبة ٤٤ ٪ من تدفقات الخام الروسي البالغة ٦٦٥,٠٠٠ برميل يوميًا في نفس الفترة )

إن الزيادة الحادة في التدفقات الإيرانية للمصافي المستقلة الصغيرة الحجم جعلت إيران واحدة من أكبر أربعة موردي النفط الخام إلى الصين.

كان الحجم أقل بقليل من المورد العراق، الذي أرسل شحنات ١.٢٨ مليون برميل يوميًا إلى الصين في تموز / يوليو ٢٠٢٣، وفقًا للحسابات المستندة إلى بيانات من S&P Global والگمارك الصينية.

ولا يوجد شيء يذكر عن الكميات من النفط الإيراني في بيانات الإدارة العامة للگمارك الصينية، إذ إن معظمها مذكور على أنه خامات من ماليزيا أو الإمارات العربية المتحدة أو عمان.

قال أحد المتداولين لدى شركة بتروتشاينا إنترناشيونال Petrochina International، وهي شركة حكومية صينية:-

” عندما يكون الفارق بين خام الأورال الروسي والخام الإيراني الخفيف أكبر من ٥ دولارات للبرميل، فإن المصافي المستقلة تفضل أخذ النفط من إيران “.

من ٥ أيلول / سبتمبر ٢٠٢٣، تم عرض الخام الإيراني الخفيف، بخصم يتراوح بين ١٣ دولارًا و١٣.٥ دولارًا للبرميل عن خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال في شاندونغ.

في حين تم عرض الخام الإيراني الثقيل بخصم يتراوح بين ١٧ و١٨ دولارًا للبرميل.

بالمقارنة، كانت عروض خام الأورال الروسي، بخصومات تتراوح بين دولار واحد ودولارين للبرميل بالنسبة لخام برنت في بورصة لندن

عروض نفط خام إسبو الروسي المورد عبر الانابيب ( ٥٠ – ٦٠ سنتًا للبرميل ).

قال تاجر في تشينغداو في إشارة إلى الإمدادات الإيرانية لوكالة SP Global:-

” كان قطاع التكرير المستقل هو الأكثر أهمية بالنسبة لإيران في زيادة الإمدادات، والموردون يقدمون خدمات جيدة ومستعدون لإستيعاب التكاليف المتزايدة لمصافي التكرير المستقلة، مثل رسوم إدارة الإستيراد الإضافية وإيجار التخزين وحتى الضرائب ”.

الصين هي الدولة الوحيدة من بين عملاء إيران التقليديين التي تواصل شراء كميات كبيرة من النفط منها، على الرغم من العقوبات الأمريكية ( بسبب غض الطرف من قبل إدارة جو بايدن )، على الرغم من قول إيران إنها وجدت أسواقًا جديدة، مثل فنزويلا، التي تستورد في الغالب المستكثف لكي تستخدمه في عملية تخفيف النفط الثقيل الفنزويلي.

شهدت أحجام صادرات النفط الخام الإيرانية إرتفاعا في الأشهر الأخيرة ووصلت إلى أعلى مستوى لها ( منذ ٥٠ شهرًا ) عند ١.٧ مليون برميل يوميًا في شهر أيار / مايو ٢٠٢٣، من أدنى مستوى عند ٢٥٧,٤٠٠ برميل يوميًا في شباط / فبراير ٢٠٢٠، وفقًا لشركة S&P Global Commodities at Sea.

تأمل إيران في زيادة إنتاجها من النفط الخام إلى ٣.٤ مليون برميل يوميا بحلول ٢٢ أيلول / سبتمبر٢٠٢٣، من حوالي ٣.٢ مليون برميل يوميا في ٢٢ أب/ أغسطس ٢٠٢٣، مقابل طاقتها الإنتاجية البالغة ٣.٨ مليون برميل يوميا، وفقا لوزير النفط الإيراني.

قالت شركات تكرير صينية مستقلة، إن مواصفات الخام الإيراني أكثر ملاءمة نسبيا لمنشآتها من الخام الروسي.

« الخام الإيراني يعاني من عيب واحد فقط، وهو إرتفاع نسبة الكبريت، مقارنة بالنفط الروسي، لكن الخام الروسي يواجه بعض المشكلات ».

يبدو أن الخام الإيراني بديل مناسب بدلا من خام الأورال الروسي.

يتمتع الخام الإيراني الخفيف، وهو أحد درجات التصدير الرائدة في إيران، بمواصفات مستوى الكبريت متوسطة مشابهة نسبيًا لخام الأورال الروسي، بنسبة كثافة ( حسب درجات معهد البترول الأمريكي API ) تبلغ ٣٣.٦ و١.٤٦ ٪ من محتوى الكبريت.

مقارنة بـ ٣١.٧ API بالنسبة لنفط الأورال الروسي ومحتوى الكبريت ١.١٩ ٪

لكن نفط خام الأورال الروسي يحتوي على نسبة أعلى نسبيًا من المعادن وبقايا الكاربون والكلور، والتي تعتبر عالية جدًا بحيث لا يمكن إنتاج البنزين وزيت الغاز للوقود المكافئ لـ Euro 6.

قال مصدر أخر في أحد مصافي التكرير المستقلة:-

” إنه يؤدي إلى تآكل المنشآت ويجعل لون زيت الغاز غير مستقر “.

قالت مصادر في قطاع التكرير:-

إن هذه المصافي تعالج الخام الإيراني الخفيف والثقيل مباشرة في وحدات تقطير الخام التابعة لها.

إنخفاض نسبة الأسفلت ( المتبقي )، بنحو ٢٠ ٪، في الخام الإيراني الثقيل، يمنع هذه المصافي من إستخدامه كبديل للنفط الثقيل جدا من فنزويلا.

الخام الإيراني الثقيل، بكثافة API تبلغ ٢٩.٦، ومحتوى كبريت بنسبة ٢.٢٤ ٪.

مع ذلك، ظلت أربع مصافي تكرير في القطاع المستقل في شاندونغ بعيدة عن النفط الإيراني، وفقًا لتجار ومصافي تكرير محلية.

• ليجين للبتروكيماويات Lijin Petrochemical
• كينلي للبتروكيماويات Kenli Petrochemical
• تشامبورد للبتروكيماويات Chamboard Petrochemical
• ياتونج للبتروكيماويات Yatong Petrochemical

قال مصدر في شركة ليجين للبتروكيماويات، لوكالة SP Global:-

” علينا أن نبتعد عن النفط الإيراني، لأننا نستخدم بعض التقنيات التي تقدمها الشركات الأمريكية “.

كان الخام الروسي، واحد من أفضل خيارات لمصافي التكرير المستقلة صغيرة الحجم، حتى قبل أن تمنحها الحكومة الصينية الإذن، لإستخدام الخام المستورد في عام ٢٠١٥.

فضلت مصافي التكرير المستقلة في شاندونغ مزيج خام إسبو الشرق الأقصى الروسي كخيار أولي للنفط الخام بسبب المسافة القصيرة، وإنتاجية زيت الغاز العالية، مع توسع التفضيل ليشمل الدرجات الروسية الأخرى بما في ذلك مزيج الأورال، سوكول وسخالين.

على مدى العامين الماضيين، غيرت الجغرافيا السياسية المتطورة وتدفقات التجارة العالمية أذواق تلك المصافي المستقلة، التي تجلب الآن كميات وفيرة من النفط الخام الروسي، بعد تنويعها خلال الفترة ٢٠١٧-٢٠٢٢.

قال مصدر في مصافي التكرير لوكالة SP Global:-

” من المثير للإهتمام أننا بدأنا مع مزيج إسبو ESPO الروسي، وحاليا نعود إلى ESPO بعد تجربة درجات مختلفة من الخام في جميع أنحاء العالم “.

لكن مزيج إسبو الروسي المنقول بحرا، بدأ في جذب المشترين في الهند – وهو إتجاه يمكن أن يزيد من حدة المنافسة بين أكبر مستوردين للنفط في آسيا.

بالإضافة إلى تخفيضات الإنتاج الروسي، أصبحت الخامات الروسية أقل قدرة على المنافسة من الخامات الإيرانية في سوق شاندونغ، على الرغم من بقاء خام إسبو المفضل للمصافي المستقلة مع إرتفاع أسعار النفط القادم من غرب إفريقيا.

قال تاجر مقيم في تشينغداو، لوكالة SP Global:

” القوة الشرائية للهند قوية، يتخذون دائمًا قرارات سريعة ويشترون عددًا قليلًا من الشحنات شهريًا، من الصعب جدًا المنافسة، إن الشركات الصينية التي تديرها الدولة تكون في بعض الأحيان على إستعداد لعقد صفقات كبيرة ولكنها تستغرق وقتًا أطول لإتخاذ القرارات ”.

” كان خام إسبو ESPO قادر على المنافسة عندما كان خصمه أكبر من ٨ دولارات للبرميل، لقد وصلت إلى خصم قدره ٩.٥ دولار للبرميل مقابل خام برنت في وقت سابق من هذا العام، لكن تلك الأيام قد ولت “.

أصبحت منافذ النفط الخام الفنزويلي أوسع، حيث أصدر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية في تشرين الثاني / نوفمبر من العام الماضي، الترخيص العام الفنزويلي رقم ٤١، الذي سمح لشركة شيفرون الأمريكية بالتنقيب في فنزويلا، بيع، تصدير النفط والمنتجات النفطية المنتجة عبر المشاريع المشتركة إلى الولايات المتحدة، حيث أُستؤنفت صادرات شركة شيفرون إلى الولايات المتحدة في كانون الثاني / يناير.

إلى جانب عملية التخليص الصارمة لمزيج النفط الثقيل جدا في تشينغداو، أنخفضت واردات النفط الخام المنتجة من فنزويلا إلى المصافي المستقلة بنسبة ٢٩٪ على أساس سنوي إلى ٤٢٠,٠٠٠ برميل يوميًا في شهر تموز / يوليو ٢٠٢٣، حسبما أظهرت بيانات ستاندرد آند بورز غلوبال SP Global

عادة ما يتم مزج الخامات الثقيلة الفنزويلية – ميري ١٦ Merey 16، وبوسكان Boscan، وهاماكا Hamaca، ودي سي أو DCO – في المياه الماليزية، ويتم الإعلان عنها على أنها مزيج من النفط الثقيل جدا، والذي يستخدم كمادة خام لإنتاج الأسفلت.

المصدر : SP Global