تفاصيل عملية تبادل السجناء بين ( الشيطان الأكبر ) و ( الدولة الراعية للإرهاب في العالم )

عندما يتم تحويل ( ٦ مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة إلى البنوك في قطر، بعد إيداعها من قبل كوريا الجنوبية في سويسرا ) في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، سيؤدي ذلك إلى إطلاق عملية تبادل للسجناء بين الولايات المتحدة وإيران ( ما يصل إلى خمسة مواطنين أمريكيين مزدوجي الجنسية وعدد مماثل من السجناء الإيرانيين المحتجزين في الولايات المتحدة )، بحسب مصادر متعددة ( إيرانية ومصادر أخرى مطلعة على المفاوضات )، تحدثت لوكالة رويترز

كخطوة أولى، أطلقت إيران في ١٠ أب / أغسطس ٢٠٢٣، سراح أربعة مواطنين أمريكيين من سجن إيفين في العاصمة طهران، ووضعتهم تحت الإقامة الجبرية، حيث انضموا إلى مواطن خامس كان بالفعل قيد الإقامة الجبرية.

وصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين هذه الخطوة، بأنها الخطوة الأولى في عملية من شأنها أن تؤدي إلى عودة الأمريكيين إلى وطنهم.

لم يتم الكشف عن هوية الأميركيين الرابع والخامس، وأحدهما بحسب مصدرين لوكالة رويترز ( امرأة – ربما التي كانت تعمل في مجال الإغاثة في أفغانستان ).

قطر، الدولة الغنية، كانت في قلب المفاوضات التي صاغت هذا الاتفاق بين الولايات المتحدة التي تصفها إيران بـ ( الشيطان الأكبر ) وإيران التي تصفها الولايات المتحدة ( بأنها دولة راعية للإرهاب ).

المصدر المطلع على المناقشات، تحدث لوكالة رويترز، بالقول:-

• إن قطر إستضافت ثماني جولات على الأقل من المحادثات شارك فيها مفاوضون إيرانيون وأمريكيون يجلسون في فنادق منفصلة ويتواصلون عبر الوسطاء، حيث ركزت الجلسات السابقة بشكل أساسي على القضية النووية الشائكة والجلسات اللاحقة على إطلاق سراح السجناء.

ثلاث مصادر تحدثوا لوكالة رويترز، بالقول:-

ستنفذ قطر ترتيبًا ماليًا ستدفع بموجبه الرسوم المصرفية وتراقب كيفية إنفاق إيران للأموال المودعة في مصارف قطرية، لضمان عدم إنفاق الأموال على بنود تخضع للعقوبات الأمريكية، وسيتم تبادل السجناء في دولة قطر.

قال دبلوماسي كبير لوكالة رويترز:-

” إيران أرادت في البداية الوصول المباشر إلى الأموال لكنها وافقت في النهاية على الوصول إليها عبر قطر، إيران ستشتري الغذاء والدواء وستدفع قطر مباشرة مقابل ذلك ”.

أجرت وكالة رويترز مقابلات مع:-

١- أربعة مسؤولين إيرانيين
٢- مصدرين أمريكيين
٣- دبلوماسي غربي كبير
٤- مستشار لحكومة خليجية
٥- شخص مطلع على المفاوضات.

قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية:-

إن الولايات المتحدة ليست مستعدة للإعلان عن التوقيت الدقيق للإفراج عن السجناء.

تُظهر رواية المصادر لوكالة رويترز، كيف تجنب الإتفاق النزاع الرئيسي بين الولايات المتحدة وإيران بشأن أهداف إيران النووية، وبلغ ذروته في لحظة نادرة من التعاون بين الخصوم منذ فترة طويلة، الذين يختلفون حول مجموعة من القضايا من برنامج إيران النووي، والوجود العسكري الأمريكي في الخليج العربي.

أثارت عملية نقل الأموال من كوريا الجنوبية – سويسرا – قطر، إنتقادات من الجمهوريين، بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يدفع في الواقع فدية للمواطنين الأمريكيين.

وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن قال للصحفيين في ١٠ أب/ أغسطس ٢٠٢٣:-

إن الاتفاق لا يعني أن إيران ستحصل على أي تخفيف للعقوبات، وأن الولايات المتحدة ستواصل التصدي بحزم لأنشطة إيران المزعزعة للإستقرار في المنطقة.

قال المصدر المطلع على المفاوضات لوكالة رويترز:-

إن الوساطة التي تقودها قطر أكتسبت زخما في حزيران / يونيو ٢٠٢٣، وأن ثماني جولات على الأقل من المحادثات عقدت منذ شهر أذار / مارس ٢٠٢٢، مع تخصيص الجولات السابقة بشكل أساسي للقضية النووية وجولات لاحقة للسجناء.

وقال لوكالة رويترز:-

” لقد أدركوا جميعا أن المفاوضات النووية هي طريق مسدود، وتحول التركيز إلى السجناء، السجناء أكثر بساطة، من السهل الحصول عليهم ويمكنهم بناء الثقة ( بين الطرفين ) وهذا عندما أصبحت الأمور جدية مرة أخرى “

قالت المصادر الإيرانية، الدبلوماسية والإقليمية لوكالة رويترز:-

بمجرد وصول الأموال إلى قطر من كوريا الجنوبية عبر سويسرا، سيصدر المسؤولون القطريون تعليمات لإيران والولايات المتحدة، بالمضي قدما في عمليات الإفراج عن السجنا، بموجب شروط ( وثيقة ) وقعها الجانبان ( أمريكا، إيران وقطر ) في أواخر شهر تموز / يوليو أو أوائل أب / أغسطس ٢٠٢٣.

قال المصدر المطلع على المحادثات لوكالة رويترز:-

من المتوقع أن يتم الإنتهاء من التحويل إلى البنوك في قطر في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها.

وقال لوكالة رويترز:-

” السجناء الأمريكيون سيسافرون جوا إلى قطر من طهران والسجناء الإيرانيون سيسافرون من الولايات المتحدة إلى قطر ثم ينقلون إلى إيران “.

وفقاً لإثنين من المطلعين الإيرانيين على المفاوضات، والمصدر المطلع على المفاوضات والدبلوماسي الغربي الكبير، فصلوا لوكالة رويترز:-

الجزء الأكثر تعقيداً في المحادثات هو ترتيب آلية لضمان الشفافية في تحويل الأموال وإحترام العقوبات الأمريكية.

وشملت القضايا التي تمت مناقشتها كذلك، كيفية ضمان إنفاق إيران الأموال فقط على السلع الإنسانية وتأمين ضمانات من قطر بشأن مراقبتها للعملية.

قال مصدر إيراني مطلع على المحادثات لوكالة رويترز:-

” لإنقاذ المفاوضات من الإنهيار، تعهدت قطر بتغطية الرسوم المصرفية لتحويل الأموال من كوريا الجنوبية إلى سويسرا، ومن ثم إلى البنوك القطرية، مع تحمل مسؤولية مراقبة النفقات “.

قال مصدر إيراني ثانٍ، ومصدر مطلع على المحادثات لوكالة رويترز:-

إن محافظي البنك المركزي الإيراني والقطري التقيا في الدوحة يوم ١٤ حزيران / يونيو ٢٠٢٣، لمناقشة تحويل الأموال.

قال مسؤول إيراني، ومصدران مطلعان على المفاوضات والدبلوماسي الغربي لوكالة رويترز:-

إن المحادثات ترأسها المبعوث الأمريكي الخاص لإيران روبرت مالي – الذي هو الآن في إجازة غير مدفوعة الأجر لأن تصريحه الأمني قيد المراجعة – ونائب المبعوث الأمريكي الخاص أبرام بالي وكبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كاني..

قال دبلوماسي إيراني كبير لوكالة رويترز:-

إن مهدي سفري نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الإقتصادية أنضم إلى الوفد الإيراني في إجتماعين في قطر، لإجراء محادثات بشأن تحويل الأموال.

قام وزير الدولة القطري بوزارة الخارجية محمد الخليفي بدور الوسيط.